[align=center]لا إله ألا الله

والله يا أخي تميم كلام يوزن بماء الذهب

فمن من جعل بينه وبين ما يكره وقاية، بينه وبين سخط الله وعذابه وأليم عقابه وقاية ، وهي في القرآن أي في الأمر بتقوى الله على ثلاث مراتب :

أولها

تقوى أمر بها الناس جميعا ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ ) في آيات، وهذا معناه أن يسلموا أن يحققوا التوحيد، ويتبرءوا من الشرك، فمن أتى بالتوحيد ، وسلم من الشرك فقد اتقى الله جل وعلا أعظم أنواع التقوى , كما قال بعض جماعة من المفسرين في قوله جل وعلا ( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) ويعني هنا الموحدين .

ثانيها

تقوى أمر بها المؤمنين فقال جل وعلا ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ ) وهذه التقوى للمؤمن تكون بعد تحصيله كما هو معلوم بعد تحصيله التوحيد، وترك الشرك فيكون التقوى في حقه أن يعمل بطاعة الله على نور من الله، وأن يترك معصية الله على نور من الله جل وعلا، وأن يترك المحرمات، ويمتثل الواجبات، وأن يبتعد عما فيه سخط الله جل وعلا ، والتعرض لعذابه , كما أن هذا النوع من التقوى للمؤمنين أيضا على مراتب أعلاها أن يدع ما لا بأس به حذرا مما به بأس ، حتى قال بعض السلف: ما سُموا متقين إلا لتركهم ما لا بأس به حذرا مما به بأس، وهذا في أعلى مراتب التقوى لأنه اتقى ما لا ينفعه في الآخرة ، وهذه مرتبة أهل الزهد والورع والصلاح .

ثالثها

تقوى أُمر بها من هو آت بها، وذلك قول الله جل وعلا ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ ) ومن أُمر بشيء هو محصله، فإن معنى الأمر أن يثبت عليه، وعلى دواعيه ، فمعنى قول الله جل وعلا ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ) ويعني اثْبُتْ على مقتضيات التقوى،وقوله ( وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ) وكذلك قوله جل وعلا ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ ) الآية في سورة النساء ، فناداهم باسم الإيمان ، ثم أمرهم بالإيمان، وهذا معناه: أن يثبتوا على كمال الإيمان، أو أن يكملوا مقامات الإيمان بحسب الحال , لأن لفظ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) الإيمان له درجات.

نسأل الله لنا ولكم تقوى القلوب وعفاف الجوارح وجزاك الله الف خير أخي تميم على هذا الموضوع الجميل بمضمونه . . .[/align]