الملك: لم يعد لدينا شح مالي وستجدون في ميزانية اليوم ما يسركم-
"الاقتصادية" من الرياض - 28/11/1427هـ
أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز, أنه سيتم إعلان الميزانية العامة للدولة لعام 2007 اليوم, مؤكدا أن المواطن سيجد فيها "ما يسره". وقال الملك مخاطبا أعضاء مجلس الشورى من المناطق الجنوبية (جازان وعسير ونجران) الذين استقبلهم أمس بشأن خطته لتوسيع نطاق التنمية "في الأول يمكن يكون فيه شح قليلاً, أما الآن فلا عاد يوجد شح ولله الحمد".
إلى ذلك, تشير معظم التوقعات إلى أن الإيرادات الفعلية للعام الجاري ستتجاوز 600 مليار ريال بالنظر إلى المستويات القياسية لأسعار النفط خلال هذا العام. وتوقع الدكتور سعيد الشيخ كبير اقتصاديي البنك الأهلي أن يبلغ فائض موازنة العام الجاري 257 مليار ريال. ويتزامن مع صدور الميزانية, إعلان أهم المؤشرات الاقتصادية للعام الجاري التي يتوقع أن تكشف عن خفض كبير في الدين العام ليراوح بين 33 و37 في المائة من الناتج المحلي الذي ينتظر أن ينمو إلى 1.3 تريليون ريال.
في مايلي مزيداً من التفاصيل:
استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في مكتبه في الديوان الملكي في قصر اليمامة أمس، أعضاء مجلس الشورى من مناطق جازان وعسير ونجران، الذي قدموا للسلام عليه، والتعبير عن شكرهم له على ما حظيت به المناطق الثلاث من مشاريع الخير والنماء خلال زيارة الملك الكريمة لها.
وقد ألقى عبد الله بن سعيد أبو ملحة عضو مجلس الشورى كلمة خلال الاستقبال، عبر فيها باسم الجميع عن الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين على كل ما يقدمه لهذا الوطن من أقصاه إلى أقصاه. وقال أبو ملحة: "زيارتكم الأخيرة لهذه المناطق الثلاث حفزتنا لأن نأتي ونسلم ونقدم الشكر والتقدير والاحترام لك على ما تقوم به من رعاية لأبنائك في كل شبر على هذه الأرض، وإن شاء الله يمنحك الله الصحة والعافية لترى غرسك في هذا الوطن تجني ثماره ويستفيد منه أبناؤك أبناء هذا الوطن"، ودعا الله في ختام كلمته أن يمد خادم الحرمين الشريفين بالتوفيق والعافية، وأن يديم على المملكة الأمن والأمان.
وأعرب خادم الحرمين الشريفين عن شكره وتقديره للجميع وقال: "لا أستحق هذا الشكر لأن هذا واجبي الديني وواجبي الوطني وواجبي الأخلاقي، وأنتم ولله الحمد، ماضيكم عاطر، وماضيكم من أب ومن جد إلى جد مع هذه العائلة ومع هذا البلد". وأضاف الملك يقول: "بلدكم ولله الحمد وكل ما عملنا فيه سواء في الجنوب أو الشرق أو الشمال أو غيره واجب علينا، لأنه ولله الحمد، الخير واجد ولا لنا فضل أبداً أبداً، الفضل للرب عز وجل عليكم وعلينا وعلى المملكة كلها وعلى العالم الإسلامي والعالم العربي". وقال خادم الحرمين الشريفين: "نحن همنا هو الهداية للعالم الإسلامي والعالم العربي، وأنتم جزء منا وفينا أهلكم أهلنا، وبيوتكم بيوتنا، وعوراتكم عوراتنا، ولله الحمد لا نشك فيكم، ولا تشكون فينا". وقال الملك: "في الأول يمكن يكون فيه شح قليلاً، أما الآن فلا عاد يوجد شح ولله الحمد، والميزانية التي ستعلن غداً ستشاهدون منها إن شاء الله ما يسركم والخيرات هذه كلها ولله الحمد من فضل الرب عز وجل".
وتطرق خادم الحرمين إلى دور الشركات في تنفيذ هذه المشروعات، مشيراً إلى أن بعض هذه المشروعات مازالت تنتظر، لأن تتقدم لتنفيذها شركات قادرة على ذلك، كما بين الملك أنه وجه وزير التجارة للبحث مع أصحاب الشركات الصغيرة في إمكانية الاندماج في مجموعات والتقدم لتنفيذ هذه المشروعات، وقد أبدوا رغبتهم في ذلك، إلا أن لهم شروطاً وقد تم تشكيل لجنة للبحث في هذه الشروط وسيتم حلها لهم بإذن الله.
وقال خادم الحرمين الشريفين "أنتم في ماضيكم وحاضركم ولله الحمد رجال أوفياء لدينكم ووطنكم وهذا هو المهم ولم نسمع منكم إلا كل خير وليس لنا كرم في هذا أبداً أبداً، ولله الحمد الخير واجد والمشاريع كثيرة وكاملة وجاهزة تريد فقط المقاول الذي يأتي وينفذ"، ودعا خادم الحرمين الشريفين الجميع إلى شكر الله سبحانه وتعالى، داعياً الله أن يحفظ هذا البلد، وقال خادم الحرمين: "أعداؤكم مدحورون بإرادة الله ثم بوقفة الشعب السعودي وقفة رجل واحد، والإرهاب يأسف الواحد إذا سمع أنهم منا ويؤلمه ذلك لكن غلب عليهم الشيطان وهو الذي دفعهم لذلك، وهذا أمر يغث الإنسان عندما يعرف أن هذا ابن عائلة أو أنه من السعودية وجاء وارتكب هذا العمل الإجرامي، ولكن الله كريم اندحروا بمشيئة الله".
