المدير العام مثل القاضي الذي يعطي كل ذي حق حقه ويعدل بين رعيته .
وهنا المدير العام مثل القاضي تماما و من الواجب عليه أن يعطي كل موظف حقه

فورد في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من غياب عدل القاضي فقال «قاض في الجنة وقاضيان في النار» والذي يدخل الجنة هو الذي تحرى الحق فعمل به والذي في النار هو الذي حاد عن الحق فجار وظلم‚ حتى ان الله تعالى امر رسوله صلى الله عليه وسلم ان يعدل حتى وهو يتعامل مع غير المسلمين فقال سبحانه «انا انزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما‚ واستغفر الله ان الله كان غفورا رحيما‚ ولا تجادل عن الذين يختانون انفسهم ان الله لا يحب من كان خوانا أثيما‚ يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضي من القول وكان الله بما يعملون محيطا‚ ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة امن يكون عليهم وكيلا»‚
فيجب على المدير العام أن يتحرى الحقائق عن موظفيه بنفسه ولا يستند على الآخرين مهما كان يشعر بثقته بمن حوله لان الظاهر غير والباطن غير والنفاق وارد .
والظلم ظلمات يوم القيامة وعلى عاتق المدير العام مسئولية كبيرة أمام الله ولا ينفعه أن يقول فلان وفلان .


اعلم أيها المسئول أن دعوة المظلوم مستجابة لا ترد مسلماً كان أو كافراً، ففي حديث أنس قال: قال رسول الله : { اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافراً؛ فإنه ليس دونها حجاب }. فالجزاء يأتي عاجلاً من رب العزة تبارك وتعالى، وقد أجاد من قال:


لاتظلمن إذا ما كنت مقتدراً *** فالظلم آخره يأتيك بالندم
نامت عيونك والمظلوم منتبه *** يدعوعليك وعين الله لم تنم

وتذكر أيها المسئول : الموت وسكرته وشدته، والقبر وظلمته وضيقه، والميزان ودقته، والصراط وزلته، والحشر وأحواله، والنشر وأهواله. تذكر إذا نزل بك ملك الموت ليقبض روحك، وإذا أنزلت في القبر مع عملك وحدك، وإذا استدعاك للحساب ربك، وإذا طال يوم القيامة وقوفك .

فإياك وقطع الأرزاق أو التسبب بها

تحرى الحق بنفسك

تحرى الصدق بنفسك

فما دمت في وقت المهلة فباب التوبة مفتوح، قال : { إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها } [رواه مسلم]. وفي رواية للترمذي وحسنه: { إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر }. ولكن تقبل التوبة بأربعة شروط:

1- الإقلاع عن الذنب.
2- الندم على ما فات.
3- العزم على أن لا يعود.
4- إرجاع الحقوق إلى أهلها من مال أو غيره.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم