السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صحيح أنني أحد الموظفين المحسوبين على الجدد, لكن لدي رصيد عملي في التوزيع البريدي يناهز العشر سنوات, ولمتابعتي لما يكتب هنا واحتكاكي مع الكثير من الموظفين القدامى أعطيت نفسي حقًا كما أعطى جميع من يكتب هنا نفسه حقًا في أن أكتب موضوعًا أسلط الضوء فيه على الموظفين القدامى الذي لم يتركوا أحدًا لم يكتبوا عنه , وعمومًا, ليس جميع الموظفين القدامى سواء ولكن أستطيع القول أن الكثير هم على ما سأكتب عنه..
موظف البريد القديم لم يحاول تطوير نفسه في أي يوم من الأيام,وانتاجيته متدنية إلى حد كبير وتعامله مع العملاء جاف وغير ودود, همه الأكبر هو الخروج والدخول من العمل كيفما يشاء ولذلك تراه أقام الدنيا ولم يقعدها حين اعتماد البصمة كإثبات حضور وانصراف تمامًا مثلما يعترض بعض السائقين متجاوزي قانون المرور على ساهر
فيما مضى, وقبل مجيء الرئيس الجديد وبتحديد أكبر أيام الدكتور بنتن كان موظفي البريد القدامى يحاربون أي تطور يقوم به البريد , ولا زلت أتذكر كيف أنهم حاربوا واصل وقاموا بتشويه سمعته أمام العملاء وفي كتاباتهم هنا و هناك, والأدهى والأمر أن بعض أمور واصل كالاشتراكات وتسليم المسجل المجاني كان من جهة الموظفين القدامى وهذا أحد أسباب تأخر عدم اكتمال نجاح واصل لحد الآن, أي أنهم يساهمون في الفشل, ولا يساهمون في النجاح بأي شكل من الأشكال, طبعًا مشروع واصل كان بدأ بإرادة الدولة وليس بإرادة الموظفين الجدد أو الإدارة أي أن هؤلاء الموظفين الذين حاربوا واصل وساهموا في تشويهه واختلاق الأكاذيب عليه كانوا يعارضون إرادة الدولة ... بينما اليوم نراهم بين كل سطر وآخر يتمسحون بالدولة إذا تعلق الأمر باستحقاقات لهم!! وهذا لعمري قمة التناقض والنفاق!
كم من مراجع كان ضحية لموظف قديم يصرخ اليوم كي يأخذ أكثر مما يستحق ويرمي غيره بالعمل القليل؟, كم مستفيد قام موظف قديم بـ"زحلقته" إلى مكتب آخر بحجة أن هذا المكتب لا يقدم الخدمة بينما المكتب يقدم الخدمة؟, كم من مستفيد يُرد بحجة عدم وجود صلاحيات عند الموظف وهو يعلم يقينًا أن لديه الصلاحية التي ينهي بها ما يريد المراجع؟ هل يحرص الموظف القديم على إتمام دوامه الكامل بدون أن يخرج هنا أو هناك؟ هل يقرأ الموظف القديم ما يرده على بريده أو ما يرد في التعليمات واجراءات العمل فعلًا؟ هل يحرص على إعطاء العمل والمستفيد حقهما كما يجب؟
عقود من التسيب واللامبالاه , عقود من تطفيش العملاء وعدم الإنضباط, عقود من عدم الإنتاجية , كيف يمكن أن يكون لمنظمة عشرة آلاف موظف والمحصلة والنتيجة والدخل ضئيل وقليل؟ , أين الإنتاجية والعمل الذي يتحدث القدامى عنه إذن؟ هل يعرف بالفعل الموظفين ما هو سوق البريد وحجمه وتشعباته وتوابعه كي يقوموا بهذه الثرثرة أثناء الدوام وفي ساحات الأنترنت؟
وبعد كل هذا, يطالب اليوم الموظفين القدامى أن يعاملوا معاملة موظفي القطاعات الأخرى ذات الدخول العالية! كيف ذلك؟ ولماذا أصلًا؟ ومن أين؟ كيف بعد عقود التسيب واللامبالاه والانحدار بالعمل أن تقوم المؤسسة بتكريمكم وإعطاءكم ما هو فوق استحقاقكم؟, كيف لمؤسسة تعاني ماليًا وأنتم أحد أسباب المعاناة أن تقوم بفتح الخزينة لكم!,
اليوم نرى الكثير من القدامى يتمسح "بالدولة" وهو الذي كان يحارب ما تراه الدولة فيما مضى, بينما كل ما يجري الآن من تقليص نفقات هو سياسة الدولة التي لا يمكن أن يعترض عليها أحد, ولا يمكن أن ينافق البعض بالتمسح بالدولة ويضع وزر تقليص النفقات والموظفين على الرئيس الجديد وزملاءه القادمين من إس تي سي!! .. إنها "سياسة الدولة" أيها السادة ولو كان بنتن موجودًا لفعل مثلما يفعل أبانمي..
خطاب "قروب إس تي سي" الذي بدأ يتنامى لا يمكن أن يغطي تقصير الموظفين وتناقضاتهم!, وضع الوزر على الإدارة الجديدة التي لا أدافع عنها ولا أتفق معها في كل شيء هو محاولة لتحوير الحقائق وإثارة الغبار على حقيقة وضع الموظفين!
القادم من الأيام فرصة للموظف الذي يريد التطوير لنفسه ولعمله.. وأيام كالحة للموظفين الكسالى!
و... "شكرًا"