فضيلة الشيخ/ د. عبد الكريم الخضير
اذهب للرابط التالي ّّّّّّ...,,,,>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
http://islamacademy.net/index.aspx?f...n=item&id=5103
Thumbs Up/Down |
Received: 0/0 Given: 0/0 |
فضيلة الشيخ/ د. عبد الكريم الخضير
اذهب للرابط التالي ّّّّّّ...,,,,>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
http://islamacademy.net/index.aspx?f...n=item&id=5103
من مواضيع سيف الله المسلول :
Thumbs Up/Down |
Received: 0/0 Given: 0/0 |
بصراحة انا ما اعرف الحكم , لكن اللي اعرفه هو = 2
1- جميع الدول العربية والاسلامية= Ok
2- السعودية = No (بدعة+شرك)
مع العلم انا بصراحة متحير من الامر : ليش كل الدول العربية والاسلامية ( جائز )
واحنا بالسعودية ( غير جائز )
س - هل كل الدول العربية والاسلامية على خطأ . احنا فقط اللي على صواب؟
ياريت الاخ سيف يجاوب على السؤال المحير....
التعديل الأخير تم بواسطة abueman ; 03-22-2008 الساعة 02:16 AM
Thumbs Up/Down |
Received: 0/0 Given: 0/0 |
رسالة الامام ابن باز في حكم المولدالنبوي
--------------------------------------------------------------------------------
رسالة حكم الاحتفال بالمولد النبوي
الشيخ الإمام عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه .
أما بعد :
فقد تكرر السؤال من كثير عن حكم الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ، والقيام له في أثناء ذلك ، وإلقاء السلام عليه ، وغير ذلك مما يفعل في الموالد .
والجواب أن يقال :
لا يجوز الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا غيره ؛ لأن ذلك من البدع المحدثة في الدين ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله ، ولا خلفاؤه الراشدون ، ولا غيرهم من الصحابة ـ رضوان الله على الجميع ـ ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة ، وهم أعلم الناس بالسنة ، وأكمل حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومتابعة لشرعه ممن بعدهم .
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ، أي : مردود عليه ، وقال في حديث آخر : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة .
ففي هذين الحديثين تحذير شديد من إحداث البدع والعمل بها .
وقد قال الله سبحانه في كتابه المبين : ( ومآ ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) ( سورة الحشر : 7 ) ، وقال عز وجل : ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) ( سورة النور : 63 ) ، وقال سبحانه : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً ) ( سورة الأحزاب : 21 ) ، وقال تعالى : ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم ) ( سورة التوبة : 100 ) ، وقال تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) ( سورة المائدة : 3 ) .
والآيات في هذا المعنى كثيرة .
وإحداث مثل هذه الموالد يفهم منه : أن الله سبحانه لم يكمل الدين لهذه الأمة ، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبلغ ما ينبغي للأمة أن تعمل به ، حتى جاء هؤلاء المتأخرون فأحدثوا في شرع الله ما لم يأذن به ، زاعمين : أن ذلك مما يقربهم إلى الله ، وهذا بلا شك فيه خطر عظيم ، واعتراض على الله سبحانه ، وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، والله سبحانه قد أكمل لعباده الدين ، وأتم عليهم النعمة .
والرسول صلى الله عليه وسلم قد بلغ البلاغ المبين ، ولم يترك طريقاً يوصل إلى الجنة ويباعد من النار إلا بينه للأمة ، كما ثبت في الحديث الصحيح ، عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بعث الله من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم ، وينذرهم شر ما يعلمه لهم رواه مسلم في صحيحه .
ومعلوم أن نبينا صلى الله عليه وسلم هو أفضل الأنبياء وخاتمهم ، وأكملهم بلاغاً ونصحاً ، فلو كان الاحتفال بالموالد من الدين الذي يرضاه الله سبحانه لبيَّنه الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة ، أو فعله في حياته ، أو فعله أصحابه رضي الله عنهم ، فلما لم يقع شيء من ذلك علم أنه ليس من الإسلام في شيء ، بل هو من المحدثات التي حذر الرسول صلى الله عليه وسلم منها أمته ، كما تقدم ذكر ذلك في الحديثين السابقين .وقد جاء في معناهما أحاديث أُُخر ، مثل قوله صلى الله عليه وسلم في خطبة الجمعة : أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة رواه الإمام مسلم في صحيحه .
والآيات والأحاديث في هذا الباب كثيرة .
وقد صرح جماعة من العلماء بإنكار الموالد والتحذير منها ؛ عملاً بالأدلة المذكورة وغيرها .
وخالف بعض المتأخرين فأجازها إذا لم تشتمل على شيء من المنكرات ؛ كالغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكاختلاط النساء بالرجال ، واستعمال آلات الملاهي ، وغير ذلك مما ينكره الشرع المطهر ، وظنوا أنها من البدع الحسنة .
والقاعدة الشرعية : رد ما تنازع فيه الناس إلى كتاب الله ، وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم .
كما قال الله عز وجل : ( يآأيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً ) ( سورة النساء : 59 ) ، وقال تعالى : ( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ) ( سورة الشورى : 10 ) .
وقد رددنا هذه المسألة ـ وهي الاحتفال بالموالد ـ إلى كتاب الله سبحانه ، فوجدنا يأمرنا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به ويحذرنا عما نهى عنه ، ويخبرنا بأن الله سبحانه قد أكمل لهذه الأمة دينها ، وليس هذا الاحتفال مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، فيكون ليس من الدين الذي أكمله الله لنا وأمرنا باتباع الرسول فيه ، وقد رددنا ذلك ـ أيضاً ـ إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فلم نجد فيها أنه فعله ، ولا أمر به ولا فعله أصحابه رضي الله عنهم ، فعلمنا بذلك أنه ليس من الدين ، بل هو من البدع المحدثة ، ومن التشبه بأهل الكتاب من اليهود والنصارى في أعيادهم .
وبذلك يتضح لكل من له أدنى بصيرة ورغبة في الحق وإنصاف في طلبه أن الاحتفال بالموالد ليس من دين الإسلام ، بل هو من البدع المحدثات التي أمر الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم بتركها والحذر منها .
ولا ينبغي للعاقل أن يغتر بكثرة من يفعله من الناس في سائر الأقطار ، فإن الحق لا يعرف بكثرة الفاعلين ، وإنما يعرف بالأدلة الشرعية ، كما قال تعالى عن اليهود والنصارى : ( وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) ( سورة البقرة : 111 ) ، وقال تعالى : ( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ) ( سورة الأنعام : 116 ) .
ثم إن غالب هذه الاحتفالات بالموالد مع كونها بدعة لا تخلو من اشتمالها على منكرات أخرى ؛ كاختلاط النساء بالرجال ، واستعمال الأغاني والمعازف ، وشرب المسكرات والمخدرات ، وغير ذلك من الشرور ، وقد يقع فيها ما هو أعظم من ذلك وهو الشرك الأكبر ، وذلك بالغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو غيره من الأولياء ، ودعائه والاستغاثة به وطلبه المدد ، واعتقاد أنه يعلم الغيب ، ونحو ذلك من الأمور الكفرية التي يتعاطاها الكثير من الناس حين احتفالهم بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وغيره ممن يسمونهم بالأولياء .
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : إياكم والغلو في الدين ، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين ، وقال صلى الله عليه وسلم : لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم إنما أنا عبده ، فقولوا : عبد الله ورسوله أخرجه البخاري في صحيحه من حديث عمر رضي الله عنه .
ومن العجائب والغرائب : أن الكثير من الناس ينشط ويجتهد ي حضور هذه الاحتفالات المبتدعة ، ويدافع عنها ، ويتخلف عما أوجب الله عليه من حضور الجمع والجماعات ، ولا يرفع بذلك رأساً ، ولا يرى أنه أتي منكراً عظيماً ، ولا شك أن ذلك من ضعف الإيمان وقلة البصيرة ، وكثرة ما ران على القلوب من صنوف الذنوب والمعاصي ، نسأل الله العافية لنا ولسائر المسلمين .
