ذات مساء جميل ونحن جلوس عند شيخنا اليعربي رعد البريد دام ظله .. وهو يتوسطنا بعمامته البيضاء المستديرة ..
وعليه تاج الحكمه والوقار .. يحدثنا حتى نطرب شعرا .. ثم يعظنا حتى كأن على رأوسنا الطير .. وكان ثقه طروب ..
يحب الشعر ..
فبينما نحن كذلك .. اذ أقبل أحد الاعراب .. منهزما من عاليه الجبل .. وهو يصرخ .. ياشيخ رعد .. ياشيخ رعد
فانتفض الشيخ وقال ويحك مابك .. قال ادرك القوم .. قال وماذاك .. !!
قال لقد نزلت الفروقات .. فتخلى الشيخ عن وقاره (وكلنا كذلك امام القروش .. ) وركض شيخنا الى فرسه وتبعه القوم .. زرافات ..مشاة وركبانا .. الى الصرافه .. في الجبل الأحمر .. وكلا منهم شاهرا صرافته .. تلمع بيده .. على اختلاف بطاقاتهم .. زرق وحمر مختلف الوانها ..حتى اذا أقبلوا وقاربوا .. اذا الشيخ رعد قد سبقهم .. ورجع اليهم .. وقال مهلا ايها القوم .. فماصدقكم من بشركم .. فلم ينزل بالحساب شي ..فتعالي الضجيج .. والسخط .. ومنهم من يدعو على من كذب .. وكعادة المجموعات .. خرج أحدهم وقال ياشيخنا والله ماصدقتنا وماقلت لنا ذاك الا لتسرقنا ..وتأخذ قوتنا وقت عيالنا .. واحتدم النقاش ....
فقال اتكذبني وانا الشيخ ابو يعرب رعد البريد بن ابيه لا أبا لك .. ثم ان الرجل امتشق قوسه ورمى الشيخ بسهم رأسه (صرافه الراجحي ) فاصابه في مقتل .. وترنح شيخنا وسقط .. جوار الصرافه صريعا ..
فدبت الفتنه في اتباعه من يومهم ذاك .. ومازالوا الى يومنا هذا وهم يركضون عند كل صائح بهم .. ولا يجدوا شيئا ..
وقد بنوا لشيخهم (شهيد الفروقات ) نصبا تذكاريا ..جوار الصرافه في الجبل الأحمر ..
هذا ورواه ابولجين بن يعرب
من عاليه الكوفه (بريدة )