في الوقت الذي تبرز فيه مجهودات الدكتور بنتن وسعيه إلى ابتكار الأساليب الكفيلة بالنهوض بموسسة البريد السعودي يقفز كتاب السخرية ودعاة النقد عبر الصحف للهجوم على مرفق البريد لمجرد الانتقاد دون وعي وإدراك للنهضة الحقيقية التي يعيشها مرفق البريد وفي يوم الأربعاء الموافق للخامس والعشرين من ذو الحجة اتاحت جريدة الاقتصادية المجال للكاتب المعروف عبد الله باجبير لانتقاد البريد في مقال كان عنوانه" بيان الدكتور بنتن" قال فيه
"إذا قرأت البيان أو المنشور أو الرسالة التي أطلقها د محمد صالح بنتن رئيس موسسة البريد السعودي عن خدمة " واصل" ظننت أننا مقبلون على نهضة اقتصادية واجتماعية وربما سياسية ضخمة بمجرد أن نشترك في هذه الخدمة . واسمع يا سيدي ما يقول الدكتور بنتن.
واصل تمثل أحدث خدمات البريد السعودي وإشارة الانطلاق لبرنامج جديد طموح ضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى تطوير قطاع البريد وفق معايير عالية وهي بالتالي تجربة تاريخية (يا سلام) تنموية سوف تحدث نقلة حضارية وتفتح أفاقا غير مسبوقة في الامكانات وفي النمو الاقتصادي وتسهم في ترسيخ خدمة المجتمع مفهوما وممارسة .... إلى آخرة
هذا الكلام الفخم كله موضوع توصيل البريد إلى المنازل أي مثل شركات بيع التيك اواى فهل يمكن أن تقول هذه الشركات أنها قامت بعملية تاريخية استراتيجية تنموية لأنها تقوم بتوصيل الهامبورجر والباذنجان والطعمية إلى المنازل؟
ثم ماهي حكاية تاريخية هذه هل كل قرار في مصلحة أو هيئة وشركة هو قرار تاريخي أو حادثة تاريخية مثل قيام الحرب العالمية الثانية أو ضرب الأسطول الأمريكي في بيرل هاربر أو سقوط جدار برلين أو الهبوط على القمر.
إننا للأسف نسرف في استخدام الكلمات وأتذكر أني كتبت منذ سنوات مقالا بعنوان " كلمات سيئة السمعة" وصفت فيها كلمات مثل استراتيجية وتاريخية بأنها سيئة السمعة لفرط ما استخدمت في غير موقعها ولفرط ما استخدمت للتعمية والتضليل. يا سيدي الدكتور خدمة توصيل البريد إلى المنازل (بالأجر) ليست خدمة تاريخية وليست سبقا لم يسبقنا إليه احد ففي جميع دول العالم تصل الخدمة البريدية إلى المنازل " مجانا" وفي انجلترا حيث عشت عشرين عام كان البريد يوزع مرتين يوميا .. مجانا دون استراتيجية ولا تنموية ولا تاريخية ولا ملوخية.
إن قرارك التاريخي لا بقصد به إلا زيادة موادر موسسة البريد لا أكثر ولا اقل وأنني أتسال ماهي" واصل" بالضبط هل هي شركة أم هيئة أم مصلحة أم ماذا ؟ لعلها ماذا؟
همس الكلام
كل شي ممكن لمن لا يعمل شيئا
انتهي مقال عبدالله باجبير الخالي "من وجهة نظري من أي انتقاد صادق" فهو يهاجم خدمة واصل وفي نهاية المقال يتسال عن ماهيتها وهنا قمة التناقض إذ كيف يقوم بانتقاد شي لا يعرفه مما يعني بان مقاله ماكان إلا مجرد سرد للكلمات ونقد لمجرد النقد فقط. للأسف الصحف تتيح لأمثال باجبير الحديث عن المشاريع الحيوية والتقليل من شانها دون إدراك لخطورة الأمر خاصة وانه يري في مقالة بان معالي الرئيس ينتهج سياسة التضليل وهذا اتهام فارغ يدل على أن باجبير يوجه سهام قلمه دون و وعي وينصب نفسه ضمن اللغويين عندما يسخر من كلمة تاريخية الوادرة في بيان معالي الرئيس.
ان ادخل خدمة واصل بشكلها وحجمها في المملكه حدث تاريخي " أسف اعتقد بأنك برهنت عداواتك لكلمة تاريخية" فهي قفزة بريدية تضمن تطوير الاستراتيجية التي يتعامل فيها البريد في إيصال البعائث إلى عملاءة وهي خدمة حضارية والمقصود بكونها تاريخية حدوثها لأول مرة محليا وهذا يشفع للرئيس لوصفها بالتاريخية . واعتقد بأنه من الأفضل أن تطلع على الأمور قبل توجية السهام إليها فالكاتب عندما ينتقد ما يجهله يعرض نفسه إلى الظهور بشكل فارغ أمام قرائها وما ذكرته في مقالك لم يكن إلا كلمات خرجت من قلمك دون إدراك. بامكانك يا سيدي التواصل مع رجال البريد في العلاقات العامة حتى تأخذ فكرة عن مشروع" واصل " وبعدها ستتغير فكرتك عن الخدمة وستعرف كل الأسباب التي دعت لوصفها بالتاريخية. ثم إن حرصك على وصف الخدمة بأنها غير مسبوقة ما هو إلا دليل على قصور نظرتك للبيان إذ لم يرد فيه ما يكشف بأنه حدث غير مسبوق عالميا اما المقارنة بين الخدمة وبيع التيك اواي فهو أمر مخجل من كاتب بحجمك واعلم بان إيصال البريد إلى المنازل أمر موجود منذ نشاءة البريد السعودي إلا أن" واصل" مشروع حيوي يمنح كل مواطن مشترك في الخدمة عنوان واضح في ضل عدم وضوح العناويين في عدد من محافظات المملكة وأنت اعلم بوضع مسميات الأحياء والشوارع والتي في المعتاد تكون عبارة عن رموز غامضة.
إن خدمة" واصل" خدمة تنموية وهي بمفهومها أسمى من توصيل الطعمية والباذنجان إلى المنازل ثم إن المقارنة بالبريد الاتجليزي تدل على إقرارك بأننا لا يمكن أن نتجاوز الغرب في الخدمات وهو أمر محال ومن الغيبيات ولا اعلم كيف تجرا على الحكم على الشي قبل البدء في الشروع في إقامته بشكل تام أليس من الأجدر الانتظار حتى تبدء الخدمة بشكل تام وبعدها وجه سهامك بحق وبلا سخرية وتأكد بان كل شي ممكن لمن يعمل لصالح وطنة ومن ينتقد لمجرد النقد ماهو الا شخص لا يعمل شيئا الا كشف عقليته للآخرين وبيان فراغ عقلة وقلمة ايضا.