عقول الناس الذين تتعامل معهم ، وعقلك انت ايضا ، لابد أن تنتمي الى أحد مستويات أربعة :
1_ المستوى الاول من العقول ، يعارض اصحابه كل اقتراح يعرض عليهم .مهما كان ذلك الاقتراح ، فعقولهم مقفلة .
2_ المستوى الثاني من العقول ، يصغي أصحابه لكل اقتراح يعرض عليهم مهما كان ذلك الاقتراح ، فعقولهم مفتوحة .ولكنهم لايتابعونك الاببرهان كاف .
3 _ المستوى الثالث من العقول ، يثق أصحابه بمايعرض عليهم ، وهم مستعدون لمتابعتك عند أول برهان تبديه ، فعقولهم طيعه.
4_ والمستوى الرابع من العقول يتابعك أصحابه من غير مناقشة او تردد وبغير حاجة الى برهان منك ، فعقولهم مؤمنة.
والنمط الرابع لايثير لك أية مشكلة ، ولو كان الناس كلهم على هذا المنوال ماأصابك قلق . وانما مصدر القلق العقول المقفلة اولا ، فما لم تعرف مفتاح تلك العقول فلن تحظى منها بطائل .وكل شخص له مفتاح .فهذا مفتاحه الاطراء ، وذاك مفتاحه المتابعة بعض الطريق ، فيتابعك بعد ذلك وقد أنس اليك ، فعليك بدراسة شخصية ذي العقل المقفل كي تعرف مفتاحه الصحيح والا فشلت.
واما النمط الثاني وهو العقل المفتوح ، والثالث وهو العقل الطيع ، فكل ماتحتاج اليه معهما هو قوة الحجة والقدرة على الاقناع .
وهناك صفة يجب ان تتذرع بها ، وهي استجلاب عطف الناس وموافقتهم لك ، بالاغضاء عن هفواتهم ، وابراز محاسنهم امام نفسك ، والاعراب لهم عن تقديرك ، ولو كانوا من مرؤسيك . فان ذلك يدفعهم الى الاستزاده من اعجابك بمزيد من الصواب ، ونقص من الخطأ والتقصير .
واسأل نفسك قبل كل شيء : هل انت مقفل العقل ؟ فإن كنته دعوت الناس الى ايصاد عقولهم وقلوبهم دونك ! فافتح عقلك تفتح لك مغاليق العقول ، واحبب الناس تفتح لك مغاليق القلوب ، ومتى فتح لك عقل انسان وقلبه ، فما أيسر المشكلة بعد ذلك . إن هي الا الحجة الناهضة حتى تظفر بما تريد ، وان لم تظفر به عاجلاً ، فقد ظفرت بصداقة صاحبه وحسن ظنه ، وذلك حري ان يوصلك الى غرضك يوما ما.