[GLOW="000000"]الإرهاب الوظيفي.. لدى المديرين[/GLOW]
ما من شك ان المجتمع الذي تخلو ربوعه من سلطة القانون سيكون بمثابة الغابة التي يأكل القوي فيها الضعيف, وبالتالي يطغى الاضطراب وعدم التوازن بين طبقات المجتمع وشرائحه.
وقد انتهجت المملكة في ظل القيادة الرشيدة لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود, سياسة العدالة والاصلاح الشامل: دستوريا, وسياسيا, واقتصاديا واجتماعيا, وثقافيا, حيث يمثل موضوع تعزيز وحماية حقوق المواطن السعودي احد اهم مرتكزات السياسة السعودية, حيث لا احد فوق القانون.
الا انه من الصعب جدا ان تضمن تطبيق عناصر العدالة, بحذافيرها كما ارادت الدولة, بين مؤسساتها وهيئاتها الحكومية, فهناك بعض النفوس الضعيفة, التي تسعى الى استغلال مناصبها لتحقيق مآربها الخاصة.
و´لن اقول من تحت لتحت,, او بلغة اهل السياسة ´من تحت الطاولة ; اقصد بعض المسؤولين الحكوميين الذين يفترض انهم يديرون عملية الاصلاح العامة في كافة الوزارات والمؤسسات والهيئات والاجهزة الحكومية التابعة للدولة, من مدير ادارة الى مدير عام.
و´مثل ماتعرفون ان قاعدة النجاح العامة تقول:
[GLOW="FFFFFF"] ´ان كل عمل ناجح وراءه مدير ناجح, وكل مدير ناجح, وراءه طاقم موظفين ناجح[/GLOW] طيب شتقول قاعدة الفشل؟؟
[GLOW="000000"] [GLOW="FFFF00"]ان كل عمل فاشل وراءه مدير فاشل وراءه طاقم موظفين فاشلين!! [/GLOW][/GLOW]
وهذا الذي ابحث عن مسبباته معكم بين هذه الأسطر.
حيث اتساءل معكم عن المسببات الاساسية لفشل بعض مديري الدوائر والهيئات في قيادة مؤسساتهم الى النجاح وقد توفر لنا بحمد الله في المملكة العربية السعودية كل مسببات النجاح الاداري
هل السبب يعود الى المدير وسياسته التي رسم خطوطها ´ان صح التعبير بروحه!
او يعود السبب الى اغلاق كافة الابواب امام الطاقات الشابة والكفاءات الوطنية من الموظفين من قبل مدير متسلط, مما ادى الى شيوع الارهاب, والاضطهاد الوظيفي من قبل الرؤساء نحو الموظفين
ان العلاقة بين المدير والموظفين اكتسبت منذ امد بعيد حديثا خاصا يحتوي على قدر كبير جدا من القصص والسوالف التي غالبا ما تثير الشفقة على الموظف الحكومي, والإثارة والتندر على المدير.. مع اعترافنا الكامل ´عشان لا يزعل علينا احد ان المدير عادة هو الشخص الاكثر خبرة في العمل, وصاحب السلطة والقرار, والمفوض الاول في تصحيح الاوضاع والعلاقات بين الموظفين!!
ومن باب السلطة في ´العمل ماهو السلطة
اعدد لكم انواع المديرين الذين استطلعت آراء العديد من العاملين في القطاعات الحكومية المختلفة في الدولة حولهم.
فهم يأتونك باشكال وانواع مختلفة منهم المتسلط, ومنهم المراوغ, ومنهم الحكيم المتزن, ومنهم المعقد ´الله يحفظنا الخ.
وامام اصناف المديرين هذه اتساءل, ويقف في صفي الكثير الكثير من الموظفين, رجال ونساء.. لماذا يمارس بعض المديرين نوعا من التعسف والارهاب الفكري, والابتزازي والتعنتي مع موظفيهم, الا يعمل الجميع في قارب واحد هدفه المصلحة العامة للوطن والمواطن السعودي.
