أعظم العبادات
بقلم الدكتور/ محمد العريفي
هل أدلك على عبادة من أعظم العبادات.. كان رسول الله يفعلها على جميع أحوالة .. بل أمر الله تعالى المؤمنين بفعلها بعد الصلاة.. وبعد الصيام .. وبعد الحج .. وبل و أثناء القتال.. وقبل الطعام و بعدة .. وقبل النوم وبعدة.. وقبل دخول الخلاء وبعدة.. وهي مع ذلك لا تحتاج إلى استقبال القبلة .. ولا ستر العورة.. ولا فعلها في جماعة .. ولا السفر لأجلها.. ولا إنفاق ريال و احد لأجلها..
هذه العبادة .. يستطيع فعلها الكبير و الصغير ... و الغني و الفقير.. و الرجل و المرأة.. و العالم و الجاهل .. و المشغول و الفارغ..
هل عرفت هذه العبادة؟
هي التي مدح الله تعالى الصالحين و الصالحات بأنهم يفعلونها دائماً فقال : ( والذاكرين الله كثيراً و الذاكرات أعد الله لهم مغفرة و أجراً عظيماً...)
وقال صلى الله علية وسلم : ( ألا أنبئكم بخير أعمالكم , و أزكاها عند مليككم , و أرفعها في درجاتكم , وخير لكم من إنفاق الذهب و الورق, وخير لكم من أن تلقوا عدوكم , فتضربوا أعناقهم و يضربوا أعناقكم؟!) قالوا : بلى , قال : ( ذكر الله تعالى).
قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: ما شيئ أنجى من عذاب الله من ذكر الله...
و كان أبو هريرة رضي الله عنه يسبح في اليوم و الليلة أكثر من أثنى عشر ألف تسبيحة !!
وقول : هذا التسبيح أفتك به نفسي من النار .. ومن أفضل الأذكار قراءة آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة .. قال صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة لم يحل بينه وبين دخول الجنة إلا الموت)
وقال صلى الله علية وسلم : (( ما منكم من أحد يتوضاء فيسبغ الوضوء ثم يقول : أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً عبد الله و رسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانيه يدخل من أيها شاء).
فكن ذاكرا لله على جميع أحوالك .. نعم .. قد تقصر في قيام الليل .. أو صيام النافلة.. أو الصدقة .. فأنتبه أن تتكاسل نفسك عن الذكر .. وهو لا يكلفك شيئاً .. وقد قال ربك عز وجل : (( فأذكروني أذكركم و أشكروا لي ولا تكفرون