دعا المطرب السعودي محمد عبده إلى معالجة المرضى النفسيين بواسطة الموسيقى، معتبراً أن العلاج بالوسائل الدينية "يقود إلى التشدد".
وجاء اقتراح عبده خلال مشاركته في مؤتمر صحافي عقد في مستشفى الصحة النفسية في مدينة جدة، ضمن برنامج احتفال أقيم بمناسبة اليوم العالم للصحة النفسية.
واعتبر الفنان، الذي يحمل لقب "سفير للنوايا الحسنة"، أن "الموسيقى تساعد على الشفاء من الأمراض النفسية"، على عكس العلاج الديني الذي يمكن أن يؤدي لنتيجة غير مرغوبة.
وشرح أن "المؤثرات الدينية ذات أهمية كبيرة في العلاج ولكنني أخشى أن يقود التركيز عليها إلى التشدد، خاصة ونحن نتجاوز الحرب الأيديولوجية التي خلفها لنا مجتمعنا". ولاحظ عبده أن مرضى الذهان يخلطون الأشياء ببعضها باستثناء الأغاني فإنها تظل حاضرة في ذاكرتهم ويرددونها على الرغم من مرضهم.
ووصف عبده نفسه بأنه "صديق للمجانين"في تقرير نشرته صحيفة "الوطن"الاثنين 27-10-2008 متذكراً في هذا المجال علاقته ببعضهم في حي اليمانية في الأربعينات والخمسينات، حيث كان يساعدهم ويجالسهم، وهو ما كان يزعج بعض سكان الحي.
وتحدث عبده عن أهمية هذه المرافق لخدمة المرضى، مشيراً إلى أنه وجدها "أقل مما هو متوقع من مثلها".
من جهته، علّق مدير المستشفى نواف الحارثي على تأثير الفنون والموسيقى على المرضى، وإمكانية مساهمتها في علاجهم، مشيراً إلى أن الغربيين "يعالجون بعض مرضاهم بواسطة النصوص الدينية التي جاءت في الإنجيل، بينما نستخدم نحن المسلمين الآيات القرآنية في هذا العلاج"، واصفا أن الأمر يخضع لطبيعة مجتمع المرضى أنفسهم. وفي حديثه قال الروائي السعودي عبده خال، الذي حضر المناسبة، إن العالم اليوم "مصاب بالجنون، وبالكاد نستطيع أن نعثر على شخص عاقل في هذه الأيام"، مشيراً إلى أن الناس يسيرون بين قطبي الاتزان والجنون، ويظهر ذلك في كل من يتعاطى الفنون"، وهو ما سمّاه "الجنون الإيجابي".
بدا يخرف اللحجي