جريدة المدينه 21 / 2010 فبراير




يطلق مصطلح «عنصرية» ‏Racism‏ على الاعتقاد بأن شخصاً ما أو مجموعة ‏بشرية معينة هي أفضل من غيرها. هذه الأفضلية تأتي على أساس بيولوجي ‏طبيعي ‏natural ‎‏ وليس على أساس أي خدمة يقدمها هذا الشخص أو هذه المجموعة ‏البشرية لمجتمعها. ومن هنا يشمل هذا المفهوم تلك الأفعال والمعتقدات التي تقلل ‏من شأن شخص ما كونه ينتمي لعرق أو لدين أو للون معين. كما يستخدم المصطلح ‏ذاته ليصف الذين يعتقدون أن نوع المعاملة مع سائر البشر يجب أن تحكم بعرق ‏وخلفية الشخص متلقي تلك المعاملة، وان المعاملة الطيبة يجب أن تقتصر على فئة ‏معينة دون سواها وهي هذه المجموعة المختارة والتي يجب أن تكون لها الأفضلية ‏المكتسبة.‏ ومع أن الانحياز لذات العرق والجنس يكاد يكون توجهاً بشرياً عاماً وفطرياً، إلا أن ‏هذا التوجه عندما يعمل على تفضيل الناس بعضهم على بعض مما يقود إلى غمط ‏الناس حقوقهم، فان هذا الانحياز يتحول إلى العنصرية. وتعتبر العنصرية حجر ‏عثرة في طريق تحقيق الانتماء الديني للجماعة وكذلك الانتماء الوطني. ومن هنا ‏حاربها الإسلام. فجاءت الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي تنادي إلى ‏المساواة بين بني البشر. حيث كانت التقوى هي المعيار الذي يجب أن يبنى عليه ‏التمايز بين بني البشر. قال تعالى «إن أكرمكم عند الله أتقاكم». بذلك استطاع بلال ‏الحبشي أن يتدرج في المجتمع الإسلامي العربي الذي لم يكن يعرف غير النسب وما ‏يبنى عليه من عنصرية أساسا للتمايز وللعبور الاجتماعي. بل حظي بلال بالكثير ‏من المزايا في الإسلام لم يحصل عليها الكثير من العرب. ‏ ورغم كل هذا التوجيه الإسلامي إلا أن العقلية العربية ما زالت –وعلى ما يبدو ستظل ‏‏– عقلية عنصرية . حيث رجعت هذه العقلية بعد فترة بسيطة إلى معايير النسب ‏والدم واللون لتصنيف الناس. وعليه كانت الشعوبية (تلطيف العنصرية العربية) من ‏أهم أسباب سقوط الدولة الأموية. وهكذا استمر الأمر إلى هذا اليوم.‏