ومن ذلك : أن بعضهم يظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحضر المولد ؛ ولهذا يقومون له محيين ومرحبين ، وهذا من أعظم الباطل وأقبح الجهل ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يخرج من قبره قبل يوم القيامة ، ولا يتصل بأحد من الناس ، ولا يحضر اجتماعاتهم ، بل هو مقيم في قبره إلى يوم القيامة ، وروحه في أعلى عليين عند ربه في دار الكرامة ، كما قال الله تعالى في سورة المؤمنون ( 15 ـ 16 ) : ( ثم إنكم بعد ذلك لميتون * ثم إنكم يوم القيامة تبعثون ) .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : أنا أول من ينشق عنه القبر يوم القيامة ، وأنا أول شافع ، وأول مُشَفَّعٍ عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام .
فهذه الآية الكريمة والحديث الشريف وما جاء في معناهما من الآيات والأحاديث ، كلها تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأموات إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة ، وهذا أمر مجمع عليه بين علماء المسلمين ليس فيه نزاع بينهم ، فينبغي لكل مسلم التنبه لهذه الأمور ، والحذر مما أحدثه الجهال وأشباههم من البدع والخرافات التي ما أنزل الله بها من سطان . والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا به .
أما الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي من أفضل القربات ، ومن الأعمال الصالحات ، كما قال تعالى : ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يآ أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ) ( سورة الأحزاب : 56 ) .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : من صلى عليَّ واحدة صلى الله عليه بها عشراً ، وهي مشروعة في جميع الأوقات ، ومتأكدة في آخر كل صلاة ، بل واجبة عند جمع من أهل العلم في التشهد الأخير من كل صلاة ، وسنة مؤكدة في مواضع كثيرة ، منها بعد الأذان ، وعند ذكره عليه الصلاة والسلام ، وفي يوم الجمعة وليلتها ، كما دلت على ذلك أحاديث كثيرة .
والله المسؤول أن يوفقنا وسائر المسلمين للفقه في دينه والثبات عليه ، وأن يمن على الجميع بلزوم السنة والحذر من البدعة ، إنه جواد كريم .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وآله وصحبه .
__________________
من مواضيع سيف الله المسلول :
Thumbs Up/Down |
Received: 1/0 Given: 0/0 |
صلى الله عليه وسلام
Thumbs Up/Down |
Received: 1/0 Given: 0/0 |
صلى الله عليه وسلام
Thumbs Up/Down |
Received: 0/0 Given: 0/0 |
الاخ سيف شكرا على الاجابة والرد السريع , لكن مع الاسف غير مقنع . تعرف ليش ؟ لانك استشهدت بفتوى شيخ ومفتي سعودي , ودول العالم العربي والاسلامي ايضا استشهدوا بشيخوهم ومفتيهم.
يعني نصدق مفتي السعودية ونضرب الآف العلماء ومفتي العرب والمسلمين عرض الحائض. هل هدا يعقل!!!!!
Thumbs Up/Down |
Received: 0/0 Given: 0/0 |
من مواضيع سيف الله المسلول :
Thumbs Up/Down |
Received: 0/0 Given: 0/0 |
من مواضيع سيف الله المسلول :
Thumbs Up/Down |
Received: 0/0 Given: 0/0 |
Thumbs Up/Down |
Received: 0/0 Given: 0/0 |
من مواضيع سيف الله المسلول :
Thumbs Up/Down |
Received: 0/0 Given: 0/0 |
إسلام - المغرب الاسم
الاحتفال بالمولد النبوي: حكمه وثماره العنوان
بسم الله الرحمن الرحيم ، ما حكم الاحتفال بمولد النبي (صلَى الله عليه وسلَم) ، سواءً كان ذلك في في شهر ربيع الأول أو في أي شهر آخر . أفيدونا جزاكم الله خيراً.
السؤال
02/04/2006 التاريخ
الحل
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الاحتفال بالمولد النبوي له شقان؛ الأول: كون الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن موجودا على عهد الصحابة والتابعين .
الثاني:اعتقاد المحتفلين به أنه من السنن الواردة.
والحقيقة أن كلا الفريقين جانبه الصواب،فليس عدم الاحتفال بالمولد النبوي في السلف يعني أنه بدعة، ولا يعني الاحتفال به أنه أمر من الشرع، ولكنه من المباحات، بشرط عدم اعتقاد سنيته، وألا يكون فيه من الخروج عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم مما يفعل في كثير من الاحتفالات، وفي الاحتفال بذكرى المولد تذكير بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم.
يقول المستشار فيصل مولوي نائب رئيس المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث:
إن ذلك جائز شرعاً ولو لم يكن له أصل بمعنى أنّه لم يحتفل به الصحابة والتابعون ولا تابعو التابعين من أهل الفقه في الدين وهم خير القرون. ولكن لما جهل كثير من المسلمين صفات الرسول (صلَى الله عليه وسلَم) وحياته، وكيف كان يعيش حياة البساطة والتواضع والرحمة والشفقة، وأصبحت محبة الرسول (صلَى الله عليه وسلَم) في قلوب الكثيرين محبة سطحية، جمع أحد سلاطين المسلمين العلماء وطلب من أحدهم أن يؤلف كتاباً يتناول حياة الرسول منذ الولادة إلى الوفاة وذكر أخلاقه الطيبة العطرة، وأقام لذلك احتفالاً مهيباً وصار الاحتفال بالمولد ذكرى استحبها كثير من العلماء وبقيت حتى يومنا هذا.
إلاّ أنّه لا بدّ من القول: إنّ هذا الاحتفال ليس نوعا من العبادات التي يشرّعها الله ، ولكنّه من أنواع العادات والأعراف التي يخترعها النّاس، ثمّ يأتي الشّرع بإباحتها إذا لم يكن فيها حرام، أو بمنعها إذا اشتملت على محرّمات. وبما أن ذكرى المولد في الأصل تذكير بسيرة الرّسول (صلَى الله عليه وسلَم) وأخلاقه فهي مباحة وفيها من الأجر إن شاء الله ما لا يخفى.
لكن يجب الحذر ممّا ورد في بعض كتب الموالد من انحرافات وشطحات تصل إلى حدّ الكفر أحياناً. فهذه حرام ولو كانت في غير ذكرى المولد. وإذا اقترنت بها الاحتفالات تصبح حراماً أيضاً.
ويقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي
هناك لون من الاحتفال يمكن أن نقره ونعتبره نافعا ًللمسلمين،ونحن نعلم أن الصحابة رضوان الله عليهم لم يكونوا يحتفلون بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا بالهجرة النبوية ولا بغزوة بدر، لماذا؟
لأن هذه الأشياء عاشوها بالفعل، وكانوا يحيون مع الرسول صلى الله عليه وسلم، كان الرسول صلى الله عليه وسلم حياً في ضمائرهم، لم يغب عن وعيهم، كان سعد بن أبي وقاص يقول: كنا نروي أبناءنا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نحفِّظهم السورة من القرآن، بأن يحكوا للأولاد ماذا حدث في غزوة بدر وفي غزوة أحد، وفي غزوة الخندق وفي غزوة خيبر، فكانوا يحكون لهم ماذا حدث في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يكونوا إذن في حاجة إلى تذكّر هذه الأشياء.
ثم جاء عصر نسي الناس هذه الأحداث وأصبحت غائبة عن وعيهم، وغائبة عن عقولهم وضمائرهم، فاحتاج الناس إلى إحياء هذه المعاني التي ماتت والتذكير بهذه المآثر التي نُسيت، صحيح اتُخِذت بعض البدع في هذه الأشياء ولكنني أقول إننا نحتفل بأن نذكر الناس بحقائق السيرة النبوية وحقائق الرسالة المحمدية، فعندما أحتفل بمولد الرسول فأنا أحتفل بمولد الرسالة، فأنا أذكِّر الناس برسالة رسول الله وبسيرة رسول الله.
