موضوع " شيق " ياسيدتي...وفــــــــــاء
نعم أختي الغاليه ... لابد من حوار بين الأم وأبنتها
[GLOW="000000"]أصغيرة.. أم كبيرة.![/GLOW]
[GLOW="000000"]البنت[/GLOW]
أنا في حيرة شديدة من أمري.. وأنتم سبب حيرتي.. أقصد أنك أنت وأبي وأفراد العائلة الكبار.. هم من يسببون لي الحيرة.. ويجعلونني أقف دائماً في موقف التردد بين نقيضين.. أصغيرة أنا.. أم كبيرة..!!
شيء ما يقاس بالعقل.. يقول لي أنت الآن كبيرة.. فقد بلغت عامك الثالث عشر.. وهذا يعني أنك الآن تستطيعين أن تفعلي ما تفعله الفتيات الكبيرات.. وتختاري ما تختاره الفتيات الكبيرات.. وتلبسي ما تلبسه الفتيات الكبيرات.. نعم.. أنا كبيرة.. صوت ما بداخلي يقول لي.. أنت كبيرة.. لا تخجلي.. لا تترددي.. لا تحتاري.. لقد كبرت علي زمن التردد والخجل.. الآن نفذي كل ما تريدين.. تماما كشقيقتك الكبري.. واطلبي ما تريدين.. وأصري عليه.. واسعي للوصول إليه بكامل حريتك وارادتك.. أنت كبيرة.. ناقشي الكبار.. وقفي بوجه الصغار.. واجلسي لتستمتعي إلي الحوار الدائر بين أبيك وأمك وشقيقتك.. أنا كبيرة حقا..!! كم أفرح لهذا الشعور الذي يطغي علي فينسيني من أنا.. ومن أكون.. ولا أجد نفسي إلا في معترك مع أحدكم.. أحد الكبار.. الذي يصرخ في وجهي وهو يقول لي بكل حدة..
- اخلعي ذلك الثوب فهو لا يصلح لك.. إنك صغيرة..!!
- امسحي تلك الأصباغ من علي وجهك.. فأنت مازلت صغيرة..!!
- اسمعي كلام الكبار.. ونفذي دون مناقشة.. ألا ترين أنك لست كبيرة مثلهم..!!
ومع ضغطكم أيها الكبار.. أنصاع.. وأعود إلي وكري الصغير.. ألملم أذيال خيبتي مع الزمن الذي يرفض دخولي إليه ولو حتي عن طريق القسر.. وأبدأ بملاعبة الصغار.. أجري هنا.. وأقفز هناك.. وأرسم خطوطا ملونة وشخبطة كبيرة فوق أوراق أبي.. وأقفز فوق الأريكة حتي أمل وأتعب.. وأعبث بالحديقة.. وأزهار البيت.. وألقي بالتحف الثمينة من فوق الأرفف.. وأعبث بجهاز الهاتف.. والتلفاز.. فيفاجئني صوت أحدكم.. أنتم معشر الكبار.. أو أحياناً أصواتكم جميعا معا في حدة..
- ماذا تفعلين..!! هل أنت صغيرة حتي تمزقي دليل الهاتف!!
- لماذا تقفزين وتتحركين كالصغار.. ألا ترين أنك أكبر من هذه الألعاب..!!
- دعي عنك تلك التصرفات الصغيرة.. فقد كبرت علي شقاوة الأطفال..!!
وغير ذلك الكثير.. الكثير.. حتي أجد نفسي في زاوية في منتصف الطريق.. لا أدري أين أسير.. هل أنا كبيرة لأتصرف كالكبار دون أن يردعني أحدكم..!! أو هل أنا صغيرة حتي أجري وأتصرف ببراءة الأطفال التي تزال تجري في دمي.. دون أن أعاقب..!!
أرجوك أمي.. دليني.. أكبيرة أنا.. أم صغيرة..!!
فقد تعبت كثيراً.. تعبت.. ولاتزال الأسئلة الكثيرة عالقة في فكري.. تبحث عن إجابة شافية.. وعن وسيلة تساعدني لأضع قدمي فوق الدرب الصحيح..
