۞ «البريد» تجند إمكانياتها لإنجاح مشروع «العنونة البريدية» ۞
تقرير: محمد الهمزاني
خطت مؤسسة البريد خطوات جبارة في استراتيجياتها لتطوير العمل ورفع كفاءة الأداء منذ أكثر من عام تقريبا. وجندت المؤسسة معظم طاقاتها البشرية والمادية في سبيل إنجاح مشروع ''العنونة البريدية'' الذي ينتظره المواطنون والمقيمون في المملكة، بعد طول انتظار لعقود طويلة، إضافة إلى تحديث الخدمات الحالية وإعادة هيكلتها بما تتطلبه المرحلة الحالية، بهدف جعل الخدمة البريدية متوافرة للجميع وفي مستوى تطلعاتهم.
ومع بدء التشغيل الفعلي لمؤسسة البريد، وتحول العمل فيها إلى قطاع تجاري يتناسب وتطلعات الحكومة السعودية، بدأت تباشير الخير تظهر للمواطنين، أهمها توظيف عدد كبير من الشباب السعودي في وظائف (التوزيع في محل الإقامة)، وتخريج أول دفعة من هؤلاء الشباب وعددهم يربو على 50 سعوديا، جميعهم تم تدريبهم وعمل دورات لهم على سيارات البريد المختلفة التي تستخدم في عملية التوزيع، حيث إن هذه السيارات عالية التقنية ومرتبطة بالأقمار الصناعية وشبكة الإنترنت والجوّال والمركز الرئيسي للبريد. واستقطبت مؤسسة البريد مع بدء العمل في إطار المؤسسة العديد من الكفاءات المهنية ذات الخبرة الطويلة في مجال تقنية المعلومات، ما يجعل خطوات العمل في البريد تسير وفق تقنية متقدمة، تجعل من العملية البريدية في المملكة ذات مستوى عال من المهنية والكفاءة التشغيلية. وشرع البريد السعودي قبل عدة أشهر في تنفيذ حملة تركيب مليون صندوق بريدي في مدينة الرياض، ضمن برنامج ''واصل'' لإيصال الرسائل البريدية إلى المستفيدين في محل الإقامة، ويتوقع أن يتم استكمال تنفيذ المشروع في مدينة الرياض، خلال مدة زمنية لا تتجاوز تسعة أشهر، وفق تسلسل زمني لأحياء المدينة وشوارعها.
600 مليون ريال لمشروع «واصل» في الرياض
يحقق مشروع العنونة الجديدة والترميز الحديث ''واصل'' من خلال الصناديق البريدية الجديدة العديد من الخدمات والميزات للمستخدمين، كما يوفر على المواطنين والمقيمين مشقة الذهاب إلى أماكن صناديق البريد مما يوفر الكثير من الجهد والوقت والمال، جراء رحلات الذهاب إلى صناديق البريد العامة. وتتميز الصناديق البريدية الجديدة باحتوائها على شرائح إليكترونية، ترسل معلومات عن واقع مراسلات الصندوق إلى مركبات البريد المطورة، والتي يتم التحكم في أدائها التوزيعي عبر مركز العمليات البريدية في مؤسسة البريد السعودي وفق تقنيات متطورة، وذلك لضمان جودة الأداء البريدي ومراقبته إلكترونيا. وتشمل عملية التركيب توزيع رسائل بريدية إرشادية إلى المواطنين والمقيمين حول كيفية استكمال إجراءات الاستفادة من الخدمة البريدية الجديدة، وتفعيل الخدمات الإلكترونية. وقسّم البريد السعودي الصناديق إلى فئتين بعضها مخصص للفلل السكنية، والآخر مخصص للشقق والعمائر. وقد أصدرت مؤسسة البريد الدليل الإرشادي لجميع العناوين البريدية في منطقة الرياض، الذي يغطي المنازل السكنية والمباني التجارية كافة، كما أتاحت المؤسسة للجميع فرصة الاشتراك في خدمة ''واصل''، من خلال مكاتب البريد السعودي. ويتم ذلك من خلال تعبئة نموذج الاشتراك الخاص بخدمة ''واصل'' بعد أن يتسلم المواطن والمقيم في مدينة الرياض رسالة ترحيبية من البريد السعودي تشعره فيها بعنوانه البريدي الجديد وانضمامه للخدمة البريدية الجديدة، وكيفية تفعيلها.