وفي الهجرة أذكِّر الناس بهذا الحدث العظيم وبما يُستفاد به من دروس، لأربط الناس بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر) لنضحي كما ضحى الصحابة، كما ضحى علِيّ حينما وضع نفسه موضع النبي صلى الله عليه وسلم، كما ضحت أسماء وهي تصعد إلى جبل ثور، هذا الجبل الشاق كل يوم، لنخطط كما خطط النبي للهجرة، لنتوكل على الله كما توكل على الله حينما قال له أبو بكر: والله يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا، فقال: "يا أبا بكر ما ظنك في اثنين الله ثالثهما، لا تحزن إن الله معنا".
نحن في حاجة إلى هذه الدروس فهذا النوع من الاحتفال تذكير الناس بهذه المعاني، أعتقد أن وراءه ثمرة إيجابية هي ربط المسلمين بالإسلام وربطهم بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ليأخذوا منه الأسوة والقدوة، أما الأشياء التي تخرج عن هذا فليست من الاحتفال ؛ ولا نقر أحدًا عليها .
والله أعلم
==========================================
فتاوى وأحكام: فتاوى و أحكام
حكم الاحتفال بمولد النبي والمناسبات الإسلامية
موقع القرضاوي/ 27-3-2007
تلقى فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين سؤالا مفاده: ما حكم الاحتفال بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من المناسبات الإسلامية مثل مقدم العام الهجري وذكرى الإسراء والمعراج.
وردا على ذلك، قال العلامة القرضاوي:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ...
هناك من المسلمين من يعتبرون أي احتفاء أو أي اهتمام أو أي حديث بالذكريات الإسلامية، أو بالهجرة النبوية، أو بالإسراء والمعراج، أو بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، أو بغزوة بدر الكبرى، أو بفتح مكة، أو بأي حدث من أحداث سيرة محمد صلى الله عليه وسلم، أو أي حديث عن هذه الموضوعات يعتبرونه بدعة في الدين، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، وهذا ليس بصحيح على إطلاقه، إنما الذي ننكره في هذه الأشياء الاحتفالات التي تخالطها المنكرات، وتخالطها مخالفات شرعية وأشياء ما أنزل الله بها من سلطان، كما يحدث في بعض البلاد في المولد النبوي وفي الموالد التي يقيمونها للأولياء والصالحين، ولكن إذا انتهزنا هذه الفرصة للتذكير بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبشخصية هذا النبي العظيم، وبرسالته العامة الخالدة التي جعلها الله رحمة للعالمين، فأي بدعة في هذا وأية ضلالة ؟!
إننا حينما نتحدث عن هذه الأحداث نذكر الناس بنعمة عظيمة، والتذكير بالنعم مشروع ومحمود ومطلوب، والله تعالى أمرنا بذلك في كتابه (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرًا، إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا)، يذكر بغزوة الخندق أو غزوة الأحزاب حينما غزت قريش وغطفان وأحابيشهما النبي عليه الصلاة والسلام والمسلمين في عقر دارهم، وأحاطوا بالمدينة إحاطة السوار بالمعصم، وأرادوا إبادة خضراء المسلمين واستئصال شأفتهم، وأنقذهم الله من هذه الورطة، وأرسل عليهم ريحاً وجنوداً لم يرها الناس من الملائكة ، يذكرهم الله بهذا، اذكروا لا تنسوا هذه الأشياء، معناها أنه يجب علينا أن نذكر هذه النعم ولا ننساها، وفي آية أخرى (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيدهم عنكم واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون) يذكرهم بما كان يهود بني قينقاع قد عزموا عليه أن يغتالوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومكروا مكرهم وكادوا كيدهم وكان مكر الله أقوى منهم وأسرع، (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).
ذكر النعمة مطلوب إذن، نتذكر نعم الله في هذا، ونذكر المسلمين بهذه الأحداث وما فيها من عبر وما يستخلص منها من دروس، أيعاب هذا ؟ أيكون هذا بدعة وضلالة.
والله أعلم
===========================================
الرقـم المسلسل: 4024
الموضوع: حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
الـمـفـتـــي: أمانة الفتوى
الســــؤال:
اطلعنا على الطلب المقيد برقم 1267 لسنة 2005م المتضمن السؤال عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف .
الـجـــواب:
المولد النبوي الشريف إطلالة للرحمة الإلهية بالنسبة للتاريخ البشري جميعه ؛ فلقد عَبَّر القرآن الكريم عن وجود النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنه : " رحمة للعالمين " ، وهذه الرحمة لـم تكن محدودة فهي تشمل تربية البشر وتزكيتهم وتعليمهم وهدايتهم نحو الصراط المستقيم وتقدمهم على صعيد حياتهم المادية والمعنوية ، كما أنها لا تقتصر على أهل ذلك الـزمان بل تمتد على امتداد التاريخ بأسره { وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ } [الجمعة 3] .
والاحتفال بذكرى مولد سيد الكونين وخاتم الأنبياء والمرسلين نبي الرحمة وغوث الأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم من أفضل الأعمال وأعظم القربات ؛ لأنها تعبير عن الفرح والحب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ومحبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصل من أصول الإيمان ، وقد صح عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال : « لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ». رواه البخاري .
قال ابن رجب : " محبَّة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أصول الإيمان ، وهي مقارنة لمحبة الله عز وجل ، وقد قرنها الله بها ، وتوعد من قدَّم عليهما محبَّة شيء من الأمـور المحبَّبة طبعًا من الأقارب والأموال والأوطان وغير ذلك ، فقال تعالى : { قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِى سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ } [التوبة 24] ، ولما قال عُمَرُ للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : يَا رَسُولَ اللَّهِ لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُـلِّ شَيْءٍ إِلاَّ مِنْ نَفْسِي ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآلـه وسلم : « لاَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ؛ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ ». فَقَالَ لَـهُ عُمَرُ : فَإِنَّهُ الآنَ وَاللَّهِ لأَنْتَ أَحَـبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآلـه وسلم : « الآنَ يَا عُمَرُ ». رواه البخاري " ا هـ .
والاحتفال بمولده صلى الله عليه وآله وسلم هو الاحتفاء به ، والاحتفاء به صلى الله عليه وآله وسلم أمر مقطوع بمشروعيته ؛ لأنه أصل الأصول ودعامتها الأولى ، فقد علم الله سبحانه وتعالى قدر نبيه ، فعرَّف الوجود بأسره باسمه وبمبعثه وبمقامه وبمكانته ، فالكون كله في سرور دائم وفرح مطلق بنور الله وفرجه ونعمته على العالمين وحجته . وقد درج سلفنا الصالح منذ القرن الرابع والخامس على الاحتفال بمولد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وسلامه بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح في رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، كما نص على ذلك غير واحد من المؤرخين مثل الحافظين ابن الجوزي وابن كثير ، والحافظ ابن دحية الأندلسي ، والحافظ ابن حجر ، وخاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطي رحمهم الله تعالى . وألف في استحباب الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف جماعة من العلماء والفقهاء بينوا بالأدلة الصحيحة استحباب هذا العمل ؛ بحيث لا يبقى لمن له عقل وفهم وفكر سليم إنكار ما سلكه سلفنا الصالح من الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف ، وقد أطال ابن الحاج في ( المدخل ) في ذكر المزايا المتعلقة بهذا الاحتفال ، وذكر في ذلك كلامًا مفيدًا يشرح صدور المؤمنين ، مع العلم أن ابن الحاج وضع كتابه ( المدخل ) في ذم البدع المحدثة التي لا يتناولها دليل شرعي .
والاحتفال في لغة العرب : من حَفَلَ اللَّبنُ في الضَّرْع يَحْفِل حَفْلاً وحُفُلاً وتَحَفَّل واحْتَفَلَ : اجتمع ، وحَفَل القوم من باب ضرب ، واحْتَفَلوا : اجتمعوا واحتشدوا . وعنده حَفْلٌ من الناس : أي جمع ، وهو في الأصل مصدر ، ومَحْفِلُ القوم ومُحْتَفَلُهم : مجتمعهم ، وحَفَلهُ : جلاَه فَتحَفَّلَ واحتَفَلَ ، وحَفَل كذا : بالى به ، ويقال : لا تحفل به .
