مسلمو إيطاليا يتصدون لتدنيس القرآن
في سابقة خطيرة قامت شركة إيطالية مختصة بصنع وترويج أغطية بيوت الراحة أو "المراحيض" بصنع وبيع مقاعد الجلوس المخصص للمرحاض وغلافه الخارجي الذي يغطي فوهة النجاسة بغلاف وقد كتبت عليه آية الكرسي بكاملها.
وأثارت الواقعة ردة فعل فورية وغاضبة من قبل قيادات الأقلية المسلمة بإيطاليا الذين سارعوا بالاتصال بالسلطات الأمنية والسياسية من أجل منع هذه البضاعة وسحبها من الأسواق فورا حتى لا يترتب ردود فعل غير محسوبة من المسلمين في إيطاليا وفي العالم الإسلامي عموما.
وفي تصريحات خاصة لشبكة "إسلام أون لاين.نت" من العاصمة الإيطالية روما، قال سمير الخالدي رئيس المركز الإسلامي "الهدى": إن السلطات الأمنية الإيطالية قامت يوم الجمعة 26-10-2007 بمداهمة 4 فروع للشركة الإيطالية "أوريزانا" بمدينة لاتينا (60 كلم) جنوب العاصمة روما وقامت بحجز وسحب 2000 قطعة من مقاعد المراحيض وقد كتبت عليها آية الكرسي في الجهة التي تغطي النجاسة.
وادعى مسئولو الشركة الإيطالية الذين تواجدوا بالمحلات التي تمت مداهمتها أنهم "غير عارفين" بمحتوى غطاءات المراحيض من كتابة وأنهم جلبوا هذه البضاعة من الصين وأن المسئول الرئيسي عن الشركة الإيطالية غير موجود حاليا بإيطاليا.
من جهته، عبّر وزير الداخلية الإيطالي "جوليانو أماتو" عن اعتذاره لمسلمي مدينة "لاتينا" إثر اجتماعه مساء الجمعة بممثلي الأقلية المسلمة في المركز الرئيسي لمسلمي إيطاليا بروما.
وتظهر الصور الخاصة التي تحصلت عليها شبكة "إسلام أون لاين.نت" آية الكرسي كاملة قد كتبت على الجانبين الخارجي والداخلي من غلاف المراحيض والمخصص للجلوس وإلى جانب آية الكرسي زين المقعد بورود وكتابة غير مفهومة.
ويعلق الخالدي لشبكة "إسلام أون لاين.نت": "من الواضح أن اختيار آية الكرسي وكتابتها في أقذر مكان لم يكن اعتباطيا باعتبارها من بين أقدس آيات القرآن، كما أن الكتابة غير المفهومة إلى جانبها كان يراد بها على الأرجح التضليل على الفعلة الإجرامية عن طريق الإيحاء أن الأمر يتعلق ببعد جمالي".
تحرك سريع وإيجابي
وتوجه سمير الخالدي بالشكر إلى السلطات الأمنية الإيطالية التي سارعت بالتحرك فور إبلاغها بالأمر في مدينة "لاتينا".
وقال الخالدي: "اكتشف أحد إخواننا الأمر صدفة يوم الأربعاء 24-10-2007 في أحد المحلات في مدنية لاتينا، حينها أبلغ مسئولي الجالية المسلمة بالمدينة، حيث سارعت برفقة بعض الإخوة على الفور بالاتجاه إلى مركز الشرطة من أجل رفع دعوى ضد الشركة، وعلى الفور توجهت السلطات الأمنية برسائل إلى وزارة الداخلية الإيطالية وإلى المسئولين المحليين لتنبيههم بخطورة المسألة".
وأضاف الخالدي: "اتصلنا أيضا بالسلطات السياسة وأعلمناهم بضرورة التحرك من أجل وقف الأمر وسحب البضاعة فورا من المحلات المعنية خشية ردود فعل غير محسوبة من الجالية المسلمة وخاصة إذا ما تسرب الأمر إلى وسائل الإعلام في العالم الإسلامي".
ومن أجل تفادي ضجة غير محسوبة العواقب في إيطاليا وفي العالم الإسلامي قال الخالدي: "حرصنا على الاتصال بالمسئولين الأمنيين والسياسيين في مرحلة أولى من أجل سحب البضاعة فورا وطلب الاعتذار من مروجيها وتفادينا الاتصال بوسائل الإعلام باستثناء الاتصال بشبكة إسلام أون لاين.نت، واتفقنا على عدم نشر أي شيء وإمهال السلطات السياسية والأمنية مدة 24 ساعة من أجل سحب البضاعة ووقف بيعها من المحلات وهو ما تم فيما بعد".
واعتبر الخالدي أن "ما تم يبرز رغبة العديد من الأطراف في إجهاض أي حوار مع المسلمين وتربصهم بهم وخاصة في إيطاليا التي هي معنية أكثر من غيرها بحوار الأديان لوجود مركز العالم المسيحي فيها (الفاتيكان).
ولفت إلى أنه "من المفارقات أننا عدنا منذ أيام قليلة من مدينة نابولي في الجنوب الإيطالي حيث كنا مشاركين في حوار بين الأديان استضافته إيطاليا".
ويعيش في إيطاليا حوالي مليون و200 ألف مسلم من بينهم حوالي 20 ألف معتنق للإسلام ويتوزع غالبيتهم بين العاصمة الإيطالية روما ومدينة "ميلانو" عاصمة الشمال الإيطالي.
أضغط على ( الصورة ) لتصفح الخبر
أبــــــوالعــز عمـــر