كما تستعد مؤسسة البريد بعد انطلاق عملية التركيب في مدينة الرياض إلى الانتقال مباشرة إلى منطقة مكة المكرمة لتنفيذ المشروع تليها المنطقة الشرقية فبقية مناطق السعودية. وهذا المشروع الذي ينفذ شراكة مع القطاع الخاص تقدر تكلفته بـ 600 مليون ريال في مدينة الرياض.
وشرع أربع شركات خلال الأسبوع الحالي في جدة بالعمل في مسح وترقيم المنازل وتحديد مواقع صناديق البريد التي سيتم تركيبها في المحافظة.
700 ألف صندوق بريد إلكتروني في جدة
يبلغ عدد صناديق البريد الإلكتروني لمدينة جدة 700 ألف صندوق بريد إلكتروني، حيث إن هذا المشروع جزء من المشروع الوطني لإعطاء كل موقع عنوانا بريديا واضحا يمكن الوصول إليه بكل سهولة، وهي صناديق إلكترونية تحتوي على شريحة ذكية فيها معلومات عن المنزل وصاحبه ومعلومات أخرى خاصة بإدارة البريد. واستكملت مؤسسة البريد المتطلبات الفنية والمعلوماتية للخرائط الجديدة للمدن، والبدء في توزيع العنوان البريدي الجديد للمواطنين في جدة الشهر المقبل، حيث ستكون لهذه الاستراتيجية الحديثة أبعادها الوطنية الإيجابية، اقتصاديا، اجتماعيا، وخدميا.
ومن المتوقع أن تسهم التقنية الجديدة التي انتهجتها المؤسسة في رفع الأداء الخدمي للبريد السعودي والتمكين من الحصول على خدمات حضارية بمعايير عالمية، بدءا من خدمة إيصال الرسائل والطرود البريدية إلى المستفيدين في مكان الإقامة، عبر صناديق بريدية توضع في المنازل والمباني، وتنفيذ مشروع الحوالات المالية البريدية وتطوير خدمات البريد السريع، حيث يشكل هذا التحول الاستراتيجي في الخدمات البريدية من خلال منح كل منشأة في المملكة عنوانا بريديا يمكن تحديده عبر الخرائط الجديدة والوصول إليه بسهولة عبر مربعات لا يتجاوز قطرها ألف متر يشكل جزءا من حزمة مشاريع نوعية يجري تنفيذها في المؤسسة، ما يشكل نقلة.
إمكانية الاستخدام العائلي لصناديق البريد الفردية
حافظت مؤسسة البريد السعودي على أسعار صناديق البريد الفردية، كما هي بتسعيرتها الحالية للمواطنين والمقيمين، مع إمكانية الاستخدام العائلي للصندوق. ولم تشمل عملية تنظيم خدمات البريد السعودي زيادة أسعار الاشتراك في صناديق البريد للمواطنين، حيث ما زال سعر صندوق البريد الفردي بتكلفة 100 ريال سنويا بمعدل ثلاثمائة ريال لمدة ثلاث سنوات. وأضافت المؤسسة خدمة جديدة تسمح لصاحب الصندوق بتغيير اشتراكه إلى اشتراك جماعي عائلي لتصحيح وضع الصندوق، وتسجيل من يقوم باستخدامه بصورة غير نظامية، حيث أتاحت المؤسسة إمكانية الاستخدام العائلي (الجماعي) حتى 10 أشخاص وذلك مقابل اشتراك سنوي 300 ريال فقط. ويمكن لصاحب الصندوق أن يضيف من يريد وتسجيلهم رسميا كمستخدمين للصندوق ويتم دفع 50 ريالاً سنوياً عن كل شخص فوق10 مستخدمين، بهدف تخفيض التكلفة على عمليات الاستخدام الفردي للمواطنين، فيما كان سابقا اشتراك كل فرد 100 ريال سنويا. وتأتي هذه التصحيحات الخدمية جزءاً من استراتيجية البريد السعودي في تطبيق نظام الشرائح الخدمية (شركات وأفرادا) حيث تشير البحوث والدراسات الميدانية لمؤسسة البريد السعودي، إلى أن العديد من الشركات والمستشفيات ومؤسسات الطيران وكبرى المؤسسات التجارية، يتم إرسال الرسائل البريدية إليها من البريد السعودي عبر شاحنات تحمل أطنانا من الرسائل البريدية بشكل يومي على صندوق بريدي واحد، حيث تستخدم الشركات الكبيرة صندوقاً بريدياً واحداً لخدمة أعداد كبيرة من الموظفين وصلت في بعض الأحيان إلى 30 ألف موظف ورغبة في تقديم خدمة تجارية مميزة تم تخصيص خدمة خاصة للشركات وذلك باشتراك سنوي مقداره ثلاثة آلاف ريال. وتعد هذه الخطوة نظراً لتفاوت أحجام المراسلات، وحرصاً من مؤسسة البريد السعودي على خدمتهم تجاريا فقد تم استحداث صناديق بريدية خاصة بالمؤسسات الفردية ومنسوبيها، باشتراك سنوي قدره ألف ريال. وتهدف مؤسسة البريد السعودي إلى تنظيم استخدام الصناديق وفق واقع الخدمات المقدمة، وطبيعة الجهة وحجم الاستهلاك البريدي، عبر نظام شرائح الأفراد والشركات.
خدمة البريد بأولوية التوزيع
ولمواكبة التطورات في صناعة البريد، ولتقديم خدمات متطورة، طرحت مؤسسة البريد السعودي خدمة ''البريد بأولوية التوزيع'' التي تتميز بتسليم المادة البريدية في اليوم ذاته، داخل المدن، بحيث توزع المادة البريدية التي يتم تسلمها قبل الساعة 12 ظهرا في الفترة المسائية من اليوم نفسه. وبالنسبة للمناطق الأخرى، يكون التوزيع يوم الإيداع ويوم آخر للتوزيع، وتبلغ تكلفة خدمة البريد بأولوية التوزيع داخل مدن المملكة أربعة ريالات لغاية 50 جراما، حيث يستفيد من هذه الخدمة العديد من قطاعات المجتمع ومؤسساته المختلفة، ولاسيما ما يتعلق بالجانب الخدمي مثل توزيع بطاقات الزواج داخل المدن والمناطق، وتوزيع الكتيبات والنشرات الدعائية وغيرها من المراسلات المختلفة. وبدأ التشغيل التجريبي لهذه الخدمة خلال اليومين الماضيين، وحققت خدمة البريد بأولوية التوزيع إقبالا كبيرا لدى المستخدمين بمعدل ثلاثة آلاف رسالة يوميا.
وتأتي هذه الخدمة ضمن منظومة من الخدمات البريدية، التي اعتمدها الدكتور محمد صالح بنتن في الاستراتيجية التشغيلية الحديثة لمؤسسة البريد السعودي. وتعالج مؤسسة البريد السعودي سنويا نحو 800 مليون مادة بريدية، وبمقارنة عدد سكان المملكة البالغ 22 مليوناً، حسب التعداد السكاني الأخير، فإن عدد المواد البريدية لكل فرد يبلغ نحو 36 مادة بريدية وهو رقم يؤكد حجم الفرص الواعدة في سوق البريد السعودية مقارنة بالعديد من دول العالم. وبلغ حجم المواد البريدية التي يعالجها موظف البريد السعودي في العام الواحد أكثر من 130 ألف مادة بريدية، وهي نسبة إنتاجية جيدة مقارنة بالموظف البريدي في العديد من دول العالم، فيما بلغ عدد السكان الذين يخدمهم مكتب البريد الواحد في المملكة 13430 نسمة، ويتضح من مقارنة هذا المعدل مع المعدلات العالمية أن معدل السكان المخدومين في مكتب البريد الواحد بالنسبة لمؤسسة البريد السعودي جيد قياساً بالمعدلات العالمية.
رد مع اقتباس