وأما الاحتفال بالمعنى المقصود في هذا المقام ، فهو لا يختلف كثيرا عن معناه في اللغة ؛ إذ المراد من الاحتفال بذكرى المولد النبوي هو تجمع الناس على الذكر ، والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلم ، وإطعام الطعام صدقة لله ، إعلانا لمحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وإعلانا لفرحنا بيوم مجيئه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم . ومما يلتبس على بعضهم خلو القرون الأولى الفاضلة من أمثال هذه الاحتفالات ، وهذا – لعمر الحق – ليس مسوغا لمنعها ؛ لأنه لا يشك عاقل في فرحهم – رضي الله عنهم – به صلى الله عليه وآله وسلم ، ولكن للفرح أساليب شتى في التعبير عنه وإظهاره ، ولا حرج في الأساليب والمسالك ؛ لأنها ليست عبادة في ذاتها ، فالفرح به صلى الله عليه وآله وسلم عبادة وأي عبادة ، والتعبير عن هذا الفرح إنما هو وسيلة مباحة ، لكل فيها جهة هو موليها . وإذا كان الله تعالى يخفف عن أبي لهب – وهو مَن هو كُفرًا وعِنادًا ومحاربة لله ورسوله – بفرحه بمولد خير البشر بأن يجعله يشرب من نُقرة مِن كَفّه كل يوم اثنين في النار ؛ لأنه أعتق مولاته ثُوَيبة لما بشرته بميلاده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم كما جاء في صحيح البخاري ، فما بالكم بجزاء الرب لفرح المؤمنين بميلاده وسطوع نوره على الكون ! وقد سن لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه الشريفة جنس الشكر لله تعالى على ميلاده الشريف ، فقد صح أنه كان يصوم يوم الاثنين ويقول : « ذَلِكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ » رواه مسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه ، فهو شكر منه عليه الصلاة والسلام على منة الله تعالى عليه وعلى الأمة بذاته الشريفة ، فالأولى بالأمـة الائتسـاء به صلى الله عليه وآله وسلم بشكر الله تعالى على منته ومنحته المصطفوية بكل أنواع الشكر ، ومنها الإطعام والمديح والاجتماع للذكر والصيام والقيام وغير ذلك ، وكل ماعون ينضح بما فيه ، وقد نقل الصالحي في ديوانه الحافل في السيرة النبوية " سبل الهدى والرشاد في هدْي خير العباد " عن بعض صالحي زمانه : أنه رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في منامه ، فشكى إليه أن بعض ما ينتسب إلى العلم يقول ببدعية الاحتفال بالمولد الشريف ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " من فرِح بنا فَرِحْنا به " ، والرؤيا وإن كان لا يثبت بها حكم شرعي فإنه يُسْتَشهَد بها فيما وافق أصول الشرع الشريف . والله سبحانه وتعالى أعلم. تمت الإجابة بتاريخ 03/07/2005
*************
Thumbs Up/Down |
Received: 0/0 Given: 0/0 |
مكتبة الفتاوى : فتاوى نور على الدرب (نصية) : التوحيد والعقيدة
مكتبة الفتاوى : فتاوى نور على الدرب (نصية) : التوحيد والعقيدة
السؤال: المستمع وصلتنا من م. ع. ص. من جمهورية مصر العربية يقول ما حكم الشرع في نظركم في أعياد الميلاد والاحتفال بذكرى المولد للرسول صلى الله عليه وسلم لأنها تنتشر عندنا بكثرة أفيدونا بارك الله فيكم
الجواب
الشيخ: نظرنا في هذه المسألة أن نقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول إلى الخلق أجمعين وأنه يجب على جميع الخلق أن يؤمنوا به ويتبعوه وأنه يجب علينا مع ذلك أن نُحبه أعظم من محبتنا لأنفسنا ووالدينا وأولادنا لأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ونرى أن من تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وعلامة محبته أن لا نتقدم بين يديه بأمر لم يَشرعه لنا لأن ذلك من التقدم عليه وقد قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ) وإقامة عيد لميلاد النبي صلى الله عليه وسلم لا تخلو من أحوال ثلاثة: إما أن يفعلها الإنسان حباً وتعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم وإما أن يفعلها لهواً ولعباً وإما أن يفعلها مشابهةً للنصارى الذين يحتفلون بميلاد عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام فعلى الأول إذا كان يفعلها حباً وتعظيماً للرسول الله صلى الله عليه وسلم فإنها في هذه الحال تكون ديناً وعبادة لأن محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه من الدين قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً* لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) وإذا كان ذلك من الدين فإنه لا يمكن لنا ولا يسوغ لنا أن نشرع في دين النبي صلى الله عليه وسلم ما ليس منه إذا أن ذلك أي شرعنا في دين النبي صلى الله عليه وسلم ما ليس منه يستلزم أحد أمرين باطلين: فإما أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعلم بأن هذا من شريعته وحينئذٍ يكون جاهلاً بالشرع الذي كُلف بتبليغه ويكون من بعده ممن أقاموا هذه الاحتفالات أعلم بدين الله من رسوله وهذا أمر لا يمكن أن يتفوه به عاقل فضلاً عن مؤمن وإما أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد علم وأن هذا أمر مشروع ولكنه كتم ذلك عن أمته وهذا أقبح من الأول إذا أنه يستلزم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد كتم بعض ما أنزل الله عليه وأخفاه عن الأمة وهذا من الخيانة العظيمة وحاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتم شيئاً مما أنزل الله عليه قالت عائشة رضي الله عنها لو كان النبي صلى الله عليه وسلم كاتماً شيئاً مما أنزل الله عليه لكتم قول الله تعالى (وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاه) وبهذا بطلت إقامة الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم من أجل محبته وتعظيمه وأما الأمر الثاني وهو أن تكون إقامة هذه الاحتفالات على سبيل اللهو واللعب فمن المعلوم أنه من أقبح الأشياء أن يفعل فعل يظهر منه إرادة تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وهو للعب واللهو فإن هذا نوع من السخرية والاستهزاء وإذا كان لهواً ولعباً فكيف يتخذ ديناً يعظم به النبي صلى الله عليه وسلم وإما الأمر الثالث وهو أن يتخذ ذلك مضاهاة للنصارى في احتفالاتهم بميلاد عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام فإن تشبهنا بالنصارى في أمر كهذا يكون حراماً لأن النبي صلى الله عليه وسلم قالمن تشبه بقوم فهو منهم) ثم نقول إن هذا الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله الصحابة رضي الله عنهم ولا التابعون لهم بإحسان ولا تابعو التابعين وإنما حدث في القرن الرابع الهجري فأين سلف الأمة عن هذا الأمر الذي يراه فاعلوه من دين الله هل هم أقل محبة وتعظيماً منا لرسول الله أم هل هم أجهل منا بما يجب للنبي صلى الله عليه وسلم من التعظيم والحقوق أم ماذا إن أي إنسان يقيم هذا الاحتفال يزعم أنه معظم للنبي صلى الله عليه وسلم فقد أدعى لنفسه أنه أشد تعظيماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأقوى محبة من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان ولا ريب أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه إنما يكون بإتباع سنته صلى الله عليه وسلم لأن إتباع سنته أقوى علامة تدل على أن الإنسان يحب النبي صلى الله عليه وسلم ويعظمه أما التقدم بين يديه وإحداث شيء في دينه لم يشرعه فإن هذا لا يدل على كمال محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وتعظيمه قد يقول قائل نحن لا نقيمه إلا من باب الذكرى فقط فنقول يا سبحان الله تكون لكم الذكرى في شيء لم يشرعه النبي عليه الصلاة والسلام ولم يفعله الصحابة رضي الله عنهم مع أن لديكم من الذكرى ما هو قائم ثابت بإجماع المسلمين وأعظم من هذا وأدوم فكل المسلمين يقولون في الأذان الصلوات الخمس أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله وكل المسلمين يقولون في صلاتهم أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وكل المسلمين يقولون عند الفراغ من الوضوء أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله بل إن ذكرى النبي صلى الله عليه وسلم تكون في كل عبادة يفعلها المرء لأن العبادة من شرطها الإخلاص والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا كان الإنسان مستحضراً ذلك عند فعل العبادة فلا بد أن يستحضر أن النبي صلى الله عليه وسلم إمامه في هذا الفعل وهذا تذكر وعلى كل حال فإن فيما شرعه الله ورسوله من علامات المحبة والتعظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم كفاية عما أحدثه الناس في دينه مما لم يشرعه الله ولا رسوله ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق الجميع لما فيه الخير على أن هذه الاحتفالات فيما نسمع يكون فيها من الغلو والإطراء ما قد يخرج الإنسان من الدين ويكون فيها من الاختلاط بين الرجال والنساء ما تخشى منه الفتنة والفساد والله المسؤول عن يهيئ للأمة الإسلامية من أمرها رشدا وأن يوفقها لما فيه صلاح دينها وديناها وعزتها وكرامتها إنه جواد كريم.
