قناة الجزيرة!!
بقلم: خالد المالك صحيفه الجزيره
على مشهد جثث القتلى..
ومعاناة المصابين..
مع هذه الفواجع..
وحيثما تكون الكوارث..
تأتي (قناة الجزيرة) ومثلما عوَّدتنا دائماً لتمارس متعتها في تعذيب واستفزاز مشاهديها بمعلومات مغلوطة..
ولتمارس - بلا إنسانية - كل ما يُدمي القلب من كلام لا يليق ولا يصح أن يُقال، فضلاً عن أنه محاكاة ل(أكاذيب تكشفها حقائق) وإحياء لهذا البرنامج بعد قرابة أربعة عقود من غيابه وغياب مقدّمه أحمد سعيد.
إنها قناة مشبوهة ولا شك، وقد ولدت لتكون خنجراً في خاصرة أمتنا العربية، استجابة لرغبات من لا يريد لنا الخير وتحقيقاً لمآربه وأهدافه..
بما تقدِّمه في جميع برامجها الموجهة ضمن دائرة الأهداف المرسومة لها..
وبانتقائها للعناصر الإعلامية التي تعمل فيها بتمكّن وكفاءة ووفق مواصفات رؤي أنها تستجيب لكل هذه الأهداف..
وبكل سياساتها وأسلوب أداء الخدمة التي تقدِّمها بما في ذلك التخطيط المسبق الذي يمكِّنها من أداء هذا الدور المشبوه للوصول إلى أهدافها.
إنها قناة تتمتع بدعم مالي هائل، وتمارس بثها دون النظر إلى عامل الربح والخسارة، مثلما هي بقية القنوات الفضائية في شتَّى أنحاء العالم، حيث هي خارج هذه الحسابات، نظراً لأنها مموَّلة من الحكومة القطرية، وتلقى منها من الدعم ما يكفي ويفيض..
وهي قناة تتمتع أيضاً بمظلة من الحماية التي تعطيها الحق في الإساءة للدول والشعوب والحكومات والقيادات، دون أن تحمِّل الحكومة القطرية - كما هي الأعراف - نفسها مسؤولية هذا السلوك المشين لقناة تموَّل منها وتبث من أرضها.
هذه القناة تنتهز الفرص كلما كانت مواتية - وهي كثيرة - وتركِّز عليها حين تكون منسجمة مع قناعاتها وتوجهاتها ..
بل إنها تتصيّد الحوادث، وتحديداً حين تكون في منطقتنا، بأمل إلحاق الضرر بها ..
فضلاً عن أنها تتحين المناسبات التي تناسب مزاج أصحاب هذه القناة وتتلاقى مع أهدافهم..
لتوغل بعد ذلك في الحقد والكراهية وإلقاء المزيد من الاتهامات والإدانات للغير بخبث ولؤم..
وبخاصة مع توفر الرغبة لدى عناصرها القادرة على ممارسة هذا الدور ضد الآخرين..
مستفيدة مما لديها من مال كثير يمكّنها من استقطاب من يوصلونها إلى ما تريد وإلى ما تنوي أن تفعله..
وهذا الكلام لا نقوله من فراغ، ولا نتحدث به وعنه بتأثير من موقف أو استجابة لحالة، ولا هو عن حسد مما هي عليه هذه القناة..
إذ ما أسعدنا أن نرى قناة كقناة الجزيرة وهي تتمتع بكل هذه الإمكانات البشرية والفنية والمادية التي ترسل بها لنا إشارات على بلوغها سن الرشد، وعلى تمتعها بإعجاب المشاهدين فعلاً..
وهي تستطيع أن تفعل ذلك لو أنها تخلَّت عن أي شيء يسيء إلى الأمة، وانحازت إلى ما يعمِّق صلتها بمن تتحدث بلغتهم، وتدّعي أنها تقدِّم لهم ما يرضيهم، وهو كلام يحتاج إلى دليل وإلى برهان وإلى ما يؤكِّد سلامة هذا الرأي.
لماذا نذهب بعيداً، ونتحدث عن هذه القناة دون أن نعطي ولو إشارة صغيرة لما كان سبباً في إثارتنا لكتابة هذه السطور عن القناة القطرية..
لن نسترجع كل سقطات قناة الجزيرة منذ إطلالتها وإلى اليوم - وهي كثيرة - لكننا سنكتفي بكلام موجز ومختصر عن تعاملها مع موسم حج هذا العام..
حيث يغنينا الحديث عن موقفها من خدمة ثلاثة ملايين مسلم حجوا هذا العام بما لا حاجة لنا ولكم إلى المزيد.
أولاً: تحتج هذه القناة بأنها تُمنع من أن تكون ضمن عشرات القنوات وآلاف الإعلاميين الذين يُمكّنون سنوياً من نقل شعائر الحج، وإذا كان ذلك صحيحاً فإن هذا المنع الذي تدعيه لم يحل دون نقلها (الانتقائي) لما يجري في الأماكن المقدسة.
ثانياً: يلاحظ أن القناة تتعمد عدم نقل أي صورة إيجابية عن الجهود التي تبذل من أجل راحة الحجيج وتسهيل مناسك حجهم، مع علمها بما يبذل من جهد ومال وتضحيات كبيرة من أجل إنجاح الحج في كل عام على نفقة المملكة العربية السعودية وجهدها، وهي لا تُلام في ذلك، لأن مثل هذا النقل الإيجابي لا ينسجم مع سياسة القناة، ولا مع رغبات من يوجهها أو يقدِّم الدعم والمساندة لها.
ثالثاً: في موسم حج هذا العام شاء الله أن يحفل بحادثين مأساويين وكانا خارج الإرادة، وهما:
سقوط مبنى بجوار الحرم المكي الشريف ووفاة بعض الحجاج، ومثله تدافع الحجاج على رمي الجمرات في ثاني أيام التشريق ووفيات كبيرة بينهم، وهي حوادث مسبّبة ومبررة ولا يمكن أن تلقى أسبابها بغير ما تم تأكيده من الجهات الرسمية..
لكن قناة الجزيرة لم تفوِّت فرصة كهذه، فتعاملت مع الأولى بادعاء غريب تمثَّل في زعمها بأن طائرة سقطت على المبنى وبالتالي تعرض للانهيار، وهو مشهد لم تثره ولم تقل به غير هذه القناة، وفي الحادث الثاني لجأت إلى أسلوب بليد باستجداء بعض الحجاج، والطلب منهم إعطاء إفادات لها تخالف ما تقوله السلطات الرسمية التي باشرت الحادث، وهي وإن حصلت على بعض ما تتمناه، فقد ألقمها المنصفون - وهم الأغلب - حجراً هو بعض ما تستحقه.
والسؤال: إلى متى وهذه القناة تستغفل هذه الأمة، وتزايد على قضاياها، ويعتقد بعض إعلامييها أنهم قادرون على إقناعنا بما لا يمكن لإنسان سوي أن يصدق به؟..
ألم يتعظ هؤلاء من دروس الإعلام المماثل في حقبة الستينيات، ومتى يتعلّمون بأن الإعلام رسالة وأخلاق وصدق، وأنه ميثاق شرف يلتزم به أصحاب الضمائر الحيَّة وأولئك الذين لا يغريهم أي شيء في مقابل حب الوطن والإخلاص له، متى؟!
رحــــال...