كان بودي قبل أن أكتب هذا الموضوع المسجى أمامكم
أن أحاول الرد على بعض المواضيع الموجوده في المنتدى
لكن من خوفي على فكرة الموضوع ان تطير من رأسي
أحببت أن أطرح هذا الموضوع قبل أن تصهره حرارة الشمس
عموماُ أعود الى موضوعي
مكان ما ما بين اليقظة والاستغراق في النوم وجدت نفسي في غرفة ما...
وهذه الغرفة كانت مليئة بملفات مرتبة ومن الأرض حتى سقف هذه الغرفة...ما عدا حائط واحد ...
عليه فهرس ملصق على هذا الحائط..!؟ كما الذي يوجد بالمكتبات بالترتيب الأبجدي ليعينك لمعرفة ما بالأرفف وأنواع الكتب وأسماء كاتبيها ومؤلفيها...
ولكن هذه الملفات التي ملأت هذه الغرفة وتظن وكأنها ليس لها نهاية...من جميع الاتجاهات قد رتبت ولكن ليس بطريقة مصنفة كل حسب نوعه وصنفه أو حسب المؤلف كما تنظم الكتب بالمكتبات...ليس لها ترتيب أبجدي ...ولكن ترتيب من نوع آخر...تماما!!!
فمددت يدي لألتقط ملف من هذه الموجودة فوجدت قد كتب عليه هذا العنوان "الناس الذين أحببتهم...!!!"
ففتحته وبدأت أفره ولكن سرعان ما أغلقته وصدمت صدمة قوية...فلقد أدركت أني تعرفت من الأسماء المدونة في هذا الملف وكل واحد منهم له صفحة منفردة وخاصة به ودون أن يخبرني أحد ...
علمت أين أنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فلقد كانت هذه الغرفة ذات الملفات الصغيرة الكثيرة ما هي إلا كتالوج حياتي كله بالتفصيل المتناهي الدقة...!!!
هنا كتب كل حركة وفعل وحدث حدث لي صغير كان أو كبير لدرجة أني عندما قارنته بذاكرتي...
لم تسعفني الذاكرة بتلك التفاصيل المتناهية الدقة التي كتبت في تلك الفايلات بتلك الغرفة...!!!!!!
شعورا بالتعجب والفضول مزجا معا ولكن مغلفين برعب هائل...!!!
ووجدتني أمامها أتصفح واستكشف تلك محتويات تلك الملفات المرتبة على تلك الأرفف...
بعضها كان مرحا وسعيدا للغاية والآخر ملئ بالآلام والأحزان والبعض الآخر امتزج بالاثنين معا وآخر كان مخزيا للنفس وجالب للندم...!!!
حتى إني كنت أتطلع من وراء كتفي خوفا من أن يكون هناك من يراقبني أو يضطلع معي على هذا الملف...!!!
وكان الملف التالي هو ملف "الأصدقاء"...!!!
وكان هذا الملف به صفحات بها علامات معينة...فهناك أصدقاء قد خنت صداقاتهم ووقفت هنا كيف ذلك ؟؟؟ وأنا من يعشق الأصدقاء والصداقة وأقدرها حق قدسيتها...!!!فوجدت عجب العجاب...
هناك من لم أستطع أن ألبي دعوتهم لأي سبب ما سواء خارج عن إرادتي أو لا...ولكن سبب فيما بعد ألم لهم أو مشكلة ...صديقا سخرت من قولا قاله فسببت له إحراجا...صديقة أمنتني أمانة فلم أقم بعملها كما هي طلبت ...أصدقاء استغللتهم بحكم الصداقة لمصلحة سواء نفسية أو مادية ...! أصدقاء ضايقتهم بكلمات جرحت إحساسهم في ساعة غضب...هم سامحوني ولكن لم أقم بالاعتذار المناسب...! وهكذا...
وكل شئ بالتفصيل الذي قد فاتني ساعتها ولكن مسجل بمنتهى الدقة...علي ليس لي...!!!
ووجدت مئات الورقات لمئات الأصدقاء...ولكني توقفت لم استطع إكمال قراءتها...ووجدتني أنظر لبقية الأرفف لأقلب في الملفات الأخرى ...ولكني وجدت ملفات بها تفاصيل كنت أتمنى لو لم أكن موجودة ساعتها وما فعلت هذا وكنت أتمنى أن أجد ما تحبه نفسي ولكن هذا كان قليل ...قليل جداااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااا
وطبعا لم أتفاجأ مما وجدت وكأنه لم يحدث ولكن المفاجاءة هي ... لقلة ما كنت أتصوره من أعمال كنت أظن إن أحد لم يحسنها مثلي!!!!!!!!
وأني قد أحسنت بفعلها...!!!!!!!!
ووقفت هل من المعقول أني قمت بفعل كل ما كتب في هذه الملفات اللا متناهية العدد ...؟؟؟
وأني قد عشت كل هذا العمر لأفعل كل هذه الأفعال والتي تظن لوهلة أنك تحتاج لمئات السنين لتفعلها...
ولكن كل ورقة معها تأكيد بأنه تم فعل هذا الفعل في المكان الفلاني باليوم الفلاني ...بل بمنتهى الدقة بالثواني والدقائق واليوم والسنة وبالأسماء والأماكن وبالحروف قبل الجمل وحتى الشعور مسجل !!!!!!!!!!!!!!!!!!
