وأذكـر أيضـا بأنـة حصـل وحـدث لمـرة واحـدة.. وربما كنت حينهـا في الصف السـادس .. بأن شاركت مدرستنا في

نشاط رياضي عالمي .. فـقـد سمعت من الطلاب بأن مدرستنا سـوف تلعب مباراة

مع المدرسة التي في جـوارنا .. وعلى أرضنا .. بـدايـة لـم أصـدق الخبـر ..

لمعرفتي وعـلمـي .. بسياسة مديـرنا الأحمـر..!!فــلـولا إعـلان الخبـر في معظم أرجاء المدرسة لمـاصـدقـت أبـدا

فـلم يخبرنا أحـدارسميا ..لا في إذاعـة مـدرستنـا .. ولا في طابور الصباح..
وأيضـا لـم يعـلق (مديرنـا الأحمـر وجمـاعتـة) أي إعلان علـى الجـدار يوضـح

في أي يوم ستقـام المبـاراة ..وأيضـا لم يـوضـح إسـم الفـريق المقـابل ( الضيـف ) ..

حيث لم يكـن أصـلا في مـدرستنـا أي لــوحة إعلانات ..!

المهم .. قرع جرس الفسحة ذلك اليوم .. فاحتجزَنا المدرسون داخـل فصولنا

قليلا .. وفهمنا منهم بأن اليوم ستقـام المباراة .. ففرحنا كثيـرا بأن هناك

سيكـون خروج عن المألوف .. فأطـال المـدرس احتجازة لنا ..فـزاد صخب الطلاب .. فأفادنا المـدرس

بهدوء بأن الحوش ضيـق وصغير .. ولا يسـع بأن تقـام فيه مباراة .. وأن يتفسـح فيه في نفس

الوقت!! ..

فكأنـه يقـول يجـب أن تبقـوا في الفصـل.. وتتـركـوا الحوش لضيوف المدرسة .. فـصـارت

في الطلاب موجة إحباط بالغة وشـديـدة .. ولكن قدّر الله لنـا خيـرا .. فتمكنا من النزول حيـن

مابـدأت المباراة .. فـتكدس جميـع طلاب المدرسة ..في طـريق ضيق حـول الحوش لا

يزيد عرضــة عن المترين .. ورغم حياة الإضطهـاد والمرارة التي كنا فيها .. مع

ذلك فقد كنا نشجع فريق مدرستنا بحرارة رهيبة وعجيبـة .. وأنفجرت فينا روح

الوطنية المختزنة من سنوات .. وإستمتعنا بحق الـتعبيـر عن الذات ..

بلادي وإن جارت علي عزيزة ..... وأهلي وإن ظنوا علي كرام

فرغم تشجيعنا وهتافنا الضخم كانت لـدينـا .. روح إنهـزاميـة خفية تبشر بنتيجة غير

مطمئنـة .. بسبب الواقع المرير الذي كنا نعيشه في تلك المـدرسـة .. فالفـريق المقـابل كان دائمـا يتمـرن

ولـديـة خبرة قـوية بالمشاركات الخارجية ..ويتمتعـون بـروح معنـويـة عـاليــة..

وفريقنا أسـاسـا .. لـم يتـم تشكيـلـة سـوى .. بعـد أن تـم تحديـد المـوعـد الذي ستقـام بـه المبـاراة ..
والـذي مـاجـاء إلا بعـد مفاوضات مضنيـة وطويلة مع رئيس مجلس قيادة الثورة (المديرالأحمـر)

عـلى كـل .. حتى الآن واللحـظـة .. لا أعـلـم بنتيجتة تلك المباراة الـوحيـده و اليتيمة ..

فعند اقتراب مـوعـد نهـايـة الفسـحـة .. هجـم علينا المدرسون المسـؤوليـن ..
عن إستتـاب الأمـن في الفسـحـة

وحاشونا أمـامهـم كالغنم المدفوعة إلى حيث فصولنا .. فحدث نوعـا مـن التصـادم والـركض والتسـاقط

حتى أدخـلونا فصـولنـا .. فـلـم نعـلـم كم إنتهت المباراة ..

فقائلا قدقـال فزنا .. وقائـلا أخـر قد قال هــزمـنــا .. وإنني لأحسبــها الأخيــرة


وفيما بعد أن تخـرجـت من تلـك المـدرسـة .. سمعت بأن مديرنا الأحمـر!! الفاضـل ..
غفــر الله لـه

كان منقـول إلى مدرستنا.. نقلا تأديبيا إثــر خـلاف نشـب له مع مـدرس في مدرسة سابقــة .

إنتهـى هنـا



تحيـاتـي