في البداية كنت مترددا في النشر لعلمي أن شركة الاتصالات لم ولن تولي اهتمامها لعملائها.. حسب التجارب السابقة معها. ولكن بعد سماعي أن مجلس الشورى سيتخذ قرارا يطالب فيه الشركة بتخفيض قيمة تكلفة استخدام الإنترنت.. قررت الكتابة حيث تقوم شركة الاتصالات هذه الأيام في سعي حثي ث في تحديث أسعارها وخدماتها لإرضاء عملائها. ونحن نقدر للشركة هذا المجهود الجبار في سبيل الارتقاء بخدماتها علما أن الفائدة مشتركة من كلا الطرفين. قد نقول إن هناك تحسناً ملحوظاً في خدمات الهاتف الجوال والهاتف الثابت. ولكن الانترنت لم تأخذ نصيبها من ذلك الاهتمام.. لماذا؟
الشبكة العنكبوتية أصبحت في وقتنا الحاضر أحد أهم رموز الاتصالات في العالم.. صدق أو لا تصدق أنه في وقتنا الحالي أن دولا لم يعد بوسعها العيش بدون هذه الشبكة وقد تتعطل مصالح المواطنين في حال تعطل الانترنت لديهم. بينما نجد الحال لدينا في الاتجاه المعاكس.. لماذا؟.. علما أنه يتنبأ لها السيطرة في المستقبل القريب على أمور حياتنا اليومية.
منذ أن تأسست شركة الاتصالات إلى يومنا الحاضر والتطور الحاصل في مجال الانترنت بطيء نوعا ما.. لماذا؟ وكيف؟ هل هو الجهل بفوائدها أم هي عدم القدرة على تطوير البنية التحتيه لدينا من ناحية أم أن شركتنا الموقرة في ضائقة مالية لم تمكنها من تنفيذ مشاريع تطوير للانترنت.علما أن من واجبات شركة الاتصالات توفير خدمة الانترنت بأسعار معقولة إن لم تكن مجانية للمستخدم وبسرعة مناسبة تمكن المستخدم من تصفح الانترنت بيسر وسهولة... بينما الملاحظ أنه لا السرعة ولا السعر يشجعان على استخدامها.
من ناحية السرعة وإلى وقت قريب والمستخدم العادي يتصل بالشبكة العنكبوتيه عن طريق Dial-Up وهو الاتصال بمزود الخدمة عن طريق الموديم وبواسطة خط تلفون أرضي وتتراوح سرعة الانترنت تقريبا بين 48 kbps - 28 kbps حسب المقسم من ناحية وحسب الضغط على مزود الخدمة من ناحية أخرى وهذه السرعة تعتبر بطيئة جدا في وقتنا الحالي. وبعد التطور والتحسينات والاهتمام الملحوظ تمكنت الشركة أخيرا من تمكين المستخدمين بالاشتراك عن طريق خدمة DSL بسرعة 56bps و128bps و256bps علما أن السرعات المستخدمة في الوقت الحالي في دول عدة في حدود 3 Mega.
أما من ناحية الأسعار فلا زالت الانترنت لدينا غالية الثمن نوعا ما بناء على الخدمة المقدمة. فالخدمة لا توافق الأسعار. كيف؟ لو نظرنا إلى خدمة الانترنت بسرعة 256bps وهي أعلى سرعة تقدم للمشترك في هذه الخدمة فتقدم للمستخدم بسعر يتراوح بين 380-600 ريال شهريا شاملة الاشتراك والرسوم الشهرية. بينما نجد في دول أخرى عشرة أضعاف تلك السرعة وبسعر يتراوح بين175-270 ريالا سعوديا شهريا حسب الشركة المقدمة للخدمة شاملة التركيب والموديم والكيبل. أيضا من المخجل أن نظام Dial-Up بدأ في التلاشي بينما نجده الأساس لدينا هذا من جهة وأسرع ما لدينا نجده أقل الموجود لدى الغير من جهة أخرى.
المطلوب من شركة الاتصالات مشكورة توضيح أسباب ارتفاع أسعار خدمة الانترنت لدينا والأسباب التي أدت لعدم قدرتها على توفير اشتراكات بسرعات عالية للأفراد.
المصدر :
http://www.alriyadh.com/2005/03/14/article47275.html