تقرير كتبه : خالد الجناحي
أظهر تكدس شيكات المبالغ الفائضة من اكتتاب شركة (دانة غاز) المرتجعة من بنوك دولة الإمارات العربية المتحدة في بريد الدمام المركزي مدى حرص واهتمام طاقم العاملين في مركز بريد الدمام بما يقدمونه من خدمات تنطوي على عملهم اليومي.
فريق العمل ضرب بكل أشكال الروتين والبيروقراطية عرض الحائط عندما تعامل مع رسائل البريد التي تحمل شيكات المساهمين، وأرسلت بعناوين خاطئة وفق تقديرات شخصية لا وفق نظام العمل.
حيث آثر فريق العمل في بريد الدمام المركزي الاحتفاظ برسائل الشيكات المصدقة من فائض الاكتتاب في شركة ( دانة غاز)، مكلفا نفسه عبئا إضافيا بهدف السعي عبر شتى الوسائل للتوصل لأصحاب تلك الرسائل.
(الوفاق) زارت بريد الدمام المركزي ووقفت على آلية محاولات البريد في التوصل لأصحاب الشيكات غير المعنونة بعناوين صحيحة، فكان من اللافت للأنظار اجتهاد العاملين في إعداد حوالي ثمانين قائمة تحمل أسماء أصحاب الشيكات غير المعنونة، يتم تحديثها بشكل شبه يومي، إضافة إلى تخصيص مكتب مستقل يستقبل استفسارات المتصلين حول شيكاتهم. ويتم تزويد العاملين في هذا المكتب بقائمة الأسماء آليا على جهاز كمبيوتر يمكن الموظف من البحث آليا بوقت أقل من البحث العادي من خلال فحص القوائم.
إلا أن الحساسية العالية التي غرست في سلوكيات موظفي القطاع العام تجاه وسائل الإعلام، منعت كافة العاملين في بريد الدمام من الحديث لـ(الوفاق) خشية تعرضهم لعقوبات إدارية، تاركين مسئولية التصريح للمستشار الإعلامي في المركز الرئيسي للبريد بالرياض بدر السعيد، الذي بدوره قال لا يمكنني الموافقة على نشر أية مادة صحفية حول هذا الموضوع، مفاجئا المحرر بمبررات تسبح في فضاء الخيال الواسع وصلت إلى أن مثل هذه المادة قد تؤثر في توازنات سياسية واقتصادية، واحتمال وقوع إشكاليات بين البريد السعودي وبريد الإمارات أو ربما بين الدولتين.
وعلمت (الوفاق) من مصدر مسئول في بريد المنطقة الشرقية أن عدد الشيكات غير المعنونة يزيد عن ثلاثة آلاف شيك، قدر مصرفي سعودي متوسط قيمتها بـ 225 مليون ريال.
وأضاف المصدر أن بريد الدمام بدأ في استقبال الرسائل التي تحمل شيكات مصدقة بفائض اكتتاب (دانة غاز) في الأسبوع الرابع من رمضان الماضي على أكثر من دفعة، وكان آخرها في العاشر من شوال الماضي، مبينا أن بريد الدمام تلقى كافة رسائل فائض اكتتاب (دانة غاز) التي تخص المملكة العربية السعودية باعتباره محطة رئيسية، وقام بتوزيع ما يخص بقية المناطق حين تلقيها، مشيراً إلى أن عدد الشيكات التي تخص مكتتبي المملكة العربية السعودية يزيد عن 50 ألف شيـك، جميعها من فئة الرسائل البريدية المسجلة التي يصعب فقدانها، عدا الشيكات التي تم الاكتتاب بها بواسطة بنك (HSBC) حيث أرسلت عبر البريد العادي، ويعتقد المصدر أن بنك (HSBC) له علاقة مباشرة في إحداث الربكة وعدم وصول الشيكات بشكل سليم.
تعامل طاقم العمل في بريد الدمام المركزي مع رسائل الجمهور من مكتتبي ( دانة غاز) لم يكن بتوجيه رسمي، وإنما بدافع شخصي ينبع من سلوكيات العاملين في بريد الدمام التي تتصف بالرقي، وقد شارك طاقم العمل في تسهيل وصول الشيكات غير المعنونة لأصحابها بأشكال مختلفة، منهم من تكفل بمواصلة العمل بساعات إضافية دون اشتراط أجر إضافي ومنهم من يجمع بين عمله الرئيسي وبين المساعدة في حل أزمة الشيكات غير المعنونة وهم من مختلف المستويات الإدارية.
تعاون العاملين في بريد الدمام ساهم في نجاح فكرة تأخير الشيكات في بريد الدمام بهدف إيصالها، حيث من المفترض في مثل هذه الحالات إعادة الرسائل غير المعنونة أو التي تحمل عناوين خاطئة للمرسل الذي هو بريد الإمارات، ومن ثم يعيدها بريد الإمارات لبنوك الاكتتاب.
يضيف المصدر: إن الشيكات التي تم تسليمها حتى نهاية شوال تصل لألفي شيك، لكن يبقى ما نقوم به من عمل في الظل، كونه لم يعلن عنه في وسائل الإعلام المحلية، و نتمنى من وسائل الأعلام المحلية أن تساهم في إخبار الجمهور بأن بريد الدمام المركزي يسعى في إيصال الشيكات المتبقية.
وتحدث لـ(الوفاق) أحد العاملين في بريد الدمام بأن السبب في اجتهاده وزملائه وتقبلهم تحملهم أعباء لم يلزمهم بها نظام عمل البريد يعود لتقديرهم حاجات الناس.
من جهته قال لـ(الوفاق) سالم الشايع المدير المساعد لشؤون العمليات في بريد الإمارات بأمارة دبي، إن بريد الإمارات ليس له علاقة في إرسال المعاملات البريدية بعناوين مغلوطة وهو حال أي جهاز بريدي في العالم، وإنما مشكلة الرسائل التي تحمل عناوين مغلوطة تقع على يد المرسل الذي يكون في حالة شيكات (دانة غاز)، إما الشركة ذاتها أو البنوك التي عملت على الاكتتاب وأن بريد الإمارات سيعيد أية شيكات ترتجع من السعودية للبنوك التي أخذت دور المرسل الأصلي.
تعليقي:
كل الشكر لصاحب فكرة حفظ الاسماء بالكمبيوتر لتسهيل الاستعلام عنها
بالتوفيق لكل شباب البريد ..... الى الامام