السـلام عليكـم ورحمـة الله وبـركـاتـة
أنا المدير .. وعلى الجميع أن يحترمني ، ويخضع لمتطلباتي ويحقق الأوامر الصادرة سواء كانت خاصة أو تتعلق بالعمل ، أنا المدير وغير مسموح المناقشة أو التحفظ على موضوع رغبته حتى وأن كان ذو مداخل لمنفعتي ..
عليك أن تضع بصمتك بالموافقة على ما أقرره وعلى الجميع أن يتقبل سلوكياتي اللفظية والحركية مهما تنوعت .. أنا المدير أحضر متى رغبت وأغادر إلى مواقع خاصة معلناً أنني في رحلة عمل داخل منطقتي وعلى الجميع ألا يتعقب ما أقوم به من إجراءات , فأنا صاحب القرار الأول والأخير .. أنا المدير وهناك سكرتير سيقوم مقامي وهو الوحيد الذي يعرف تحركاتي وأسراري فأطلب بعض أمورك من هذا السكرتير حين غيابي .. أنا المدير أحاسب الآخرين على أخطائهم والفشل الذي يحلق المنشأة التي أترأسها .. أما الأعمال الناجحة فأنا خلفها لأن النجاح حليفي لأنني المدير ..
تستمر هذه الممارسات بالرغم أن السيد تايلور وضع مبادئ الإدارة منذ عام 1911م .. ثم ظهرت أنواع المدارس الإدارية من السيد هنري فايول عام 1912م .. وتعرقلت تلك الإدارات حديثه العهد بين مدير مخبول ، ومدير طاعن في السن ومدير في مقتبل العمر يرى إدارته في حيوية نشاطه .. وأيضا مدير يتشدق في المجالس وآخر مكافح لآخر لحظة , وأن العمل سيهدم إذا كان غير متواجد في كل المواقع وفي زمان واحد .. و ارتحلت الإدارات مع السياسة ومتطلبات التطبيق والحاجة حتى وصلت للارتقاء في سنواتها الأخيرة فأصبحت الإدارة مضيئة تكـاد تلمس نتائجها إلا من البعض الذين مازالوا يحملــون المرض في جهــالة الإدارة فيحاولــون التغطية في المثل العــامي
( خذوهم بالصوت لا يغلبوكم ) .. انطلقوا هؤلاء من كلمة صرخوا بها بالصوت المزعج أنا المدير ولكل إدارة مدير وموظفون , إلا أن الموظف أيضا مديراً لعمله الفردي وتعامله مع الآخرين . لأن الرقابة المركزية واللصيقة جداً لا يمكن أن تستمر وخاصة أن هناك أساليب في السلوكيات اللفظية والحركية سوف تجعل الرقابة تتحول على عقوبة جسدية ، عندها نبتعد عن كلمة الإدارة إلى شوارع التهديد .. لذا نبقى في مجال الإدارة المقلوب لنبدأ بالموظف تصاعدياً حتى نصل على صاحبنا أنا المدير .. وإذا ما عاصرنا الإدارة المريضة والتي ما زالت بعض بقاياها موجودة فسوف نبدأ من الأسباب , وأعنى من أعلي الهرم وتنازلياً فهكذا يرغب المديرون ..
أنا المدير يرغب أن يكون صاحب السلطة بتفكيره ومعلوماته القديمة لأنه يرفض الاحترام المتبادل ويرى أنه من طرف واحد ..وعلى الجميع أن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذه الوظيفة وهكذا يديرها المدير .. ويتناول المدير التالي ما تعلمه من مديره ، وبئس التعليم لأنه يصرخ أمام موظفيه أنا المدير , ويقف أمام مديره مكتوفاً فهكذا كان العمل والتعليم .. ونطوي درجات السلم الهرمي نزولاً بهذه الممارسات حتى نتقابل مع القاعدة وجهاً إلى وجه .. ونجد الموظف مديراً لعمله الصامت .. ولكن كيف يمكن للموظف أن يخاطب غير العاقل ليقوم أنا المدير ، ويهمل العمل ليترأس المتعاملين معه في الخفاء على مستو الزمالة والعملاء والمستفيدين لهذه الخدمات , سواء في منشآت ذات ربح أو خسارة أو إدارات تقدم خدمات بصورة رسمية أو موقع أمنى يستفيد من أقوال الآخرين وكأنهم عملاء للوصول إلى حقائق مجهولة .. تلك كلمة نادى بها المدير متشدقاً أنا المدير , فانعكست على عشرات من الموظفين والرؤساء فكانت نتائجها الفشل الداخلي , والذي أنعكس على الآخرين فاستغربنا النتائج السلبية وعُدنا نرمي بها الموظفين , لأن المدير غير محاسب على سلوكياته اللفظية والحركية وإدارته للآخرين ولقد عرف الموظف أن الإدارة الكبيرة سوف تقف مع المدير لأنه المدير ولان الكلمة إياها تتردد في العلو أنا المدير ، لذا أكتفي الموظف بالانتقام المخفي أو التعامل السيئ ليبقى الحال مستمراً طالما بقي الصرح المتهالك ينادي في أحلامه .. أنا المدير دون أي يعرف أن الموظف هو السفير .
منقوول ..
مـن كتـاب :دهــاليـز المنـاصـب
تحيــاتـي