المدينة المنورة: خالد الجهني
بقايا الرسائل بعد أن ألقتها العاملة تحت مركبة كفيلها
قامت عاملة منزل آسيوية بتلقين كفيلها درسا ساخنا حين قامت بتمزيق مجموعة من رسائلها التي كانت تنوي إرسالها إلى ذويها، ونثرها حول عجلات سيارته مقدمة رسالة أخرى ثقيلة إلى رب عملها الذي اعتاد تأخير إرسال رسائل العاملة المغتربة التي تهتم بأسرته.
وقال أحمد العوفي إنه كان تحت سيطرة عادة سيئة تمثلت ـ حسب وصفه ـ بـ"لا مبالاتي تجاه رسائل العاملات المنزليات اللاتي تعاقبن على أسرتي، إذ تتراكم رسائلهن إلى عائلاتهن في درج سيارتي، قبل أن أجد الهمة للتوجه إلى إدارة البريد لإرسالها، دفعة واحدة".
وأضاف العوفي وهو موظف حكومي ورب لأسرة من 4 أفراد، أن العادة السيئة جعلته في منأى عن محاسبة الذات "حيث اعتدت، لا شعوريا، تأخير بعث رسائل الخادمات وتجميعها ثم بعثها معاً، دون أن أسأل نفسي، مرة، هل يجوز هذا أم لا؟".
إلا أن الدرس الذي تلقاه العوفي جعله يعيد حساباته، ويفكر بأن "مفهوم الرسائل البريدية يأخذ مقام الأولوية لدى الآخرين الذين حرمهم الله نعمة البقاء في أوطانهم وبين ذويهم، ولا يمتلكون إمكانيات تتيح لهم الاتصال بذويهم هاتفيا".
ويصف العوفي الواقعة التي أجبرته على الوقوف أمام تصرفاته التي أضحت، بالنسبة له "ماضيا لن أعود إليه" قائلا "تركت أبنائي والخادمة في السيارة لأحضر بعض المشتريات، ويبدو أن الأولاد عبثوا بالدرج، وأخرجوا رسائل الخادمة التي كانت الأخيرة تعتقد أنني أرسلتها منذ وقت طويل"، ويستطرد "عدت معهم إلى المنزل ونمت، وحين خرجت وجدت كومة الأوراق الممزقة تحت عجلة السيارة".
عاد أحمد إلى عاملته يسألها، لتجيبه بأن الرسائل أصبحت غير ذات معنى، وأن أية رسائل بريدية، حين تتأخر كل ذلك الوقت عن موعدها، تصبح كذلك، يقول العوفي "قتلني شعور الذنب حين تفحصت بقايا الرسائل الممزقة... فقد بدا أنها كُتبت باهتمام واضح، وعلى أوراق أنيقة، وملونة، وبدا أن المسكينة صبت فيها كل ما تحمله مشاعر الشوق إلى أهلها والاغتراب عن بلدها من أشجان". مع ذلك، كما يضيف العوفي "قامت بتمزيقها، كعقاب لي".
ويعتقد الأخير أن درس العاملة الآسيوية في منزله قد خلق في داخله "وسواسا من تأخير الرسائل" قائلا إنه كفّر عن ذنبه "ببعض الهدايا للخادمة، والقسم بإرسال كل رسالة في نفس اليوم".
المصدر /
http://www.alwatan.com.sa/daily/2006-04-17/socity.htm