نهاية الأمريكان على ضفاف الرافدين
[COLOR="DarkRed"]بدأ الإسلام ضعيفا ً فكان لزاما ً أن يكون سرا ً, ثم تزايدوا في الأعداد, وتعرضوا للإضطهاد , كان لابد من الذياد, فكتب الجهاد.
فأي دعوة لا تدعمها القوة تكون ضعيفة وبطيئة وفاشلة , وكل أحزاب العالم والأنظمة لها جناح سياسي وآخر عسكري يحميه .
ولما رأى الكفار والملحدون بأس المسلمين تكالبوا عليهم على مختلف معتقداتهم للقضاء على هؤلاء المقاتلين الأشداء والصادقين الأوفياء .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يوشك الأمم أن تداعى عليكم ، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، فقال قائل : و من قلة نحن يومئذ ؟ قال : بل أنتم يومئذ كثير ، و لكنكم غثاء كغثاء السيل ، و لينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، و ليقذفن الله في قلوبكم الوهن ، فقال قائل : يا رسول الله و ما الوهن ؟ قال حب الدنيا و كراهية الموت .
وجاءت أميريكا بكل ما أوتيت , وكثيرا من الأمم خلفها نابحة رغبة في فتات من غنيمة لإحتلال العراق , وتوسّع إسرائيل تنفيذا لمخططهم الذي عقد في سنة 1898 ومن نصوصه : تعيين أنظمة ظالمة موالية لهم , حتى يستعين الشعب بهم فيأتوا لنصرتهم فيستعمروهم , وهكذا فعلوا . ولخطة وضعها وزير خارجية أميريكا اليهودي هنري كيسينجر عندما قال : الطريق إلى القدس من بغداد . كما كان طريق صدام إلى القدس من الكويت ! واليوم طريق إيران إلى القدس من الخليج ! وكم تعددت الطرق والهدف واحد !
ودخلت اليهود بإستخباراتهم إلى شمال العراق, ليس للتجسس على إيران وسوريا (حسب إدعائهما) المكشوفتين لهم كعورات راقصات في قصور أنظمة بالية , وإنما لذهبهم الربوي الذي أخذه نبوخذ نصرالبابلي يوم سباهم من القدس إلى بابل , ويظنون أنه مدفون هناك , كما أنهم يدّعون بأن ملكا ًبابليا ًهومن سينهي دولة إسرائيل في آخر الزمان , فدمروا العراق قبل أن يأتيهم منه الملك الموعود , ويقولون بأن ذلك الملك يتبعه قوم ظلمة جبارين يقتلهم شر قتلة ومن والاهم من أهله.
قال تعالى :" وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً{4} فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً{5}" الإسراء .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يُحسر الفرات عن جبل من ذهب فيقتل عليه الناس, فيُقتل من كل مائة تسعة وتسعون, ويقول كل رجل منهم : لعلي أكون أنا الذي أنجو".
فلو عاد اليهود للحديث الشريف لوجدوا ذهبهم في الفرات .
وأما قول اليهود : حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل . لن يكون عسكريا مطلقا , فليس من الضرورة أن يتحقق فهو ليس قرآنا .
وإسرائيل تعلم تمام العلم نهايتها , وما يفعلونه اليوم على حد قولهم هو إطالة أمد بقاء إسرائيل أكبر مدة ممكنة .
وما يقوم به اليوم شيعة العراق ضد أهل السنة فيه وبدعم من إيران لهو سباق على من يحتل العراق أولا , وصراع نفوذ محض , وأمل فارسي بالحرمين الشريفين والقدس والقاهرة .
وتعمل إستخبارات إسرائيل وبريطانيا بتفجير أماكن سنية وشيعية لتقوم بينهم حربا أهلية ينشغلوا ببعضهم البعض , ويزيلوا خطرين : عربي وفارسي . وإيران تفعل الشيىء ذاته كي تشعل حربا سنية شيعية تنهي الوجود السني في العراق كما أنهته في إيران وتنهي معهم الشيعة العرب الغير موالين لها .
ومن قواعد السياسة أن تدعم الضعيف أمام القوي كي يتوازنا بالقوى فينشغلوا ببعض , كما تفعل أميريكا مع شيعة العراق , تغض الطرف عن تمويل إيران لهم وعن جرائمهم حتى توقع بينهم حربا تكون إيران طرفا فيها تشغلهم عن إسرائيل .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهوى بيده قبل العراق : يخرج منه قوم يقرؤون القرآن ، لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية .
وقال أيضا صلى الله عليه وآله وسلم وهو على المنبر : ألا إن الفتنة ها هنا - يشير إلى المشرق - من حيث يطلع قرن الشيطان .