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_835.shtml
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> >>>
مكتبة الفتاوى : فتاوى نور على الدرب (نصية) : التوحيد والعقيدة
مكتبة الفتاوى : فتاوى نور على الدرب (نصية) : التوحيد والعقيدة
السؤال: هذه رسالة وصلت من مكة المكرمة يقول فيها السائل كثير من الناس يقول بأن المولد ليس ببدعة لأن فيه ذكر للرسول صلى الله عليه وسلم وتمجيد لذكره وليس فيها لهو من غناء وغيره بل هو ذكر فقط في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ما حكم إذا كان المولد بهذه الصورة أريد جوابا شافيا وواضح لهذا الموضوع لأن الكثير من الناس يرون أنه ليس فيه شئ من البدع لأنه ذكر فقط.
الجواب
الشيخ: الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين لا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم ولا شك أن له حقوقا علينا أكثر من حقوق أمهاتنا وآبائنا ولا شك أنه يجب علينا أن نقدم محبته على محبة النفس والولد والوالد والناس أجمعين ولا شك أن له من المناقب والفضائل ما لم يكن لغيره وهذا أمر مُسَلم وإذا كان هذا يسأل عن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإننا نبحث في هذه المسألة من ناحيتين أولا من الناحية التاريخية فإنه لم يثبت أن ولادته كانت في الليلة الثانية عشر من ربيع الأول ولا كانت يوم الثاني عشر من ربيع الأول بل حقق بعض المعاصرين من الفلكيين أن ولادته كانت في اليوم التاسع من ربيع الأول وعلى هذا فلا صحة لكون المولد يوم الثاني عشر أو ليلة الثاني عشر من الناحية التاريخية أما من الناحية التعبدية فإننا نقول الاحتفال بالمولد ماذا يريد به المحتفلون أيريدون إظهار محبة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم إن كانوا يريدون هذا فإظهار محبته بإظهار شريعته عليه الصلاة والسلام والالتزام بها والذود عنها وحمايتها من كل بدعة أم يريدون ذكر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاصلة فيما هو مشروع كل يوم فالمؤذنون يعلنون على المناير أشهد أن محمداً رسول الله والمصلون في كل صلاة يقول المصلي السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ويقول أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ويقول اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد بل كل عبادة فهي ذكرى لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وذلك لأن العبادة مبنية على أمرين الإخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وبالمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تكون الذكرى في القلب أم يريد هؤلاء أن يكثروا من الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإظهار مناقبه فنقول نعم هذه الإرادة ونحن معهم نحث على كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونحث على إظهار مناقبه صلى الله عليه وعلى آله وسلم في أمته لأن ذلك يؤدي إلى كمال محبته وتعظيمه واتباع شريعته ولكن هل ورد هذا مقيدا بذلك اليوم الذي ولد فيه الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أم إنه عام في كل وقت وحين فالجواب بالثاني ثم نقول اقرأ قول الله عز وجل (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) فهل نحن متبعون للمهاجرين والأنصار في إقامة هذا المولد بل في إقامة الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فالجواب لا لأن الخلفاء الراشدين والصحابة أجمعين والتابعين لهم بإحسان وأئمة المسلمين من بعدهم لم يقيموا هذا الاحتفال ولم يندبوا إليه أبدا أفنحن أحق برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم منهم أم هم غافلون مفرطون في إقامة هذا الحق للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أم هم جاهلون به لا يدرون عنه كل هذا لم يكن لأن وجود السبب مع عدم المانع لابد أن يحصل مقتضاه والصحابة لا مانع لهم من أن يقيموا هذا الاحتفال لكنهم يعلمون أنه بدعة وأن صدق محبة الرسول عليه الصلاة والسلام في كمال اتباعه لا أن يبتدع الإنسان في دينه ما ليس منه فإذا كان الإنسان صادقا في محبة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وفي اعتقاده أنه سيد البشر فليكن ملتزما بشريعته ما وجد في شريعته قام به وما لم يوجد أعرض عنه هذا خالص المحبة وهذا كامل المحبة ثم إن هذه الموالد يحصل فيها من الاختلاط والكلمات الزائدة في الغلو برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى أنهم يترنمون بالبردة المضافة إلى البوصيري وفيها يقول:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العظيم
كيف يقول ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العظيم هل هذا صحيح هذا يعني أن هذا الذي أصيب بالحادث لا يرجع إلى الله عز وجل ولا يلوذ بالله عز وجل وهذا شرك ثم يقول: إن لم تكن آخذا يوم المعاد يدي عفوا وإلا فقل يا زلة القدم فهل الرسول عليه الصلاة والسلام ينقذ الناس يوم المعاد إن دعاء الرسل عليهم الصلاة والسلام في ذلك اليوم اللهم سلم اللهم سلم عند عبور الصراط ويقول أيضا في هذه القصيدة: فإنه يخاطب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن من جودك الدنيا وضرتها الدنيا وضرتها هي الآخرة من جود الرسول صلى الله عليه وسلم وليس كل جوده بل هي من جوده وجوده أجود من هذا فإذا جعل الدنيا والآخرة من جود الرسول عليه الصلاة والسلام ماذا بقي لله تعالى في الدنيا والآخرة لن يبقى شيء كل هاتين الدارين من جود النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويقول أيضا ومن علومك علم اللوح والقلم – سبحان الله - من علومه وليست كل علومه أن يعلم ما في اللوح المحفوظ مع أن الله تعالى أمر نبيه أمرا خاصا أن يقول (قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إلا مَا يُوحَى إِلَيَّ) (قل هل يستوي الأعمى والبصير) فإذا كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يعلم ما غاب عنه في الدنيا فكيف يقال أنه يعلم علم اللوح والقلم بل إن علم اللوح والقلم من علومه وهذا غلو لا يرضاه الرسول عليه الصلاة والسلام بل ينكره وينهى عنه ثم إنه يحصل بهذا الاحتفال بالمولد أشياء تشبه حال المجانين سمعنا أنهم بينما هم جلوس إذا بهم يفزون ويقومون قيام رجل واحد ويدعون أن النبي صلى الله عليه وسلم حضر في هذا المجلس وأنهم قاموا احتراما له وهذا لا يقع من عاقل فضلا عن مؤمن أشبه ما به جنون فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في قبره لا يخرج إلا يوم البعث كما قال الله عز وجل (وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) والخلاصة أن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يصح من الناحية التاريخية ولا يحل من الناحية الشرعية وأنه بدعه وقد قال أصدق الخلق وأعلم الخلق بشريعة الله كل بدعة ضلالة وإني أدعو إخواني المسلمين إلى تركه والإقبال على الله عز وجل وتعظيم سنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشريعته وألا يحدث الإنسان في دين الله ما ليس من شريعة الله وأنصحهم أن يحفظوا أوقاتهم وعقولهم وأفكارهم وأجسامهم وأموالهم من إضاعتها في هذا الاحتفال البدعي وأسأل الله تعالى لنا ولهم الهداية والتوفيق وإصلاح الحال إنه على كل شئ قدير.
