نداء من «صعيد عرفات» إلى الأمة..؟
فهيم الحامد
من عرفات الله حيث يتجمع حوالى 3 ملايين مسلم من أقاصي العالم جاءوا من كل فج عميق شعثا غبرا بلسان ولباس ونداء واحد يبتهلون الى الله عز وجل في هذا اليوم العظيم ان تستعيد امتنا الاسلامية كرامتها، وعزتها وتضامنها وتلاحمها وان يعود الأمن والسلام والاستقرار في العالم. من هذا الصعيد الطاهر الذي يعكس وحدة الأمة الاسلامية وتأكيد قوة ارادتها في مواجهة التحديات يتوجه حجاج بيت الله من هذا المكان المبارك بالدعوة الى نشر الحب والتعاون والاخاء والخير والتسامح والتعايش بين الأمم بدلا من الكراهية والحقد والقتل والدمار والفرقة والبغضاء والخوف.
من عرفات الله حيث اختفت الفروقات والجنسيات فلا فرق بين ابيض واسود ولا غني ولا فقير أو عربي وأعجمي فالجميع سواسية في هذا الصعيد المبارك إلا بالتقوى. نناشد الفرقاء والمتخاصمين في العالم الاسلامي الى انهاء خصوماتهم وفرقتهم والتوحد.
من عرفات من أقدس بقاع الأرض وأطهرها نوجه نداء صادقا مخلصا لاخواننا في العراق الذي ينزف دما ان يوقفوا هذه الحرب الاهلية والطائفية وان يحقنوا دماءهم ويعودوا الى رشدهم ويضعوا مصالح الشعب العراقي فوق اي اعتبار لان الخاسر الوحيد هو المواطن العراقي المغلوب على أمره الذي عاش ويلات الحروب خلال السنوات الماضية ويقطعوا الطريق على اعداء العراق الذين يرغبون في تفتيته وفرض اجندتهم عليه بهدف السيطرة على مقدرات الشعب وثرواته.
ومن عرفات حيث تتوجه قلوب الحجيج الى المولى عز وجل ان يصلح احوال الفلسطينيين الذين اختلفوا من اجل السلطة وان يحافظوا على تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة، والى اللبنانيين والصوماليين ان يستفيدوا من تجاربهم الماضية وان لا يحتكموا الى السلاح ويتحملوا مسؤولياتهم ويحلوا مشاكلهم عبر الحوار والتفاهم، والى شعوب الأمتين العربية والاسلامية التي تتطلع بروح يمتزج فيها الأمل بالعمل والتصميم على التصدي لكل الاخطار المحدقة بهذه الامة وبين الخوف من غد يحمل الكثير من الخوف والقلق من المصير المجهول الذي ينتظر هذه الأمة التي تعتبر خير أمة أخرجت للناس.