ليـــــــــل المحبيـــــــــــــن
قيام الليل هو دأب الصالحين، وتجارة المؤمنين، وعمل الفائزين، ففي اللّيل يخلو المؤمنون بربّهم، ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم، فيشكون إليه أحوالهم، ويسألونه من فضله، فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها، عاكفة على مناجاة بارئها، تتنسم من تلك النفحات، وتقتبس من أنوار تلك القربات، وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات.
وقد ذكر الله عزّ وجل المتهجدين فقال عنهم:
{كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الذاريات:18،17]
قال الحسن: " كابدوا الليل، ومدّوا الصلاة إلى السحر، ثمّ جلسوا في الدعاء والإستكانة والإستغفار ".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل» [رواه مسلم].
قال الحسن البصري: " لم أجد شيئاً من العبادة أشد من الصلاة في جوف الليل ".
وكان طاوس يثب من على فراشه، ثم يتطهر ويستقبل القبلة حتى الصباح، ويقول:
" طيَّر ذكر جهنّم نوم العابدين !! ".