لماذا يستعمل بعض المديرين منطق المقايضة السياسية على حقوق الموظفين فلا يمنحونها لهم كاملة, فاذا مرض الموظف ´والمرض ما يعرف له مدير ولا غفير يتم ممارسة بعض من صور الارهاب عليه فيجبرونه على الالتزام بمواعيد الدوام, وعدم الغياب ´والا لو غبت بنقص رقبتك! وحين يتساءل عن السبب يقال له هذا الكلام.
والغلظه اكثر تمارس بين الموظفات المعلمات وبين مديرة المدرسة التي تجردت في احيان كثيرة من النواحي الانسانية مع المعلمة التي قد تضطرها ظروف اسرية خاصة الى التغيب عن الدوام, او التأخر عليه, دون ان تفكر ان تسألها عن السبب, او تأخذ بيدها لايجاد حل لهذا الظرف.
بعض المديرين يقيم الدنيا ولا يقعدها.. اذا ما تأخر موظف مسكين, اضطر ان يسهر حتى الفجر ليراعي والده المريض, او يرافق ابنه ´المرتفعة حرارته الى المستشفى.. عن موعد الدوام بخمس ´5 ثواني, مع العلم ان بعض الموظفين ´اللي هذا مساكين.. ومن حاشية المدير يداومون بعد وقت الدوام بساعة, او اكثر دون ان توجه لهم ربع كلمة.
مدير آخر يتفرد برأيه الشخصي فقط في ادارة مصالح الهيئة الحكومية, مؤمنا بمركزية العمل رافضا مبدأ توزيع الادوار والمهام مستخفا بقدرات الموظفين على تحقيق الاصلاح المؤسسي الى جانبه..
اسألوني ليش؟
لأن هذا الصنف من المديرين يخشى ان تنكشف قدراته الادارية الضعيفة امام اي من موظفيه الذين قد يكون احدهم على الرغم من انه اصغر سنا, واقل خبرة.. اكبر دراية بالقيادة الحكيمة ´فيسحب الكرسي من تحته!! مدير رابع يجد متعة ما بعدها متعة في معاقبة موظفيه, ضاربا بحقوقهم الوظيفية التي اقرها ديوان الخدمة المدنية عرض الحائط, وشعاره دائما ´اشغل الموظف بالعمل المتواصل كنه طاحونة حتى يقع مغشيا عليه!! صنف آخر من المديرين.. اذا ما حان موعد تسليم تقارير كفاءة الأداء الوظيفي عن كل موظف من العاملين لديه يبدأ في اذلال موظفيه به فقد جاءت الفرصة المناسبة له ´المدير لتصفية حساباته الشخصية مع بعض ´المغضوب عليهم في المؤسسة بتقارير ظالمة تشيع عدم الرضا والاستقرار في محيط العمل.
مدير طموح
´امحق طموح يستأثر لنفسه بكافة بدلات التمثيل التي يملأ من ورائها جيوبه قبل عقله, راكب طيارة.. ومن بلاد الى بلاد, دون ان يفكر مطلقا في ان يشرك احد الموظفين معه في هذه المهام الرسمية, التي غالبا ما تشتمل على برامج او دورات او مؤتمرات تنمي الطاقة الابداعية لدى الموظفين وتفتح لهم افاقا ارحب في فضاء الحداثة والعصرنة.
اما هذا المدير فهو يمنيك بالأماني الوردية, التي لا تقبض منها سوى الوعود ´كالحية الرقطة.. اللي تمشي تحت الساس وتلسع سكاتي والتي تدخلك في متاهات واعذار, عبارة عن مسكنات جاهزة لطلبك علاوة او مكافأة, لأن ميزانية البلد ´الله واكبر لا تسمح له بـ 500 ريال زيادة في راتبك, لكنها تسمح لهم بزيادة آلاف الريالات في رواتبهم على حسابك ´يا مسكين وموت يا..!!
