شهدت محافظة الطائف أمس تنفيذ الحكم بالقتل على المواطن محمد علي الزهراني الذي زوج ابنته لسجين آخر محكوم عليه بالقصاص في حفل شهدته "الوطن" ونشرته في شهر شوال الماضي.
وكان الزهراني قد أقدم على خطوة تزويج ابنته من زميله بسجن الطائف العام عوض عيد الحربي الذي ينتظر أيضاً تنفيذ حكم القصاص، وهي الخطوة التي أثارت جدلاً كبيراً نقلت "الوطن" جانباً منه.
وظل الزهراني يحلم كما روى لـ"الوطن" في حفل زفاف ابنته الذي شهدته قيادات السجن باستقرار ابنته بعد موته متمنياً أن يتنازل ذوو الدم لكن قرارهم بعدم التنازل جاء في اللحظة الأخيرة رغم جهود لجنة إصلاح ذات البين بالمحافظة.
--------------------------------------------------------------------------------
نفذت وزارة الداخلية أمس في محافظة الطائف الحكم قصاصا بالمواطن محمد بن علي الزهراني، الذي زوج ابنته لسجين آخر محكوم عليه بالقصاص داخل السجن قبل عدة أشهر على الرغم من الجهود، التي بذلت من قبل لجنة إصلاح ذات البين بالمحافظة وبعض فاعلي الخير للتوصل إلى تنازل من قبل ذوي الدم حتى الدقائق الأخيرة قبيل تنفيذ الحكم.
وقد تحول عنبر القتل في سجون الطائف أمس إلى سرادق عزاء حيث استقبل السجين عوض الحربي، زوج ابنة الزهراني التعازي في وفاة والد زوجته ورفيقه في السجن من قبل زملائه السجناء المحكوم عليهم بالقصاص.
وتحول المشهد إلى نوبة من البكاء والحزن على فراق الزهراني الذي أمضى معهم نحو 4 سنوات خاصة أنه تحول في الفترة الأخيرة إلى داعية، يوقظهم لصلاة الفجر ويلقي عليهم بعض الكلمات الوعظية عقب كل صلاة.
وكان السجين الزهراني، الذي التقت به "الوطن" في حفل زفاف ابنته على السجين عوض عيد الحربي في شهر شوال الماضي، الذي ينتظر تنفيذ حكم القصاص أيضا، قد زوج ابنته من الحربي الذي رافقه في السجن عدة سنوات. وكان - على حد قوله - مطمئنا لدينه وأمانته.
وعلى الرغم من أن الآخر كان ينتظر القصاص أيضا، إلا أن الزهراني كان يحمل هم زوج ابنته أكثر من همه، وكان يدعو الله أن يفرج عن زوج ابنته، وأن ينعما بحياة سعيدة. وقال الزهراني لـ "الوطن" إن ابنتي بعد وفاتي ستصبح يتيمة الأب، وأنا أخشى عليها أن تكون أرملة بعد سنوات لفقدها زوجها المحكوم عليه بالقصاص.
ولم يشترط الزهراني على زوج ابنته أي شروط سوى المهر وقدره 35 ألف ريال، بينما كان مؤخر الصداق 30 ألف ريال، وأخبره بأن لابنته الحق في منزل مستقل متى ما تنازل ذو الدم.
وكانت ابنة الزهراني مقتنعة بهذا الزواج، ولم يجبرها على ذلك، وإنما طلبت منه أن ترى الزوج قبل عقد القران هي ووالدتها.
وذكر سعيد الزهراني أحد أقارب السجين الذي نفذ فيه الحكم، أن إرادة الله قضت أن تفشل جميع المساعي والوجاهات، وأن ينفذ الحكم، ولا راد لقضاء الله. وذكر الزهراني أن السجين رب أسرة كبيرة مكونة من زوجة و9 أبناء أكبرهم ابن عاطل عن العمل وليس لهم دخل مادي إلا ما تتسلمه الزوجة من إعانة الضمان الاجتماعي التي تصرف لزوجات السجناء. كما أنه كان مسؤولا عن إعالة والده ووالدته المسنين.
وكانت وزارة الداخلية قد أصدرت أمس بيانا حول تنفيذ حكم القتل قصاصا بأحد الجناة، وفيما يلي نص البيان:
قال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى) الآية. وقال تعالى (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون).
أقدم محمد بن علي بن حسن الزهراني (سعودي الجنسية) على قتل سفر بن حمد بن عويض الحارثي (سعودي الجنسية) وذلك بإطلاق رصاصة عليه من مسدس كان معه أصابته في رأسه أثناء اجتماعهما مما أدى إلى وفاته. وبالقبض على الجاني المذكور أسفر التحقيق معه عن توجيه الاتهام إليه بارتكاب جريمته. وبإحالته إلى المحكمة العامة، صدر بحقه صك شرعي يقضي بثبوت ما نسب إليه شرعا والحكم عليه بالقتل قصاصا، وصدق الحكم من محكمة التمييز ومن مجلس القضاء الأعلى بهيئته الدائمة، وصدر أمر سام يقضي بإنفاذ ما تقرر شرعا بحق الجاني المذكور. وقد تم تنفيذ القصاص بالجاني محمد بن علي بن حسن الزهراني (سعودي الجنسية) اليوم الثلاثاء (أمس) الموافق 19/2/ 1429 بمحافظة الطائف بمنطقة مكة المكرمة.
ووزارة الداخلية إذ تعلن عن ذلك لتؤكد للجميع حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ على استتباب الأمن وتحقيق العدل وتنفيذ أحكام الله في كل من يتعدى على الآمنين ويسفك دماءهم، وتحذر في الوقت ذاته كل من تسول له نفسه الإقدام على مثل ذلك بأن العقاب الشرعي سيكون مصيره. والله الهادي إلى سواء السبيل.
http://www.alwatan.com.sa/news/newsd...=2707&id=43822