تاريخ التحديث :
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_1655.shtml
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> >>>>>>>
مكتبة الفتاوى : فتاوى نور على الدرب (نصية) : متفرقه
مكتبة الفتاوى : فتاوى نور على الدرب (نصية) : متفرقه
السؤال: مثل ما ذكرتم يا فضيلة الشيخ حفظكم الله يزعم هؤلاء بأنهم يحبون الرسول فأتوا بالمولد فاحتفلوا بالمولد وأتوا بالمدائح فما حكم الاحتفال بالمولد حيث يزعمون بأنه حب للرسول.
الجواب
الشيخ: على القاعدة التي ذكرت لك من أحب الرسول فليتبع سنته من أحب الرسول فلا يبتدع في دينه ما ليس منه ولنا ولغيرنا كتابات في هذا الموضوع وبيانات والذي نسأل الله تعالى إياه أن يهدي إخواننا للصراط المستقيم ويا سبحان الله أين أبو بكر أين عمر أين عثمان أين علي أين الصحابة أين الأئمة عن هذا أَجهِلوها أم فرطوا فيها لا يخلو الأمر من أحد أمرين: إما إنهم جاهلون بحق الرسول عليه الصلاة والسلام أن لا يقيموا الاحتفال لمولده أو أنهم مفرطون. تذهب القرون الثلاثة كلها لا تعلم بهذه البدعة ونقول إنها مشروعة إنها محبوبة إلى الله ورسوله إنها نافعة لمن قام بها هذا لا يمكن ثم إنه يحدث في هذه الموالد من المنكرات العظيمة والغلو بالرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم شيء كثير فنسأل الله تعالى أن يرزقنا جميعاً الإتباع نسأل الله تعالى إيماناً لا كفر معه ويقيناً لا شك معه وإخلاصاً لا شرك معه واتباعاً لا ابتداع معه.
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_8711.shtml
التعديل الأخير تم بواسطة سيف الله المسلول ; 03-24-2008 الساعة 01:47 PM
من مواضيع سيف الله المسلول :
Thumbs Up/Down |
Received: 0/0 Given: 0/0 |
جميع ماسبق للفتاوي التي ادرجتها للشيخين
عبدالعزيز بن باز رحمة الله
و
ابن عثميين رحمة الله
هل يستوي علم الشيخين بعلم القرضاوي وغيرة ممن ادرجتهم
ابداا لا انما هما بحور للعلم والدين
ولو سالت القرضاوي عن الشيخيين لقال انهما افضل منة باالعلم
رسالة لابو امين
من مواضيع سيف الله المسلول :
Thumbs Up/Down |
Received: 0/0 Given: 0/0 |
....أيها المؤمنون أتقوا الله تعالى وأشكروه على ما منّ به عليكم أن بعث فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياته ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة رسولا أخرجكم الله به من الظلمات إلى النور من ظلمات الجهل إلى نور العلم ومن ظلمات الشرك والكفر إلى نور التوحيد....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله تعالى بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيرا فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين وصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
أيها الناس اتقوا الله تعالى واشكروه على ما مَنَّ به عليكم أن بعث فيكم رسولاً منكم يتلوا عليكم آياته ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة رسولاً أخرجكم الله به من الظلمات، من ظلمات الجهل إلى نور العلم ومن ظلمات الشرك والكفر إلى نور التوحيد والإيمان ومن ظلمات الجور والإساءة إلى نور العدل والإحسان ومن ظلمات الفوضى الفكرية والاجتماعية إلى نور الاستقامة في الهدف والسلوك ومن ظلمات القلق النفسي وضيق الصدر إلى نور الطمأنينة وانشراح الصدر، قال الله تعالى: ﴿أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ﴾ [الزمر:22] وقال الله عز وجل: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ﴾ [إبراهيم:2،1] لقد بعث الله نبيينا محمد صلى الله عليه وسلم والناس يتخبطون في الجهالات ففتح لهم أبواب العلم في معرفة الله وما يستحقه من الأسماء والصفات وما له من الأفعال والحقوق وأبواب العلم في معرفة المخلوقات في المبدأ والمنتهى والحساب والجزاء، قال الله عز وجل: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ (15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ﴾ [المؤمنون:12-16] وفتح الله لعباده بما بعث به نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم فتح الله لهم أبواب العلم في عبادة الله والسير إليه وأبواب العلم في السعي في مناكب الأرض وابتغاء الرزق بوجه حلال فما مِنْ شيء يحتاج الناس إلى معرفته من أمور الدين والدنيا إلا بَيّن لهم ما يحتاجون إليه فيه حتى صاروا "على طريقة بيضاء نقية ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك" (1) ولا يتيه فيها إلا أعمى القلب لقد بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم والناس منغمسون في الشرك في شتى أنواعه فمنهم من يعبد المسيح ابن مريم ومنهم من يعبد الأصنام ينحتونها بأيديهم ثم يتخذونها إلهاً يعبدونها من دون الله ومنهم من يعبد الأشجار ومنهم من يعبد الأحجار حتى كان الواحد منهم إذا سافر ونزل أرضاً أخذ منها أربعة أحجار فيضع ثلاثة منها تحت القِّدر وينصب الرابع إلهاً يعبده ما أتعس هذه العقول وما أعظم جهلها أحجار تُنصب تحت القدور تُعبد من دون الله عز وجل فأنقذهم الله تعالى وله الحمد والمنة أنقذهم الله برسوله من هذه الهوة الساحقة والسفه البالغ من عبادة الأوثان إلى عبادة الرحمن خالق الأرض والسماوات فحقق التوحيد لرب العالمين تحقيقاً بالغاً وذلك بأن يعبد الله وحده لا شريك له عبادة يتحقق فيها الإخلاص لله ذي القسط والمحبة والتعظيم فيكون العبد مخلصاً لله في قسطه مخلصاً لله في محبته مخلصاً لله في تعظيمه مخلصاً لله في ظاهره وباطنه لا يبتغي بعبادة الله سوى وجه الله والوصول إلى دار كرامته كما قال الله عز وجل: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الأنعام:163،162] وقال سبحانه: ﴿وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ﴾ [الزمر:54] وقال الله تعالى: ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة:163] وقال جل ذكره: ﴿فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا﴾ [الحج:34] هكذا جاء كتاب الله وتلته سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بتحقيق التوحيد وإخلاصه وتخليصه من كل شائبة وسد كل طريق يمكن أن يوصل إلى شل هذا التوحيد أو إضعافه حتى إن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم قال له: "ما شاء الله وشئت فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أجعلتني لله نداً بل ما شاء الله وحده" (2) فأنكر النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الرجل أن يقرن مشيئته بمشيئة الله بحرف يقتضي التسوية بينهما وجعل ذلك من اتخاذ الند لله عز وجل واتخاذ الند لله إشراك به وحرَّم النبي صلى الله عليه وسلم أن يحلف بغير الله وجعل ذلك من الشرك بالله فقال صلى الله عليه وسلم: "من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك" (3) وذلك لأن الحلف بغير الله تعظيم للمحلوف به بما لا يستحقه إلا الله عز وجل فلا يجوز للمسلم أن يقول عند الحلف (والنبي) أو (وحياة النبي) أو (وحياتي) أو (وحياة فلان) بل يحلف بالله وحده أو يصمت عن الحلف ولما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل يلقى أخاه فيسلم عليه أينحني له قال: لا. فمنع النبي صلى الله عليه وسلم من الانحناء عند التسليم لأن ذلك خضوع لا ينبغي إلا لله رب العالمين فهو سبحانه وحده الذي يركع له ويسجد وكان السجود عند التحية جائزاً في بعض الشرائع السابقة ولكن هذه الشريعة الكاملة شريعة محمد صلى الله عليه وسلم منعت منه وحرمته إلا لله عز وجل فلا يجوز لأحد أن يسجد لأحد وفي الحديث أن معاذ بن جبل رضي الله عنه قدِم الشام فوجدهم يسجدون لأساقفتهم لزعمائهم وذلك قبل أن يُسَلموا فلما رجع معاذ سجد للنبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما هذا يا معاذ فقال رأيتهم يسجدون لأساقفتهم وأنت أحق أن يسجد لك يا رسول الله يعني أحق من أساقفتهم بالسجود فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو كنت آمر أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" (4) من عظم حقه عليها وروى النسائي بسند جيد عن انس بن مالك رضي الله عنه "أن ناساً جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله يا خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس قولوا بقولكم ولا يستهوينكم الشيطان أنا محمد عبد الله ورسوله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل" (5) هكذا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا محمد عبد الله ورسوله ما أحب إن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل مع أنه صلى الله عليه وسلم خير الخلق وسيد الخلق بلا ريب ولا شك لكنه خاف أن يستهويهم الشيطان فيوقع في قلوبهم الغلو حتى يرفعوا نبي الله صلى الله عليه وسلم فوق منزلته وهي العبودية والرسالة حماية لجانب التوحيد وسداً لطرقه الموصلة إليه قولية كانت أم فعلية وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أنكر على من قرن مشيئته بمشيئة الله بحرف يقتضي المساواة فكيف بمن جعل المشيئة للمخلوق وحده دون الله غلواً ومدحاً حين قال يخاطب ممدوحه:
ما شئت لا ما شاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهار(6)
هكذا يقولها لبشر يقول له ما شئت يعني ما شئت كان لا ما شاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهار تعالى الله عما يقول الكافرون الظالمون علواً كبيراً جعل هذا الرجل حكم المخلوق فوق أقدار الله فسبحان الله رب العرش عن ما يصفون.