وقال خادم الحرمين الشريفين: "نحن لا نعتدي على أحد، لكن من يعتدي علينا يتحملها، وإن شاء الله مدحورين كلهم، لأنكم في المملكة ليس لأحد فضل عليكم إلا الله عز وجل، وأنتم لكم فضل على دول كثيرة ولكننا لا نعدها والفضل لله ثم لكم على أغلب الدول وهذا يتطلب منكم الشكر في كل وقت". ودولتكم ولله الحمد تسهر على راحتكم فلو أن عاملاً سعودياً مسه شيء فكأنه يمس هذه الدولة كلها وهذا واجب علينا. وأنتم إن شاء الله بخير وأتمنى لكم التوفيق والدعاء الصالح وأشكركم".
حضر الاستقبال الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، الأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، المهندس علي بن إبراهيم النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية، إياد بن أمين مدني وزير الثقافة والإعلام، عبد المحسن بن عبد العزيز التويجري مستشار خادم الحرمين الشريفين.
توقع الدكتور سعيد الشيخ كبير اقتصاديي البنك الأهلي، أن يبلغ فائض موازنة العام الحالي 257 مليار ريال، كما توقع أن يزيد إجمالي العوائد في موازنة عام 2006م ليصل إلى 625 مليار ريال حيث تبلغ النفطية منها 560 مليار ريال وغير النفطية 65 مليار ريال. وتوقع أن يزيد إجمالي الإنفاق لعام 2006 ليصل إلى 368 مليار ريال، ويتوزع ذلك في الإنفاق الحالي الذي يُقدَّر بـ 258 مليار ريال والإنفاق الرأسمالي الذي يُقدَّر بـ 110 مليارات ريال، مشيراً إلى أن وضع الموازنة العامة للدولة لا يزال قويا ًمع ارتفاع الفائض الحكومي.
وقدَّر الشيخ نمو الناتج المحلي الإجمالي للمملكة لعام 2006 بنسبة 15.7 في المائة، كما توقع أن يتجه نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى الاعتدال عام 2007م، وذلك بعد الارتفاعات الحادة للسنوات السابقة.
جاء ذلك خلال العرض الاقتصادي المُفصَّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّل الذي قدمه الدكتور الشيخ أمام نُخبة من عملاء البنك والذي كان بعنوان "تطورات الاقتصاد السعودي وآفاقه: من العوائد النفطية إلى طفرة الاستثمار" حيث تناول فيه العديد من المواضيع المهمة التي تتعلق بالاقتصاد السعودي كأسواق النفط وتطورات الميزانية العامة للدولة والنمو الاقتصادي وتوجهات السيولة. وتطرق كبير اقتصاديي البنك الأهلي إلى أسواق النفط حيث توقع أن يصل متوسط سعر برميل النفط من خام برنت لعام 2006م إلى 68 دولاراً للبرميل، وأن يصل متوسط سعر تصدير النفط السعودي إلى 61 دولاراً للبرميل، كما توقع أن يتراجع متوسط سعر برميل النفط من خام برنت لعام 2007م ليصل إلى 62 دولاراً للبرميل، وأن يتراجع متوسط سعر تصدير النفط السعودي إلى 55 دولاراً للبرميل.
وأرجع الدكتور الشيخ أسباب ذلك التراجع إلى الزيادة في المخزون وتراجع حدة الاضطرابات الجيوسياسية مع اعتدال المناخ. كما توقع أن يبلغ الإنتاج السعودي من النفط بنهاية العام الحالي 9.2 مليون برميل يومياً وعشرة ملايين برميل يومياً بنهاية عام 2010.
وأشار إلى أن سياسة الدولة المالية الحكيمة في الدورة الحالية تحقق فوائض في الميزانية العامة. وذكر أن صافي الاحتياطيات الأجنبية للمملكة ارتفع إلى 847 مليار ريال بنهاية أيلول (سبتمبر) 2006 حيث شكلت حصة مؤسسة النقد "ساما" 771 مليار ريال، في حين بلغت حصة البنوك التجارية ما مقداره 76 مليار ريال وأرجع سبب تلك الزيادة إلى ارتفاع المدخرات الكبيرة.
وفي جانب التطورات النقدية قال كبير اقتصاديي البنك الأهلي، إن النمو في السيولة يستمر في تمويل النشاطات الاقتصادية في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار الفائدة إلى 5.27 في المائة بنهاية أيلول (سبتمبر) 2006.
وأبان الشيخ أنه على الرغم من تلك الزيادة فإن السيولة تستمر في دعم الإقراض الذي ارتفع بنسبة 21 في المائة في النصف الأول من عام 2006 حيث بلغ الحجم الكلي للقروض الشخصية 189.9 مليار ريال بينما بلغ إجمالي الإقراض الموجَّه لقطاع الشركات 264 مليار ريال.
وأضاف أنه على الرغم من استمرار السيولة في دعم الإقراض الذي ساهم في صعود سوق الأسهم، فإن معدلات نمو الإقراض تتجه إلى التباطؤ نتيجة حركة تصحيح سوق الأسهم والقيود التي فرضتها مؤسسة النقد على الإقراض للحد من نمو القروض الشخصية.
ولخص كبير اقتصاديي البنك الأهلي حديثه بالقول إنه على الرغم من تراجع التوقعات لأسعار النفط لعام 2007م إلا أن آفاق المدى المتوسط لسوق الأسهم تبقى إيجابية، إضافة إلى أن السياسة المالية الحكيمة سوف تدعم وتحسن بيئة الأعمال، وأن نمو القطاع غير النفطي سوف يُعوض جزئياً تراجع نمو قطاع النفط، وأن نمو السيولة المرتفع سوف يستمر في تمويل الأنشطة الاقتصادية.