ثـانيـا : ثغــر اللســان
حـاولـوا أيهـا الأحبـه .. أن تقـومـوا عـلى ثغـر اللسـان .. فإنـه الثغـر الأعــظـم
وهـو قبـالـة الملك ..أجـروا عليـة مـن الكــلام مـايضـرة ولاينفعـة ..
وأمنعـوه أن يجـري عليـة شـيء ممـاينفـعـة
مـن ذكـر الله تعـالى وأستغفـاره .. ونصيحـة عبـادة .. والتكـلـم بالعـلـم النـافـع ..
ويكـون لكـم في هــذا الثغـر .. أمـران عظيمـان .. لاتبـالـون بأيهمـا قـد ظفـرتـم ..
أحـدهمـا : التكـلـم بالبـاطـل .. فإن المتكـلـم بالبـاطـل أخ مـن أخـوانكـم .. ومـن أكبـر جنـدكـم وأعـوانكــم
والثـانـي : السكـوت عـن الحـق .. فإن السـاكـت عـن الحــق .. أخ لكـم أخــرس
كمـا ان الأول .. أخ شيطـان نـاطـق .. والســاكـت عـن الحـق شيطــان أخــرس ؟
فـالـربـاط الـرباط على هـذا الثغـر .. أن يتكـلـم بحـق أو يمسك عـن باطـل ..
وزينـوا لـه التكـلـم .. بالبـاطـل بكـل طـريـق .. وخـوفـوه مـن التكـلـم بالحـق بكـل طــريـق
وإعـلمـوا يابنـي .. أن ثغـرة اللســان هـو الذي أهـلك منـه بنـي أدم .. وأكبهـم منـه عـلى منـاخيـرهـم
في النـار .. فكـم لـي مـن أسيـر وجـريـح .. أخـذتـه مـن هـذا الثغــر ؟ ..
وأوصيكـم بـوصيـة فأحفظـوهـا .. لاينطـق أحـدكـم عـن أخيـة مـن الإنـس بالكـلمـة
ويكـون الأخـر عـلـى لسـان الســامـع .. فينطـق بإ ستحسـانهـا .. وتعظيـمـهـا والتعجـب منهــا ..
ويطـلب مـن أخيـة إعـادتهـا .. وكــونـوا أعــوانـا عـلى الإنـس بكـل طــريـق
وأدخـلـوا عليهـم مـن كـل باب .. وأقعـدوا لهـم كـل مـرصـد ..
أمـا سمعتـم قسمـي الذي أقسمـت بـه لـربهـم حيـث قـلـت ::
(( فبمـا أغـويتنـي لأقـعـدن لهـم صـراطـك المسـتقيـم )) (( ثـم لأتينهـم مـن بيـن أيـديهـم ومـن خلفهـم وعـن أيمـانهـم وعـن شمـالهـم ولاتجـد أكثـرهـم شــاكـريـن ))
أومـا تـرونـي قـد قعـدت لأبـن أدم بطـرقـه كلهـا .. فـلايفـوتني طـريـق إلا قعـدت لـه بطـريـق غيـره
حتـى أصيـب منـه حــاجتـي أو بعضهـا ..
فهكـذا فأقعـدوا لهـم بكـل طـرق الخيـر .. فإذا أراد أحـدهـم أن يتصـدق .. بمـال فأقعـدوا لـه على طـريق الصـدقـه
وقـولـوا لـه في نفسـة .. أتخـرج المـال فتبقـى مثـل هـذا السـائـل .. وتصيـر بمنـزلـت أنـت وهـو ســواء
أمـا سمعتـم مـاألقيـت عـلى لسـان رجـل .. ســألـه أحـدهـم يتصـدق عليـه
فقـال : هـي أمـوالنـا إن أعطينـاكمـوهـا صـرنـا مثـلكـم
وهـكـذا فأقعـدوا لهـم في كـل طـرق الخيــر .. بالتنفيـر عنهـا وذكـر صعـابهـا .. ثـم أقعـدوا لهـم عـلى طـريق المعـاصـي .. فحسنـوهـا في أعيـن بنـي أدم .. وزينـوهـا في قلـوبهـم .. وأجعـلـوا أكثـرهـم مـن أعـوانكـم
فنعـم العـون سيكـونون لكـم
وهـذا هــو الجــواب الكــافــي ..
و بعـض مقتطفــات منــة ..لإبــن القيــم الجــوزيــة