[GLOW="FF99FF"][GLOW="000000"]ودمتِ
ابنتك الحائرة[/GLOW][/GLOW]
[GLOW="000000"]ابنتي..[/GLOW]لا أدري هل أناديك صغيرتي.. أم أناديك ابنتي فقط..!!
كم هي سريعة هذه الأيام التي تجري دون أن نشعر بها..
عزيزتي..
كم سعدت لمصارحتك لي.. وبوحك بما يعتريك من قلق وحيرة.. والحمد للَّه.. أنك استطعت أن تعبري عما بداخلك من مخاوف في الوقت المناسب.. واعذرينا كلنا.. نحن الكبار.. إن فاتنا انك ما عدت تلك التلميذة الصغيرة التي تذهب للمدرسة بضفيرتين صغيرتين.. وأنك تلك الطفلة التي تلعب بين المراجيح في الحديقة..
حقا عزيزتي.. لقد كبرت.. لكنك لم تكبري بما فيه الكفاية.. لتمارسي أعمال الفتيات الكبيرات الناضجات.. نعم يا عزيزتي.. لقد كبرت.. لكن مفهوم العمر الكبير يختلف من جيل إلي جيل.. ففي جيلنا نحن.. الجيل الذي نشأ وتربي قبل ما يزيد عن أربعين عاماً.. يكون مفهوم الثلاثة عشر عاما.. امرأة ناضجة.. يتهافت لها الشباب والخاطبات.. من أجل تزويجها.. لتغدو بعد عام أو أكثر.. امرأة.. أو أما ترضع طفلا أنجبته هي.. وهي قادرة علي العناية به.. وببيتها.. وبزوجها.. وصغارها الذين سيأتون بعد..
أما الآن.. ومع هذا التقدم العلمي والتطور الاجتماعي الذي كان له تأثير كبير علي بيئتنا.. وبالتالي فقد أثر علي قراراتنا بشأن تحديد السن التي تكون عندها الفتاة ناضجة بمعناه العلمي.. والنفسي.. والاجتماعي..
أنت يا صغيرتي بهذه النظرة الجديدة.. بداية امرأة.. أو لنقل بمعني آخر.. طفلة تكبر.. أنت يا عزيزتي لست طفلة لتلعبي مع الصغار.. وتشاركيهم الدمي والعرائس الصغيرة كما كنت سابقا.. ولست امرأة كاملة.. حتي نقول انك يمكنك ان تعتمدي علي نفسك وتنشئي بيتا.. وتربي أطفالاً.. لقد تغير الزمن.. وساد بيننا العلم الذي يقول عنك انك في مراحل العمر التي بين الطفولة والشباب.. مرحلة هي من أجمل مراحل العمر التي تمر بها الفتاة.. والتي يجب أن تقتنصها.. بكل ما فيها من لحظات.. لتعيش أجمل وأحلي أيامها.. وهي ما يطلق عليها بمرحلة (المراهقة).. يصفونها أحياناً.. بأنها مرحلة الطيش والتهور.. لكنها يا عزيزتي هي الفترة الجميلة التي يستطيع فيها الفرد أن يخلق ذاته.. وأن يكون شخصيته.. ويبني أحلامه.. وطموحاته في الحياة..
لا تغضبي عزيزتي إن أخطأنا يوما ما.. وقلنا لك إنك صغيرة.. أو أخطأنا لحظة أخري.. وقلنا لك إنك كبيرة.. فأنت الصغيرة الجميلة الحلوة التي تكبر لحظة بلحظة.. وتزداد نضجا.. وتعمقا في الحياة.. تفهما لارادتها.. وتعلقا بها أكثر.. وأكثر.. وأنت الصبية الكبيرة البالغة.. المتزنة.. التي لا تخطو قبل أن تعرف موقع قدميها.. وهذا هو ما أريده منك الآن.. أن أكون صديقة لك.. وتكوني صديقة لي..
وذلك عزيزتي لأكون قريبة منك في كل لحظة حيرة.. أو تردد.. أو قلق.. ولأبعد عنك كل ما يساورك من مخاوف.. فما رأيك..!!
[GLOW="FFFFFF"]واسلمي لي
أمك المحبة...[/GLOW]
(((( منقول للفائدة))))
[GLOW="000000"]مع حبي وأحترامي
أبــــو عبدالعزيز [GLOW="000000"] Omar .S.M [/GLOW] [/GLOW]