قيود لابد أن نتحرر منها
هناك قيود وسلاسل تمنعنا من أن نكون طلقاء وتمنعنا من الحرية ، فقد وصل الحال من تمكن هذه القيود أن سببت اضطهاد على كثير من البشرية ، سببت حرمان أكثر البشر من التمتع ، من صرف القلب والنفس لما خلقت له ، سببت حرمان البشرية من السعادة والفرح والسرور ، و جعلت على بعض البشر التعاسة والغم والهم ،حتى وصل بعضهم إلى العلاج ببعض المراكز الطبية ووصل البعض إلى قتل نفسه و إلقاءها من أعلى الشواهد المبنية ، فهذه القيود لابد أن نتحرر منها ، لابد ان نكسر هذه السلاسل ، وننطلق للحرية التي جعلها الله تعالى لنا ، الحرية الحقيقة لا الحرية المزيفة التي تنتهك الأديان والأعراف والأخلاق ، الحرية التي تطلق النفس لامتثال أوامر خالقها وطاعة باريها ، بدلا من تقيد النفس بسلاسل الشهوة واللذة البشرية التي تسلك بالإنسان لطريق الهلاك وانتهاك الحرمات ،ألا فلننظر لمن حولنا الذين تمتعوا بكل شيء ما تركوا من الحرام شيء إلا فعلوه ، هل ملكوا السعادة ؟ هل وجدوا الفرح ؟ هل وصلوا للسرور ؟ بل هم في حزن وغم وكدر بل تجد نسبة الانتحار والمرضى النفسيين وجرائم الاغتصاب والقتل وانتهاك حقوق الغير منتشرة بشكل كبير جدا مع وجود القانون ، فبهذا يعرف تأثير قيود الشهوة وسلاسل اللذة النفسية ،التي لابد أن تنكسر بطاعة الله سبحانه وامتثال أوامره والعمل بما جاء به الشرع المطهر، وأول هذه القيود التي حق لها أن تكسرهو قيد العبودية لغير الله للتحرر لتوحيد الله تعالى بالعبادة وترك عبادة وطاعة من سواه ، في إفراد الله بالطاعة وامتثال أوامره ، وفي ذلك فضائل عظيمة ، فبتوحيده سبحانه تملك مفتاح سعادتك ، وتأخذ بأصل دينك وأساسه ، فلذلك كان دخول الإسلام بنطق شهادة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فبالعمل بمقتضى هذه الكلمة تفوز بسعادة الدارين ، فهي أعظم نعمة أن تسلك سبيل مقتضى هذه الكلمة فتتمكن لك حرية النفس بعبادة خالقها ولا تقيدها بنفس ولا شيطان ولا لذة ولا شهوة .
ومن القيود التي لابد أن يحرر الإنسان نفسه منها قيد الشهوات وترك العبادات وإتباع الملذات ،فينطلق للعمل بالفرائض من إقامة الصلاة وتأديتها كما أمره الله سبحانه في وقتها وهيئتها ومكانها كما هو معروف في المسجد بحق الرجال ، وتأدية الزكاة كما هو مفصل بشريعتنا السمحاء ، ثم بقية الفرائض أمثال صوم رمضان وحج بيت الله العتيق ، وتأدية الحقوق الواجبة عليك .
بعد الانفكاك من هذه القيود الثقيلة تكون حققت لنفسك السعادة الحقيقة ، تكون حققت لها الحرية التي تملك لقلبك الطمأنينة ، حيث جعلت نفسك حرة لإتباع الحق والعمل الصحيح الذي من خلاله تحصل على السرور فهذه الدنيا ليست دار لعب وضحك فقط ،بل دار بلاء وامتحان ،و عمل فاليوم عمل بلا حساب وغدا حساب بلا عمل فهيا بنا لحرية الإسلام حرية الحق والسعادة .