لقد خلق الله الخلق وجعلهم متفاوتين في مكانتهم الاجتماعية وفي جاههم فمنهم ذو الجاه والمكانة ومنهم المتوسط ومنهم الضعيف المحتاج لغيره، ومن أجل هذا التفاوت البيّن الواضح في قدرات العباد وإمكاناتهم حث النبي – صلى الله عليه وسلم- أصحاب الجاه والاستطاعة على مساعدة الناس وقضاء حوائجهم كلاً بحسب حاله, فالتاجر بماله والأمير والشيخ والرئيس والمدير بجاههم وهكذا حتى نصل إلى مجتمع مثالي لا يوجد فيه كسير ولا عوير ! وفي مثل حاجة موظفي البريد السعودي (المستعصية) ولما نسمع أن ليس باستطاعة معاليكم فعل الكثير كـ رئيس للمؤسسة (في الأمور المالية طبعًا ومنها استحداث وظائف جديدة) نقول أنه ليس كل إنسان يستطيع الوصول إلى السلطان أو ذوي الأمر، لذا يحتاج لمن يوصل أمره ويرفع حاجته ويتوسط له, ويلفت النظر إلى حاله وأضاعه فقد جاء في الحديث قوله –صلى الله عليه وسلم-( أبلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغها ) وقد اصبح هذا النوع من الخلق الرفيع حاجة ملحة في هذه الأزمنة المتأخرة لكثرة الناس وتعدد الحاجات, وما أحسن قول الماوردي – رحمه الله - حين قال: (الإسعاف بالجاه قد يكون من الأعلى قدراً والأنفذ أمراً ، وهو أرخص المكارم، وألطف الصنائع موقعاً، وربما كان أعظم من المال نفعاً، وهو الظل الذي يلجأ إليه المضطرون والحمى الذي يأوي إليه الخائفون, فلا عذر لمن مُنح جاهاً أن يبخل به فيكون أسوأ حالاً من البخيل بماله !
وانا من هذا المنبر اتوجه إلى الله أولاً ثم إلى معاليكم أن لا تألُ جهداً ولا تدَّخرَ وسعًا في مساعدةِ إخوانكَ البريديين الذين ينتظرون التثبيت والترسيم من المستخدمين والمتعاقدين وكذلك تحسين أوضاع الجامعيين الذين عظم املهم بمجيء معاليكم للمؤسسة. والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.
ملاحظة
كتبتُ هذه الاسطر نزولاً عند رغبة الكثير وهم السّواد الاعظم من الموظفين الذين يرون أن هذا الطرح هو الاجدى والانفع لمثل حالتهم.
__________________________________________________ ______________________________
منقول
الكاتب أبو أصيل من منتدى البريد وتقنية المعلومات
وان دل على شي فهو طيبت الرجل ونظافة قلبه
الف شكر أبو أصيل