أين أنت من هؤلاء .. دور نفسـك
ركبت معه ، والرياض كما تعلمون شوارع وإشارات وزحمات و محلات بالعالم مكتضات .
كل ما شاف واحد لعن وسب ، يقول لواحد أمش مشت عليك تريلة والثاني يقول له رح راحت روحك ، وآخر يقول له قصر على المسجل قصرت أيامك ، ولا ترك أحد حتى الإشارة الحمراء يدعو عليها بصدام قلابي يشيلها ، وأنا ما أتجرأ على أي كلمة إلا بعد ما وصلت ، قلت الله يهديك ، قال : حول حالت رجلك.
والمرة الأخرى ركبت مع آخر ، لا يفتر عن ذكر الله ، حتى من يؤذيه بسرعة أو لفة أو حركة غير موزونة ، يقول له : الله يهديك ويحفظك ويرجعك لعيالك سالم ، الله يستر على المسلمين ، وهذا يبتسم له ، وهذا يرفع يده له وهكذا وقبل أن أصل صار يدعو لي ويقول وصلنا في حفظ الله ، الله يذكرك بالخير .
أما المرة الثالثة فكنت مع واحد لم يتكلم بأي كلمة ، كأنه بالع حصاة ، ولا أدري هل هو يذكر الله في نفسه ، أو يدعو على الآخرين ، لا أدري.
تمنيت أن أكون مثل الثاني ، وأخاف أن أكون مثل الأول ، ولا شك أن أي واحد يخضع لهواه فسوف ينفس عن غضبه بما يزيده إثماً وغضباَ بينما صاحب الذكر والدعاء أكثر راحة وأجراً ،
فأي من هــؤلاء أنت .