بسم الله الرحمن الرحيم
أشكرك أخي الباحث لهذا المقال الحيوي الهام والذي أصبح منتشر في جميع الأوساط لاسيما في مؤسسة البريد والمناطق البريدية
أخرج البخاري عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { رأيت الليلة رجلين أتياني , قال الذي رأيته يشق شدقيه فكذاب يكذب الكذبة تحمل عنه حتى تبلغ الآفاق فيصنع به إلى يوم القيامة } .
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { : عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر , والبر يهدي إلى الجنة , وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا . وإياكم والكذب , فإن الكذب يهدي إلى الفجور , وإن الفجور يهدي إلى النار , وما يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا } .
وللأسف الشديد أصبح الكذاب مسموع له في هذا الزمان والصادق مكذب ..
وكما أسلف الأخوة الأعضاء الذين قاموا بالرد قبلي بأن مروج الإشاعة قد يستفيد من هذا الترويج لمصلحة شخصية له ، فأما لكسب شيء أو دفع شيء عنه .
وقد يتكرر أسلوب الإشاعة بين الأوساط المختلفة ،
واسمحوا لي بسرد حقائق حصلت معي شخصياً خلال عملي في البريد وكيف كان للإشاعة دور بالغ في تشويه الصورة الحقيقية للفرد .
فكانت بداية عملي في بريد الخبر منذ عام 1409 تقريباً وكنت على علم ودراية بالحاسب الآلي واقترحت على مدير الإدارة بأن أدخل الحاسب الآلي في مجال عملي ، وكان الحاسب الآلي أنذاك محدود جدا في بعض الإدارات .
وأنشأت له برامج وعملت عليه بصفة شخصية لإنجاز مهام عملي ، ودربت عليه بعض الزملاء بطريقة خاصة و مختصرة .
ومن المعلوم في عالم أجهزة الكمبيوتر أن هذه الأجهزة تتعرض للأعطال والتوقفات باستمرار ، ولكن إذا كان الموظف الذي يعمل على الكمبيوتر قادر على التعامل مع أي عطل ومن ثم إصلاحه ، فلا يشعر المحيطين به بأن هذه الأجهزة تتعطل أصلا أو تتوقف عن العمل .
وبعد ذلك طلبت نقل عملي إلى بريد المدينة المنورة وسلمت ما بعهدتي من أجهزة و برامج للزملاء في بريد الخبر .
وفي أول عطل لهذه الأجهزة عن العمل ولم يستطيع الزملاء التعامل مع الأعطال خرجت إشاعة بأن الموظف السابق الذي كان يدير هذه الأجهزة قام بتعطيلها ( وهو أنا طبعا ) .. وهذه الإشاعة كانت أسهل لدى المشيع من أن يعترف بعدم قدرته على التعامل مع العطل الطارئ أمام مديره في العمل ..
والغريب أن هذه المشكلة تكررت بكاملها في بريد المدينة المنورة وكأنها نسخت بالكامل ، فعندما نقلت إلى بريد المدينة المنورة لم يكن بها أنذاك قسم مختص للحاسب الآلي ، وبالتنسيق مع مدير المنطقة الأسبق تم إنشاء القسم وتركيب الأجهزة وعمل البرامج ، وتم استدعاء بعض الزملاء وتدريبهم على العمل عليه . ومضينا بالعمل سنوات وعندما طلبت إعفائي من العمل بهذا القسم لسبب خاص تكررت نفس مشكلة بريد الخبر فعند أول تعليق للأجهزة أشيع ( بكل جدارة ) وبمباركة من المسئولين بأن هذا الموظف قام بتعطيل الأجهزة ، حتى أنني سمعت بهذه الإشاعة من خارج منطقة المدينة المنورة .!!
والجدير بالذكر أن للإشاعة دور بالغ في الخطورة ومؤثر بشكل مباشر في مستقبل الفرد ومشاريعه .
ولنا في معالي الدكتور ونائبه وما أشيع عنهم في الآونة الأخيرة من تبديد الأموال في بعض الخدمات مثل واصل وغيرها على مستوى الأقلام والصحف . وهذا طبعاً عار من الصحة .. وهذه هي ضريبة النجاح بلا أدنى شك ، ومادام الإنسان واثق بنفسه وبقدراته ومتوكل على الله فلن يضيره شيء أبداً .
وللإشاعة أيضا دورها في الاقتصاد حيث نرى المليارات من الريالات يخسرها المتداولون في سوق الأسهم السعودية نتيجة نشر إشاعة معينة تخدم أطراف معينين والعكس أيضا حينما تنشر إشاعة لرفع المؤشر .
والطريف أننا نجد مروج الإشاعات لا يعمل إلا بالخفاء ولا يستطيع أن يظهر نفسه لأنه يعلم بأنه كاذب ومنافق و حينما تحاججه وتطلب منه إظهار البينة يتهرب منك بخبث أو أنه ينسب المقولة أو الإشاعة لغيره أو يجيرها للإحتمال .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن ويكثر الكذب ويتقارب الأسواق ويتقارب الزمان
ويكثر الهرج. قيل وما الهرج. قال: القتل" (رواه أحمد).
هذا وأسأل الله لي ولكم التوفيق
أخوكم : علي لامي