وقال أيضا : يوشك أهل العراق ألا يجبى إليهم قفيز ولا درهم . قلنا : من أين ذاك ؟ قال : من قبل العجم .
وقال أيضا:" منعت العراق من درهمها وقفيزها. ومنعت الشام مديها ودينارها . ومنعت مصر إردبها ودينارها . وعدتم من حيث بدأتم. وعدتم من حيث بدأتم . وعدتم من حيث بدأتم".
وقال أيضا : اللهم بارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في مدنا وصاعنا اللهم بارك لنا في حرمنا وبارك لنا في شامنا فقال رجل وفي العراق فسكت ثم أعاد قال الرجل وفي عراقنا فسكت ثم قال اللهم بارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في مدنا وصاعنا اللهم بارك لنا في شامنا اللهم اجعل مع البركة بركة والذي نفسي بيده ما من المدينة شعب ولا نقب الا وعليه ملكان يحرسانها حتى تقدموا عليها .
كان هناك من يحدث عن شأن الخوارج و طعنهم على أمرائهم فحج فلقي عبد الله بن عمرو فقال له : أنت من بقية أصحاب رسول الله و قد جعل الله عندك علما وأناس بهذا العراق يطعنون على أمرائهم و يشهدون عليهم بالضلالة فقال له : أولئك عليهم لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين أتى رسول الله بقليد من ذهب و فضة فجعل يقسمها بين أصحابه فقام رجل من أهل البادية فقال : يامحمد و الله لئن أمرك الله أن تعدل فما أراك أن تعدل فقال : ويحك من يعدل عليه بعدي فلما ولى قال ردوه رويدا فقال النبي إن في أمتي أخا لهذا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم كلما خرجوا فاقتلوهم ثلاثا .
وسيظل هذا حال المسلمين حتى يأتيهم المنتظر , فهنا يفترق الناس والمسلمون إلى فسطاطان , مؤمن وكافر .
ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الفتن فأكثر ذكرها حتى ذكر فتنة الأحلاس فقال قائل : يا رسول الله وما فتنة الأحلاس ؟ قال : هي فتنة هرب وحرب ثم فتنة السراء دخلها أو دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني إنما وليي المتقون ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة فإذا قيل انقطعت تمادت يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسى كافرا حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه إذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من اليوم أو غد .
غولدا مائير يوما ً قالت: إذا رأيتم المسلمين في صلاة الفجرمثل عددهم في صلاة الجمعة وقتها خافوهم وحينها زوال إسرائيل .
وكان الشرق الأوسط هو مقبرة الجبابرة , فقد غزاه الصليبيون وانتهوا فيه , وغزاه المغول والتتار وانتهوا فيه , واليوم جاء دور الأمريكان ومن والاهم وبإذن الله سينتهون فيه . هكذا قدر الجبابرة تكون نهايتهم دائما في الشام بجيوش إسلامية تنطلق من مصر .
موشى دايان قال لرئيس وزراء مصر في عهد السادات مصطفى خليل عندما سأله : إن القدس للمسلمين وأنت تعرف ذلك؟ فأجاب موشى دايان (الأعلم منه بالمسلمين): نعم إن القدس للمسلمين وأنا أعرف ولكن لستم أنتم المسلمون, فيوم يأتي المسلمون حقا ًسوف ينتصرون علينا .
كثيرا من الدول العربية تصالحت مع إسرائيل , لكن هل بصلحهم إنتهت أطماع إسرائيل بهم ؟ ألم يبقى العلم الإسرائيلي يرفرف وعلى أراضيهم بالخطين الأزرقين اللذين يرمزان إلى النيل والفرات وبينهما نجمة إسرائيل ! ألغت الدول العربية حق تحرير فلسطين فهل ألغت إسرائيل حلمها من النيل إلى الفرات ؟!
إن أي حرب مع مسلم لاتنتهي أبدا , إما النصر وإما الشهادة .
هنا لا أوجه نقدا لإسرائيل أبدا , فهي تسعى للبقاء , ونسعى عليها بالفناء .
فمن مات من المسلمين بأيدي المسلمين يفوق آلاف المرات من مات بأيدي غير المسلمين .
إسرائيل طوال حربها مع العرب لم تقتل ولم تعدم ولم تعذب بعنف كما فعل أهل العراق بأهله .
حكموا في شعبهم فعدلوا , وبعدلهم بشعبهم علينا انتصروا .
قال تعالى :{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55
===================================
امل من الله لنا ولكم التوفيق والله الموفق