بسم الله الرحمن الرحيم
( مُهندس ) بريد منطقة مكة المكرمة .. أرعني سمعك .. !!
ها أنا اليوم أفتحُ صفحات دفتري العتيق .. ممسكاً بقلمي العنيد .. الذي طالما كتبتُ به أشعاراً من الحروف والكلمات التي سعدتُ بها كثيراً .. وحزنتُ بها أياماً أُخر .. !!
أقلبُ صفحةً جديدة .. عنوانهاً ( المحبة والصدق والإصلاح ) ومضمونها ( الحوار والنقد الهادف ) الذي يخدم المصلحة العامة وليس عداها .. !!
بالأمسِ القريب .. كنتُ مُهنئاً لك هذا المنصب .. واليوم أنا أرسل إليك .. قطراتٍ من الندى .. ونفحات من المسك والعودِ والعنبر .. كل هذا من أجل النصيحة لا أقل ولا أكثر .. مُبتعداً عن التكلف والتملق والتلميع .. !!
أي نعم .. فأنا كغيري من الموظفين الذين يتطلعون إلى التطوير والإبداع والإنجاز في هذه المؤسسة الفتية الغراء .. فما قولي إلا كقول الكثير الكثير من زملائي في المهنة والذين يتمنون علو شأن المؤسسة .. وتقدمها بين المؤسسات والشركات المنافسة على المستوى المحلي والعالمي .. فلا مجال هُنا أن نُدالس أو نُداهن إذا أردنا التقدم إلى الأمام وبقوةٍ أيضاً .. !!
بريد منطقة مكة المكرمة .. منطقة بريدية إقليمية تضم أكبر نطاق من المدن والمحافظات والقرى على مستوى المناطق البريدية الأخرى .. فهي تضم بريد محافظة جدة ومدينة مكة ومحافظة الطائف .. وجميع مراكزها وقراها .. ويعتبر بريد منطقة مكة المكرمة من أكثر المناطق عدداً في الموظفين .. !!
فحجم المنطقة واتساعها كبير جداً .. وتطلع معالي الرئيس ( حفظه الله ) إليها يفوق الطموحات ويخترق كل الحواجز والصعوبات ..
أذكر قبل عامين تشرفتُ أنا ومجموعة من الزملاء بمقابلة معالي الرئيس في مكتبة بالرياض وكان هو حفظه الله الذي طلب منا اللقاء والإجتماع فكان إجتماعاً مًطولاً تكلم فيه معاليه عن الصعوبات والمشاكل التي تواجهها المناطق البريدية وخصوصاً منطقة بريد مكة المكرمة .. !! فكنتُ أنا الوحيد في الإجتماع الذي من منطقة مكة المكرمة وقد تأثرتُ جداً بهذا الكلام وأخذت على نفسي عهداً أن أحاول تغيير هذه الصورة الغير مُرضية إلى صورة مُشرقة نتشرف بها أمام أنفسنا أولاً وأمام المسئولين ثانياً ..
معذرةً على الإطالة .. فأحياناً كثيرة أنسى نفسي فينطلق قلمي بلا توقف .. !!
سعادة المهُندس .. مدير عام بريد منطقة مكة المكرمة ..
أولاً أسأل الله لك التوفيق والنجاح في مُهمتك الجديدة والتي أوليت بها من قبل معالي الرئيس حفظه الله والتي أنت بحق إن شاء الله أهلاً لها وبالمسؤولية ..
ثانياً قد لا أكون مُهماً في البريد وقد لا أكون مسئولاً وقد لا يُسمع مني هذا الكلام .. ولكن يشهد الله أنها كلمات من القلب أتمنى أن تصل قلبك وفؤادك .. ولا أريد شيئاً غير المكانة للمنطقة وعلو شأنها بين المناطق البريدية ..
وسوف يكون حديثي هُنا فقط عن مراكز الخدمة ..
مراكز الخدمة : ( الكاونترات و المسجلات والإشتراكات ) هي البوابة الحقيقة للمؤسسة وعنوان لكل عميل فيها .. وهي الواجهة التي بها نُقبل أو نُرفض من قبل المتعاملين معها .. فلا تقوم المؤسسة إلا بمراكز الخدمة .. ولا تزيد الإيرادات إلى عن طريق مراكز الخدمة .. ولا تتغير صورة البريد الغير مرضية إلا عن طريق مراكز الخدمة .. !!
فإذا أردنا واجهة حقيقة للمؤسسة فجيب عليها الإنتباه إلى الآتي :
1 – إختيار مسئول عن مراكز الخدمة يكون مُلماً بالأعمال البريدية أولاً ويكون ملماً بالتنظيم الإداري ثانياً .. ويكون هذا المسئول ( ميدانياً ) حتى يطلع على سير العمل وإنجازه بالطريقة الصحيحة وألا يكتفي بالمتابعة هاتفياً عن طريق مكتبه .. ؟!
2 – إختيار عناصر مؤهلة ومدربة في مراكز الخدمة يتم إختيارهم وفق ضوابط وشروط معينة .. وليس الحاصل الآن مع الأسف الشديد .. !!
3 – إعطاء الموظف كامل حقوقه المالية والإدارية حتى يعمل وهو مرتاح نفسياً ومعنوياً .. وألا يواجه الضغط الشديد من المسئول المباشر بحيث يُحاسبه كأنه طالب في مدرسه .. !!
4 – إدخال نظام الشبكة المصرفية في مراكز الخدمة حتى يتسنى للعميل دفع رسوم الإشتراك وغيرها عن طريق المكتب وليس عن طريق مكائن الصراف الآلي .. حتى نستطيع أن نحقق للعميل السرعة في إنجاز مطلبه والسعي إلى راحته دوماً ..
5 – النظر بعين الإعتبار إلى نظام ( المتكامل ) وتطويره لأنه حقيقةً لا يلبي الطموحات بالنسبة للموظف أو العميل .. !!
6 – إبراز جهود الموظفين في مراكز الخدمة والإشادة بهم ومحاولة إصلاح من يحتاج إلى تطوير وتدريب حتى يتقن العمل البريدي على أكمل وجه .. وأن نكون عوناً لهم وحصانةً وحماية وليس التخلي عنهم وتوجيه اللوم والإنذارات ولفت النظر .. فهم يحتاجون إلى الدعم المعنوي والنفسي لا أقل ولا أكثر ..
شكراً لك سعادة المُهندس فقد سُررت كثيراً بك وتلطفك بقراءة الموضوع .. أسأل الله لك التوفيق والنجاح وإلى الأمام ..
تحياتي لكم
إداري