بنفسي لاحظت ان بعض المديرين يتكتمون على عملية انتداب موظف من وزارة الى اخرى.. ´والين يومك مب عارف ليشهل افسر هذا السلوك على انه حسد, او غيرة..
´وليش كل هذا؟
سواء عملت في التربية او الصحة او التجارة.. ´هكذا كلنا نشتغل في السعودية, وعشان السعودية
احد المديرين يستكثر على موظفيه بعض عبارات الثناء والتشجيع, فلا تسمع منه كلمة شكر, دائما ´ماد بوزه ولا تنفع معه اية محاولة لكسب وده, فعليك يا موظف يا مسكين, وعلى المؤسسة بكبرها السلام
نموذج مدير ´غير شكل يعتبر نفسه في مقام والدك, فهو يعرف مصلحتك اكثر منك, وهو ناصحك الأمين, فأنت في نظرة ´قاصر غير راشد, فاذا ما تم اقتراح نقلك الى وظيفة اخرى لو منصب آخر, لهو يرفض نيابة عنك, لأنك في وضعك الحالي افضل, يريد هذا الصنف ان يشبع رغبته الابوية تجاهك, على الرغم من ان هذا الموظف في احيان كثيرة قد يكون ´قد ابوه!!
ومن احدث طرق الارهاب الوظيفي, قيام بعض المديرين بتوجيه ´رصاصات اقصد عبارات التهديد والتأنيب.. والتحذير ´انت مو كفء انا شلي بلاني بموظف مثلك.. الخ, ثم يأتيه من اتجاه آخر يطالبه بأن يكون منتجا وفعالا في عمله ´فذمتكم فذمتكم.. اشلون يكون منتج وهو مستهدف بالإهانة وعدم التقدير.. ويعمل في جو غير صحي مطلقا, تحدث فيه هذه التجاوزات!!
وكم وكم من القصص التي على هذه الشاكلة واكثر, بين الموظفين من النساء والرجال في مجتمعنا السعودي, والتي لو نطقت بها جدران المؤسسات, والهيئات والوزارات, والمدارس, و.. و.. الخ لأصبحت مادة دسمة لتأليف كتاب بعنوان ´انا والمدير والتي ترتفع معها الشكاوى بأكل حقوق الموظفين, وعدم شعورهم بالأمان الوظيفي في ظل مدير تجاهل تماما انه ايضا - موظف حكومي - للدولة, يمارس سلطته من منطلق الالتزام بالدستور والقانون والقرارات التي تحتم ان يكون الاكبر سنا, والاكثر خبرة, والأقدم تخرجا, والاعلى في تقدير المؤهل.. فقط, لا كما يتخيل البعض من قانونه الخاص!!
انني اسعى من هذا الطرح الى بيان ضرورة تصحيح العلاقة بين الرئيس والمرؤوس بصورة منطقية, واشعار المسؤولين بحاجة الموظفين الحكوميين عندنا في دولة السعودية الى اظهار الصورة الحضارية لحقوق المواطن السعودي في مجال عمله, والى نوع من المديرين قد يكون منقرضا او نادرا في احسن تقدير, مؤمنا بالديموقراطية في العمل, يتصف بالمرونة, يشكر الموظف المجتهد والمبدع, يرغب في ادخال كافة المستجدات الحديثة الى مؤسسته, ملما بأساليب العمل, واحتياجات الموظفين, التي قد تعوق العمل.. الخ, اننا بحاجة الى ان نمحو هذا الرهاب الوظيفي الذي غدا مسيطرا على كثير من الموظفين, الذين باتوا يحلمون برؤسائهم في صورة كوابيس تؤرقهم. انني اسعى من هذا الطرح الى توجيه بعض المديرين الى ضرورة الاخذ بمؤسساتهم وهيئاتهم وموظفيهم من ادارة الصراع والازمات, الى ادارة الجودة الشاملة.. لتكون النتيجة النهائية تكاتف الجهود نحو الابداع الاداري.
http://www.alyaum.com/issue/article....7&I=391872&G=2
[GLOW="000000"]أخـــــــــوكم[/GLOW]