ووجدتني أمسك بملف آخر وهو الموسيقى التي أعشق...!!!
ووجدته ملف كبير جداااااااااااااااااااااااااااا اا لدرجة إني لم أستطع أن أصل لنهايته لأني لم أستطع حمله من ثقله وكبر حجمه ...
فالتفت لملف آخر وهو قرآتي وسماعي لكتاب الله أو أي كتاب آخر في الدين... فوجدته ملفا صغير الحجم بالنسبة للملف الآخر ...!!! صغير جداااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااا فأحسست بالخزي والعار والألم والندم فأطرقت برأسي للأرض وبدأت في البكاء...بل الصراخ والعويل وفي غمرة هذا فإذا بعيني تطرف ملفا آخر!؟ ففتحت عيني عن آخرهما وأحسست بهلع لا يمكنني وصفه أو حتى توصيله لأحد ...ولكن وكأني قد رأيت مارد كبير جدا ولونه أسود يجعل لحمك ينفصل عن عظامك وأن شعرك قد تحلل شعرة شعرة...من هول منظره والفزع الذي كنت أعانيه ...فلقد وجدت ما كتب على هذا الملف ...خواطر نفسي ...!!!
التي لم أفصح بها لأحد على الإطلاق كانت داخلي وحتى أنا كنت أستحي منها بيني وبين نفسي فكنت أغير تفكيري مباشرة بمجرد أن تطرأ علي هذه الأفكار ...!!!!!!!!!!!!!!!
ولكنها هنا هي أيضا مع أنها لم تخرج من بين ثنايا عقلي حتى لنفسي موجودة ومكتوبة وكأني أراها كما وكأنها شريط سينمائي يعرضها عليك...!!!!!!!!
وتحسست الملف لا لمعرفة حجمه أو وزنه ولكني أريد محوه تماما من هذه الغرفة وكأنه لم يكن موجودا من الأصل ولكن هيهات أن أفعل هذا ...!!! فأحسست بالغثيان وكأني سوف يغشى علي...وكأن قطار قد قام لتوه بدهمي ودهسي تماما...!!!
وقلت أن هذا الملف لا يجب أن يراه أحد حتى أنا...!!!!!!!
ولكن هل يخبرني أحد كيف؟؟؟
فأخذني شعور هستيري لمعرفة بقية الملفات الأخرى ...فبدأت بإخراجها ورميها كلها من أرففها على أرض الغرفة لمعرفة باقي الملفات علي أجد فايل يهون علي هذه الكوارث المتلاحقة...ولكن...فجأة ...
وجدت ما كنت أتوق لرؤيته أخيرا وجدته...!!!
علا وعسى أن يلطف حالي ويهدأ بالي ولو لثواني قبل أن أصاب بجلطة تودي بي في ثواني...!!!
وجدته هناك بمفرده على رف واحد خاص به ولا يوجد بجواره أي ملف آخر ...وكان هو أنظف وأجمل رف وجد في هذه الغرفة...ووجدت الملف وقد كتب عليه لحظات حبي واتصالي الروحي بالله...!!!
كان صغير الحجم وصفحاته يمكنك عدها على أصابع اليد الواحدة ولكن عندما أردت أن أحمله لم أستطع ذلك...
لقد كان ثقيلا جدا لدرجة أني لم أستطع حتى سحبه من مكانه...وحاولت مرارا وتكرارا ولكني لم أفلح...وباءت كل محاولاتي بالفشل...!!!
ولكن وجدت أن هذا الملف يفتح من تلقاء نفسه ووجدتني أضطلع على محتواه ...وبدأت في البكاء ولكن هذه المرة ليس بهلع ولكن بكاء السكينة والفرح ...بكاء التطهر ...بكاء الحب ...الشوق ...الحنين...الرحمة ...
وكأني أغتسل من كل ما عانيته خلال تجولي بهذه الغرفة...
وأتعطر بأحلى وأجمل عطر خلق على هذه الأرض أو بمعنى أدق بعطر لا يمكن أن يوجد عليها حتى...
حبي لربي...
فبرغم كل المآسي والذنوب والمعاصي والخطايا...
ولكن هناك تلك اللحظات التي يمكنني بها أن أمحو كل ذلك
ليس أنا طبعا ... ولكن صاحب صاحبة هذه الغرفة...!!!
فوجدتني أناجي ربي وأبكي بكاء حارا أن يغفر لي وأن يمحو كل هذه الملفات التي بتلك الغرفة وألا يبقي منها شئ ...
إلا هذا الملف...ملف حبي له...
هذه غرفتي وأنا أحاول تنظيفها بزيادة عدد ورقات الملف الذي سألت ربي أن يبقيه وأن يملأ به غرفتي ...
وأن يمحو كل الملفاتالأخرى...!!!
لذلك أتمنى ممن يشاركني هذا الجنون اللذيذ
أن يكتب عن أي شيء يتعلق به
ولا توجد مشكله إن سخر البعض منا فعزاؤنا أن تلك الاشياء الحميمة
تبعث في نفوسنا شعوراً بالسعادة كلما نظرنا اليها أو أمسكنا بها
تحيـــــــــــــــــــــــــــ ـــــاتي
أخوكم ومحبكم / ابن البريد