حدود نحتاج لترسيخها فى داخلنا
لكل منا بداخله حدود
يحتاج لترميمها كل فترة
لإزالة ما علق بها من شوائب
وقد ينقص أحداً منا حدود
يحتاج لتأسيسها
على سياج واضحة
وأعمدة متينة
لتبقى راسخة
قوية ثابتة
فالحدود لا يمكن تعديها
ولا الخروج عنها
حدود تبقى كخطوط فاصلة
يستحيل الحياد عنها
من أمثلة الحدود التى تاهت من مجتمعاتنا
" حد الإلتزام "
تجد الموظف يتأخر فى موعد وصوله
المحدد إلى العمل ، فيدخل ويجلس
لا يريد أن يعمل وإن عمل يكون جبراً وغصباً
فعندئذ تجد الإهمال يسرى فى عروق عمله
فأين الإلتزام بالعمل ، أين حق العمل عليه
وأين هو من قول الرسول ( ):
"إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه" .
فحد الإلتزام إن أقامه كل فرد بداخله ، وعمل كما ينبغى فى موقعه فيسعد المجمتع أجمعه ، ويسوده الإلتزام والتقدم
فلا يعانى من تخلف ولا تأخر .
" حد الاحترام "
كثيراً ما نرى تعامل شاب هذة الأيام مع والديه يتخلله الندية وقلة الإحترام وعدم طاعتهما وإرضائهما بل والسخرية منهما وتقليل شأنهما
فلا ناقش يلزمه آداب الحديث
ولا سلوك مرضى ينتهجه
ولا امتثال لقوله تعالى( ):
"وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا
وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا "
إذاً حد الإحترام مهم للغاية
لتعم النفس الطمأنينة والرضا وتصفو السريرة
حد لازم لينهض أفراد المجتمع
ولتعود القيم الأخلاقية تزين
أفراد بارين بوالديهما مرضين لهما ولربهما.
" حد الرضا "
كثيرون لا يرضون بما قسم الله لهم،
ويجزعون حينما تلم بهم المصائب
ولا يشكرون ربهم ولا يحمدون
بل يتمردون ويجحدون
فلو أقاموا بداخلهم
حد الرضا على ما ابتلاهم ربهم
ستهنأ حياتهم وسيتخطون مصائبهم بكل يسر
بل ويؤجرون على صبرهم ورضائهم
قال رسول اللَّه ( صل الله عليه وسلم ) : (عجباً لأَمرِ المُؤمِنِ إنَّ أَمرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ - و ليس ذلكَ لأحدٍ إلاّ للمُؤمِنِ - إنْ أَصابَتْهُ سرّاءُ شَكَرَ فكانَ خَيراً لَهُ ، و إنْ أَصابَتهُ ضرّاءُ صَبَرَ فكَانَ خَيراً لَهُ )