أيها الناس إن على المرء أن يراعي جانب التوحيد ويعرف للخالق حقه فلا ينقصه ولا يشرك فيه معه غيره لا باللفظ ولا بالفعل ولا بالقلب وإن عليه أن يعرف للمخلوق حقه ويقوم بما أوجب الله عليه منه ولا ينزله في منزلة الخالق لا باللفظ ولا بالفعل ولا بالقلب فللخالق حقه المختص به لا يشاركه فيه غيره وللمخلوق حقه الواجب إعطاءه له ولهذا أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على معاذ حين سجد له وأنكر على الرجل حين قال ما شاء الله و شئت وإننا لنسمع أن في بلاد المسلمين من ينطلقون إلى قبور من يزعمون أنهم أولياء فيدعونهم مِنْ دون الله ويسجدون لهم ويُقبلون التراب ويمسحون به جباههم ويعركون وجوههم على عتبات صاحب القبر وكل هذا شرك بالله عز وجل لا ينفعهم معه لا صلاة ولا زكاة ولا صيام ولا حج حتى لو صلوا وصاموا وزكوا وحجوا واعتمروا فإنها لا تقبل منهم إذا كانوا منطوين على هذا الشرك لأن الله تعالى يقول لرسوله صلى لله عليه وسلم: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [الزمر:65] يخاطب الله مَنْ؟ يخاطب رسوله محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ﴾ [الزمر:65] مع إن الشرك لم يقع منه صلى الله عليه وسلم ولا يمكن أن يقع صرعاً ولكن يخاطبه بذلك فكيف بمن دون رسول الله صلى عليه وسلم إن من أشرك بالله ولياً أو نبياً أو ملكاً فدعاه ورجاه كما يرجو الله ويدعوه فإنه كافر مشرك لا يقبل منه عمل ﴿وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأنعام:88] أيها المسلمون أيها المستمعون لهذا القول إنه يجب عليكم بعد ذلك أن تتوبوا إلى الله توبة نصوحاً مما صنعتم وأن تنصحوا إخوانكم الذين يصنعون هذا وهم جاهلون به وأن تعظوا من كان عارفاً وتخوفوه من الله عز وجل وتقولوا له إنك إن مِت على ذلك كنت خالداً مخلداً في نار جهنم إن على المرء أن يعلم أنه مسئول عن ما في ضميره ومسئول عن ما ينطق به لسانه ومسئول عن ما يفعله في جوارحه فاستمعوا إلى قول الله تعالى: ﴿يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا نَاصِرٍ﴾ [الطارق:10،9] واستمعوا إلى قوله تعالى: ﴿أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ﴾ [العاديات:10،9] واستمعوا قوله عز وجل: ﴿إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ﴾ [ق:17-20].
أيها المسلمون، انظروا إلى هذه الآيات وتأملوا قوله تعالى: ﴿مِنْ قَوْلٍ﴾ فإن "قول" نكرة في سياق النفي متأكدة بمن فتفيد العموم في كل قول ثم تأملوا ما أعقبه به في قوله جل ذكره: ﴿وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ﴾ [ق:19] لتذكروا سكرة الموت إذا أردتم القول وتذكروا يوم الوعيد فلا تقولوا ما يوقعكم في الوعيد واستمعوا قول الله: ﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الانفطار:10-12] واستمعوا قوله عز وجل: ﴿يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ﴾ [النور:25،24].
فيا عباد الله إن شأن التوحيد لعظيم وإن الإخلاص فيه لدقيق ولهذا قال بعض السلف: ما عالجت نفسي في شيء معالجتها على الإخلاص فاجتهدوا رحمكم الله في تحقيق توحيدكم لله بإفراده بما ما هو أهله من صفات وبما يستحقه من تعظيم للعبادات، قال الله تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ﴾ [البقرة:235]، وقال جل ذكره: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [البقرة:223] أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من أشرك به وكفر وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع في المحشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير صحب ومعشر وعلى التابعين لهم بإحسان ما بدأ الفجر وأنور وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد
أيها الناس فإن من أعظم منةٍ منَّ الله بها على عباده بل هي أعظم منةٍ منَّ بها على عباده لمن هداه إليها، قال الله تعالى: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ﴾ [آل عمران:164] بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم على "رأس الأربعين" (7) من عمره الشريف صلى الله عليه وسلم "فكان أول ما بعث كان لا يرى رؤية إلا جاءت مثل فلق الصبح" (8) "وذلك ابتداءً من ربيع الأول" (م1) ثم نزل عليه القرآن في رمضان لقوله تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ﴾ [البقرة: 185] "فبقي ستة أشهر وكان الوحي يأتيه بصفة الرؤيا فكان لا يرى رؤية إلا جاءت مثل فلق الصبح" (م2) "أما ولادته فإنها كانت في ربيع الأول وكانت في الليلة التاسعة منه وليست في الليلة الثانية عشرة" (م3) ولا يهمنا أن تكون في الليلة التاسعة أو الثانية عشرة من شهر ربيع الأول إنما الذي يهمنا ما أحدثه فيها بعض المسلمين من إقامة الصلوات على رسول الله صلى الله عليه وسلم واتخاذ تلك الليلة عيداً يحتفلون بها ويجتمعون صغاراً وكباراً رجالاً ونساء على صيغ صلوات يوردونها لم تكن مألوفة ولا معروفة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه وينشدون ما كان غلواً في رسول الله صلى الله عليه وسلم غلواً يخرج به عن العبودية والرسالة إلى مرتبة الإلهية والربوبية ينشدون ما قاله الشاعر يخاطب النبي صلي الله عليه وسلم بعد موته بأزمنة يقول :
يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي فضلاً وإلا فقل يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم(9)
هكذا يصفون رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الصفات التي لا يجوز أبداً أن تكون إلا لله عز وجل وإن في قولهم:
وإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
بهذا القول إنكار لربوبية الله لأنه إذا كان من علوم الرسول صلى الله عليه وسلم عِلم اللوح والقلم وكان من جوده الدنيا وضرتها وهي الآخرة فما الذي يكون لله عز وجل إنهم في هذا القول ينكرون أن تكون الدنيا لله أو أن الآخرة لله عز وجل وهذا كفرُ بواح لا شك فيه ومع ذلك يعتقدون أنهم بهذا القول يرضون الله ورسوله ويتقربون إلى الله عز وجل وهم والله بهذا القول مغضبون لله ورسوله وللمؤمنين جميعاً وهم لم يتقربوا إلى الله به فازدادوا به بعداً من الله عز وجل وإن الاحتفال بليلة المولد من البدع التي قال عنها رسول صلي الله عليه وسلم : "إياكم ومحدثات الأمور فكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار" (10) إذا كانت هذه بدعة وأقول إنها بدعة لأن النبي صلي الله عليه وسلم لم يفعلها ولم يُقيمها وأقول إنها بدعه لأن الخلفاء الراشدين لم يفعلوها ولم يقيموها وأقول إنها بدعة لأن الصحابة بعد الخلفاء الراشدين لم يفعلوها ولم يقيموها وأقول إنها بدعه لأن التابعين لم يفعلوها ولم يقيموها وأقول إنها بدعة لأن تابع التابعين لم يفعلوها ولم يقيموها لقد مضت القرون المفضلة الثلاثة التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" (11) فأين تكون هذه العبادة إذا كان هؤلاء القرون لم يفعلوها أهم جاهلون بها أم هم عالمون ولكنهم استنكفوا عنها واستكبروا عنها كلا الاحتمالين باطل وبهذا يُعلم بطلان هذه البدعة وأنها لا تزيد فاعلها من الله إلا بُعداً فيا عباد الله يأيها المؤمنون بالله ورسوله إن كنتم تريدون حقاً محبة الله ورسوله وتعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تُحدثوا في دينه ما ليس منه لا تشرعوا للناس أمراً لم يشرعه الله لهم لا في كتابه ولا على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ولا من فعل الخلفاء الراشدين الذين أمرنا باتباعهم إذا كنتم صادقين في محبة الله ورسوله وتعظيم رسول الله فتأدبوا بين يدي الله ورسوله لا تحدثوا في دين الله ما ليس منه فتكونوا ممن عصيتم الله عز وجل فإن الله تعالى يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [الحجرات:1].
