جدة (السعودية) (رويترز) - تعتزم الحكومة السعودية تنفيذ مشروع لتطوير ما لا يقل عن أربع "مدن اقتصادية" يتوقع كثيرون أن تكون بمنأى عن تدخل المؤسسة الدينية في الحياة الاجتماعية وأماكن العمل والتعليم.
وستكون المرأة قادرة على قيادة السيارة داخل تلك المدن التي قد تضم ايضا دور سينما.
وهناك بالفعل في هذا البلد البالغ عدد سكانه 25 مليون نسمة بعض المناطق التي لا يشاهد فيها أعضاء جماعة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر المكلفين بالحفاظ على "الاداب العامة".
وهذه المدن هي جدة البالغ عدد سكانها نحو ثلاثة ملايين نسمة ومنطقة تضم مدن الخبر والظهران والدمام يسكنها نحو مليوني شخص.
وتحمل جدة شعار "جدة غير" أي جدة مختلفة ويقضي سكان الرياض عطلاتهم الصيفية في المدينة المطلة على البحر الاحمر حيث تتنقل النساء المحليات سافرات الوجوه بين الاسواق التجارية أو يجلسن حتى ساعات متأخرة من الليل في مقاه لتدخين النرجيلة.
وتنفد تذاكر الحفلات ليس فقط الخاص منها بالمطربين التقليديين وانما أيضا بمغني الراب الشبان.
وقال ريان الدهلوي وهو مدير علاقات عامة بينما كان في طريقه لدخول أحد أشهر الاسواق التجارية في جدة "جدة هي متنفس لاهل الرياض اذا لم يكونوا قادرين على السفر للخارج."
وستفتتح هذا العام جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا التي تديرها شركة النفط الحكومية ارامكو الى الشمال مباشرة من جدة ولن يتم فيها الفصل بين الطلاب والطالبات.
كما يتجنب أفراد جماعة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر عموما الحي الدبلوماسي في الرياض ومدينة الظهران في المنطقة الشرقية بالمملكة حيث توجد مقار ارامكو.
ويقول سكان المنطقة الشرقية ان جماعة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر تتجنب ايضا مدينة الخبر لكن وجودها قوي في مدينة الدمام المجاورة.
ويتذكر كثير من السعوديين حقبة السبعينات وهي فترة الطفرة النفطية الاولى عندما كانت بعض النساء يخرجن من بيوتهن دون العباءة السوداء الملزمات بارتدائها وعندما كانت توجد دور سينما في جدة.
غير أن ظروفا تجمعت في وقت واحد في أواخر السبعينات من بينها محاولة تمرد في مكة والثورة الايرانية والاحتلال السوفيتي لافغانستان دفعت الحكومة لتقديم تنازلات كبيرة للاسلاميين.
وقالت النشطة المدافعة عن حقوق المرأة وجيهة الحويدر انها عاشت حياة حرة في فترة المراهقة. واضافت أنها غادرت البلاد في عام 1981 وعندما عادت أخيرا في عام 1993 شعرت كأنها غريبة. وقالت ان المال أضر بهذا المجتمع الذي قرر أنه ليس في حاجة لنساء لادارته.