يخبرني أحد الأصدقاء في المنطقة الشرقية بأن لديه زميل يعمل في أحد الإدارات بمهنة كاتب
يقول هذا الكاتب بأنه استحق التقاعد الكامل لأن عمره بلغ ستون عاماً
وبعد صدور قرار التقاعد له واستلام مستحقاته
اتصل به أحد زملاء العمل من الفئة العمرية المتوسطة وقال له نريدك يا ابو فلان أن تحضر إلى المكان الفلاني
وهي قاعة صغيرة تقام فيها المناسبات
فوافق ولم يبدي علمه بأنها حفلة توديع مؤكدة له لإحالته على التقاعد
وفي اليوم المتفق عليه ذهب هذا الكاتب المتقاعد إلى المكان ووجد الإضاءات الجميلة والزينة المعلقة التي تحيط لوحة جميلة مكتوب عليها نتمنى لك التوفيق في حياتك القادمة
يقول هذا الكاتب توقفت مقابل هذه اللوحة وانهمر دموعي ، حيث لم أكن أتوقع بهذا الحب في قلوب الزملاء تجاهي
وأردف قائلاً بأنه قام بتعديل الشماغ ووضع المزيد من العطر ونزل للقاعة
وسلم على المستقبلين والحاضرين الذين باركوا له إحالته للتقاعد
قال : ولفت نظري وجود منصة وبها جهاز مايكرفون ، فتوجهت لألقي كلمة شكر لزملائي
وعندما بدأ بالسلام والتحية ، يقول تفاجأت بأن اثنين من الزملاء يهرعون تجاهي ، حيث قام أحدهم بفصل الكهرباء عن جهاز الصوت والاخر قام بسحبي بعيدا عن المنصة قائلاً ماذا تفعل أيها المجنون ؟
هذا المكان مخصص لمدير الإدارة (أبو فلان) ليلقي كلمته ، لأنه أحيل للتقاعد أمس وقمنا بدعوة جميع الزملاء من هم على رأس العمل والذين تقاعدوا لحضور هذه المناسبة . اذهب هناك واجلس (تراك فشلتنا) !
يقول الكاتب : ذهبت إلى المكان المشار إليه والمؤلم بأن هناك العشرات من النظرات المتوجهة لي ، أغلبهم يضحكون والآخرين حزينون لأجلي .
مع استمراري بالمشي لمكان جلوسي شعرت بأن عيناي لم تعد ترى من حولي من شدة الصدمة والإحراج . وجلست بأبعد نقطة عن الناس محاولا الهروب من القاعة بأي طريقة لكن لم أنجح في ذلك لأن أمري سيفتضح .
وبعد انتهاء الحفلة حضر لي اثنين من الزملاء وسلموا علي وكنت اشعر نظرات الشفقة على عيونهم ، وأحضروا لي باقة ورد ، كانت من ضمن باقات الورد الموضوعة على طاولة الهدايا ، وقالوا لي مبروك يا ابو فلان على التقاعد وندعوا الله تعالى لك بحياة سعيدة .
ثم انصرف الجميع
(( أحببت سرد هذه القصة التي حصلت في الأسبوع الماضي فقط للتغيير والبعد عن الملل ))