أيها المسلمون إن كُل عبادة لا يمكن أن تكون مقبولة عند الله حتى يجتمع فيها مع الإخلاص لله عز وجل ستة أمور: وذلك بأن تكون موافقة لما جاء به الشرع في سببها وفي جنسها وفي مقدارها وفي كيفيها وفي زمانها وفي مكانها فإذا لم توافق الشرع في هذه الأمور الستة فإنها مردودة على صاحبها غير مقبولة منه كما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"(12) وإننا ولله الحمد في هذه البلاد بما منّ الله به علينا من علماء مخلصين مبينين للشريعة وحكام يساعدونهم في ذلك لا نجد هذه البدعة في بلادنا ولله الحمد ولكننا نسمع بها في بلاد المسلمين وفي بلادنا الآن من الأمة الإسلامية كثير ولهذا كان واجب علينا أن نتكلم فيها ليتبين لإخواننا هؤلاء أنها أعني الاحتفال بعيد ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم ليست من شرع الله وليست من دين الله بل هي بدعة وكل بدعة ضلالة وأرجوا منهم أن يكونوا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأن يكونوا ممن يدعون إلى الله ويبلغون إخوانهم في بلادهم بأنها من البدع حتى يكونوا داخلين في قول الله تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [فصلت:33] واعلموا أيها المسلمون أن خير ما تعبدتم به وخير ما اتبعتموه كتاب الله عز وجل وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم "فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار"(13) واعلموا بأن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال جل من قائل عليما: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب:56] اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد اللهم صلِّ وبارك على عبدك ونبيك محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهراً وباطناً اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته، اللهم اسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم ارضَ عن خلفائه الراشدين وعن زوجاته أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم ارضَ عنا كما رضيت عنهم يا رب العالمين اللهم أعز الإسلام والمسلمين اللهم دمر أعداء الدين من الكفار والمنافقين اللهم احم حوزة الدين اللهم اجعلنا من الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر الداعين إليك على بصيرة يا رب العالمين اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم اللهم أصلح لولاة أمور المسلمين بطانتهم يا رب العالمين ﴿رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [البقرة:201] عباد الله ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [النحل:91،90] واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم +وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ" [العنكبوت: 45].
-------------------------
المراجع(1) أخرجه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده، في مسند الشاميين، من حديث العرباض بن سارية رضي الله تعالى عنه (16519)، وأخرجه ابن ماجه رحمه الله تعالى، من حديث العرباض بن سارية رضي الله تعالى عنه، في كتاب المقدمة، باب اتباع الخلفاء الراشدين المهديين (43).
(2) أخرجه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنه في مسند بني هاشم (1742) ت ط ع من موسوعة الحديث.
(3) أخرجه الترمذي رحمه الله تعالى في سننه من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما في كتاب النذور باب ما جاء في كراهية الحلف بغير الله (1455) واللفظ له وأخرجه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده (5799) ت ط ع.
(4) أخرجه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده (18591)، وأخرجه ابن ماجه رحمه الله تعالى في سننه من حديث عبد الله بن أبي أوفى رضي الله تعالى عنه في كتاب النكاح باب حق الزوج على المرأة (1843) ت ط ع في قصة معاذ بن جبل رضي الله عنه.
(5) أخرجه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده من حديث أنس بن مالك رضي الله عنهما (13041،12093) ت ط ع، وأخرجه النسائي في سننه الكبرى من حديث أنس بن مالك رحمه الله تعالى جـ6 ص70 (10077)، جـ6 ص71 (10078) ت م ش.
(6) انظر إلى هذه المقولة التي ذكرها الشوكاني رحمه الله تعالى في تفسيره فتح القدير عند تعليقه على الحديث "احثوا في أفواه المداحين التراب"(6) ذكر قول ابن هانئ الأندلسي شاعر المعز العبدي مخاطباً له جـ1 ص183 (225) ت م ش.
(7) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه، في كتاب المناقب، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم (3284)، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه، في كتاب الفضائل، باب في صفة النبي صلى الله عليه وسلم ومبعثه وسنه (4330)، من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه ت ط ع.
(8) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه، في كتاب بدء الوحي، باب بدء الوحي (3)، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه، في كتاب الإيمان، باب بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (231)، من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنه ت ط ع.
(م1) انظر إلى هذه المسألة التي ذكرها الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى في البداية والنهاية جـ2 ص261.
(م2) انظر إلى هذه المسألة التي ذكرها ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه زاد المعاد في هدي خير العباد محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وإمام المرسلين في جـ1 ص18-20.
(م3) انظر إلى هذه المسألة التي ذكرها الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في كتابه البداية والنهاية جـ2 ص261، وكذلك انظر إليها في كتاب نور اليقين في سيرة سيد المرسلين الذي علق عليه شيخنا رحمه الله تعالى في ص6 لمؤلفه فضيلة الشيخ محمد الخضري بك المفتش بوزارة المعارف ومدرس التاريخ الإسلامي بالجامعات المصرية.
(9) انظر إليها في كتاب فتح المجيد جـ1 ص(215-401) قالها البوصيري في نظم قصيدة البردة، وفي كتاب تيسير العزيز الحميد جـ1 ص187، وفي فتاوى مهمة لعموم الأمة جـ1 ص47، وكتاب الغنية عن الكلام وأهله جـ1 ص48 ت م ش.
(10) أخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى من حديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه في كتاب الجمعة باب تخفيف الصلاة والخطبة (1435) ت ط ع، وأخرجه النسائي رحمه الله تعالى من حديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه في كتاب صلاة العيدين من باب الخطبة في العيدين بعد الصلاة وكيف الخطبة (1560) واللفظ له ت ط ع.
(11) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه، في كتاب الشهادات، باب لا يشهد على شهادة جور إذا أُشهد (2458)، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه، في كتاب فضائل الصحابة رضي الله تعالى عنهم، باب فضل الصحابة رضي الله تعالى عنهم ثم الذي يلونهم ثم الذين يلونهم (4601)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه.
(12) أخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها في كتاب الأقضية باب لنفي الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور (3243) ت ط ع.
(13) أخرجه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده، في مسند باقي الأنصار (22562)، والبخاري رحمه الله تعالى، في كتاب الجنائز (1272)، ومسلم رحمه الله تعالى، في كتاب الإيمان (35)، والنسائي رحمه الله تعالى في سننه، في كتاب الجنائز (2008)، عن سعيد بن المسيب عن أبيه رضي الله تعالى عنهما ت ط ع.
للذيادة والاستفادة ادخل للرابط التالي
http://www.ibnothaimeen.com/all/khot...icle_403.shtml
من مواضيع سيف الله المسلول :
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)