بكارة اصطناعية.. حل يريح كثيرات وكابوس للرجال05/09/2007
تبدو الصبية سلوى منشرحة. البسمة تعلو محياها..لا يبدو عليها أي اثر للقلق رغم ان أمرها مثير للقلق بالفعل..فسلوى التي تستعد للزواج بعد أسبوع فاقدة للعذرية منذ سنوات.
لكن يبدو ان سلوى وعددا من مثيلاتها في تونس قد وجدن ملاذا يحفظ أسرارهن أمام أزواجهن..الحل هو عملية زرع بكارة اصطناعية قبل الزواج بفترة قصيرة. الحل الذي قد يريح كثيرات، ممن يردن الستر لكي لا ينكشف أمرهن ولا ينتهي الزواج، أصبح كابوسا مزعجا لرجال كثيرين خوفا من ان تنطلي عليهم مثل هذه الحيل خصوصا في ظل تزايد انتشار هذه الظاهرة في تونس احد أكثر البلدان العربية انفتاحا على الغرب.
تقول سلوى (23 عاما) انها فقدت عذريتها منذ ثلاثة أعوام بعد علاقة حميمة مع صديقها 'ليس هناك رجل تونسي أو شرقي يجرؤ على تقبل حقيقة مفادها ان زوجته فاقدة للعذرية لذلك ليس أمامي سوى خيار واحد هو ان أقوم بعملية زرع بكارة قبل الزواج'.
سلوى، التي قدمت إلى العاصمة تونس من مدينة قفصة (290 كلم جنوب) أسبوعا واحدا قبل زواجها من شاب تونسي يعيش في فرنسا لإجراء هذه العملية، أوهمت عائلتها بأن عليها شراء بعض المستلزمات لزفافها من العاصمة. وزاد انتشار هذه الظاهرة في الأعوام الأخيرة بشكل لافت في صفوف تونسيات فقدن عذريتهن لسبب أو لآخر، خاصة ان التطور الطبي جعل للمرأة فرصة للاختيار بين عملية عن طريق الرتق أو عملية زرع عن طريق الليزر (الأشعة).
وعادة ما تجري مثل هذه العمليات في مصحات خاصة وبشكل سري ولا تتجاوز تكاليفها 300 دولار أميركي. وتقول نادية وهي ممرضة تعمل بمصحة خاصة بضواحي العاصمة 'يوميا نستقبل ما لا يقل عن 15 حالة مماثلة في مصحتنا. واغلب الفتيات يقبلن على عمليات بواسطة الأشعة لأنها غير مؤلمة ويمكن ان تدوم من أسبوع إلى عشرة أيام'.
واحدة من عشر
ويرجع البعض تفشي هذه الظاهرة إلى تزايد الروابط خارج إطار الزواج بين الشبان في تونس إضافة إلى عامل التحرر النسبي خصوصا لبعض الطالبات اللاتي يدرسن بعيدا عن أهاليهن.
ويقول مهدي مبروك وهو باحث اجتماعي 'هذه الظاهرة يمكنني تفسيرها بفصام في شخصية بعض الشابات اللاتي تعتقدن بالحرية المطلقة لأجسادهن قبل ان يتراجع هذا المفهوم ويعود للتماهي في الثقافة المجتمعية التقليدية فجأة قبل الزواج'. ويضيف 'سوق الزواج يبقى مرتبطا بمسألة الشرف لذلك تهرب المرأة في الأخير للحل الطبي'. وأشارت دراسة أجراها ديوان الأسرة والعمران الحكومي في تونس ان بنتا واحدة من بين كل عشر شابات لا تعارض إقامة علاقة جنسية قبل الزواج مقابل أربعة من بين كل عشرة شبان.
ويقول نور الدين وهو شاب لم يتزوج بعد 'بصراحة هذا الموضوع أصبح هاجسا لي ولعديد الشبان المقبلين على الزواج.. هذه مسألة شرف.. وأمل ان لا أكون ضحية التطور العلمي والطبي'.
وقالت المحامية راضية النصراوي انه ليس هناك نص قانوني صريح يمكن الزوج من 'الطلاق ضررا' بسبب عدم عذرية زوجته، مضيفة ان هذا الأمر 'يخضغ لاجتهاد القضاة.. بل ان القانون قد يعاقب زوجا يشهر بزوجته لعدم عذريتها'.
أنانية الرجل
تقول كوثر، التي تعرضت لاغتصاب 'ليس لدي أي مبرر لأخفي هذا الأمر.. لا اقبل ان أعيش مع رجل لا يصدقني ولا يقبلني كما أنا خصوصا بعد أن ابلغه بما تعرضت له'.
لكن إشراق من الرافضين لهذه الفكرة بتاتا. وتقول 'مهما كانت الأسباب هذا سر يجب ان يدفن مع الزواج لان الرجل أناني ولا يغفر للمرأة ما يغفره لنفسه'.
غير ان محاولات بعض النساء قد تصطدم في أحيان قليلة بفطنة بعض الأزواج وقد تكشف الحقيقة المزيفة. ومن ذلك ان امرأة اسمها زهرة روت قصة مفادها ان أخاها فطن لأمر زوجته ليلة الزفاف بعد ان شك بلون الدم الذي سال.
ويبدو ان الاختلاف حول الظاهرة شمل رجال الدين أيضا حيث ذهب بعضهم إلى اعتبار ذلك جائز إذا كان الهدف هو ستر شرف المرأة بعد توبتها بينما يعتبر بعض آخر انه ينبغي إبلاغ أزواجهن وعدم خداعهم لأي داع.