اعزائي
اخواني و اخواتي
تكملة لما بدأناه ,,,, اقول
يعيش الانسان في بيئته من الناس و الاشياء , وهو يسعى ويكد للظفر بطعامه و كسائه , لارضاء حاجاته المادية و المعنوية المختلفة , ولبلوغ اهداف يرسمها لنفسه و يراها جديرة بما يبذله في سبيلها من مشقة و عناء. وهو في سعيه هذا لقضاء حاجاته و تحقيق اغراضه يجد موانع و عقبات و مشاكل و صعوبات مادية و اجتماعية شتى , ويجد نفسه على الدوام مضطرا الى التوفيق بين حاجاته و امكانات البيئة , والى تعديل سلوكه حتى يتلائم مع ما يتعرض له من مواقف و احداث و مواقف جديدة او عسيرة او غامضة او غير منتظرة , وذالك عن طريق التفكير و التقدير واستخدام ذكائه وابتكار طرق جديدة او تعلم طرق جديدة للسلوك يستعين بها لحل ما يلقاه من مشكلات . كما يجد نفسه مضطرا الى التقيد او الامتثال لما تفرضه عليه البيئة , وخاصة البيئة الاجتماعية , من قيود و التزامات , او نزاعا الى تهذيب بعض ما بهذه البيئة و تغيرة و تبديلة ,,,, بل انه يرى نفسه في كثير من الاحيان مرغما على ان يرجئ ارضاء حاجاته و مطالبه العاجلة في سبيل تحقيق اغراض و اهداف آجلة , وعلى ان يصبر و يحتمل الالم , او على ان يلجأ الى اساليب وحيل ملتوية شتى ابتغاء ارضاء هذه الحاجات وبلوغ هذه الاهداف . ولا يخفى انه في سعيه هذا , اى في تعامله مع البيئة و تفاعله معها يكون معرض ابدا لضروب من الشد و الجذب , والركز و الوثب , والرضا و السخط , والغضب و الخوف , والحب و الكره , والاقدام و الاحجام و النجاح والاخفاق تحمله على المضي في نشاط معين او كف نفسه عن هذا النشاط . وغني عن المعرفة ان هذه البيئة التي يضطرب فيها ليست شيئ سلبيا تسمح له ان يصنع بها ما يريد متى اراد , انها تقاومه و تستفزه و تؤثر فيه ... كما انه لا يقف منها كما رأينا موقف سلبي فينتظر حتى تقدم له ما يحتاج اليه بل انه يواجهها و يقاومها و يتحداها و يجتهد في استغلالها والاشتراك في ميادين نشاطها والتأثير فيها باللين تارة وبالعنف طورا اخر , ولابد له في هذا الكفاح من قدر من المرونة والصلادة والاحتمال والا هلك ...
وبعبارة اخرى فان العلاقة بين الانسان و بيئته اخذ وعطاء , بل علاقة فعل و انفعال , وتأثير متبادل , وصراع موصول , وهو في تفاعله معها يتأثر و ينفعل بشتى الانفعالات ويرغب و يقدر و يصمم و ينفذ و يتعلم ويعي ما تعلمه , كما انه يعبر عن افكاره و مشاعره باللفظ تارة و بالحركة والاشارة تارة اخرى , ويحاول ضروبا مختلفة من السلوك ويصيب و يخطئ ... كل اولئك وهو يشق طريقه في الحياة طمعا في عمل يؤديه , او مركز اجتماعي يصبو اليه , او اسرة يقيمها و يرعاها , او جماعات يندمج فيها و يشترك في نشاطها , او نوع من الاصلاح يعقد العزم عل تنفيذه ....
هذه الاوجه المختلفة من النشاط العقلي و الانفعالي و الجسمي و الحركي التي تبدو في تعامل الانسان مع بيئته و تفاعله معها , والتي تعكس تأثيره فيها و تأثره بها أي تعكس تكيفه معها في كافة المواضيع ,,,,,,,,,
نفعنا الله واياكم بما نقرأ و نسمع
تقبلوا تحياتي
امل القلوبِ