عادي واستثنائي
واعتبر المتداول عبد الله النقيدان أن الأعطال التي أصابت أنظمة التداول الإلكتروني في يوم عادي، أوجدت لدى الغالبية "انطباعا سيئا" عما يمكن أن يحدث في "يوم استثنائي" مع تداول أكثر من مليار سهم عائدة لبنك الإنماء.
وعدّ النقيدان ما حدث من أعطال عاملا إضافيا من عوامل الضغط النفسي التي تكاثرت على المكتتبين في سهم "الإنماء" طيلة الأيام الماضية، ما قد يدفع حسب رأيه إلى استنكاف البعض عن التداول مطلقا يوم الثلاثاء المقبل، الأمر الذي سيسهم في تخفيض نسبة العروض على السهم الجديد نوعا ما.
أما سلمان الوهيبي فنقل عن عدد من زملائه المتعاملين مع شركات وساطة مختلفة، أنهم لم يتمكنوا من تنفيذ أوامر بيع وشراء نتيجة تعطل أنظمة التداول لمدد متفاوتة، تجاوزت أحيانا حاجز الساعة.
ومما زاد الطين بلة -بحسب الوهيبي- أن بعض موظفي تلك الشركات كانوا يكررون جملة واحدة تقريبا، مفادها أن النظام سيعمل بعد لحظات، دون أن يعرف المتداول حقيقة العطل، وهل هو من الشركة نفسها أو من خدمة الإنترنت؟، كما أشيع لاحقا.
وتساءل الوهيبي: لماذا لا ترضى شركات الوساطة بأن تقبض رسوم الاشتراك ناقصة ريالا واحدا، بينما تعمد إلى تقديم خدمات غير كاملة، متذرعة بمجموعة من الذرائع الجاهزة التي ما زلنا نسمعها منذ سنوات طويلة.
ولفت المستثمر علي فقيهي إلى أن استقلال شركات الوساطة عن البنوك كان يعول عليه كثيرا في تحسين خدمات تلك الشركات وزيادة عنايتها بالعملاء، لكن الوضع بقي على ما هو عليه، وكأن شيئا لم يكن، نتيجة إدارتها بنفس العقلية "الفوقية" التي ترى في المتداول الطرف الأضعف.
تصنيف بالنقاط
وشدد فقيهي على أن المتداولين باتوا أكثر رفضا للأعذار التي يتم سوقها لتبرير الأعطال، من قبيل أنها خارجة عن الإرادة أو غير متعمدة، وبالتالي فهي لا تستحق تحميلها أكثر مما تحتمل، قائلا: إن الشركة التي لا تملك حلولا تقنية احتياطية لمواجهة الحالات الطارئة وتلافي المشاكل من أصلها، هي شركة لا تستحق البقاء في سوق الوساطة.
واقترح فقيهي على هيئة السوق أن تضع نظاما صارما لتصنيف شركات الوساطة إلى مستويات متعددة، وفق نقاط تُعطى لميزاتها وأسعارها وندرة الأعطال في أنظمتها، ما سيوفر مناخا للتنافس الإيجابي على الفوز بالتصنيف الأعلى، ويرشد المتداول إلى أفضل الشركات بشكل غير مباشر.
بدوره ذهب مراقب التداولات سامي الجعيد إلى أن هيئة السوق السعودية "تراخت أكثر من اللازم" في ملف الأعطال، سواء من جهة عدم إلزامها شركات الوساطة بالإعلان عن حالات التعثر وتقديم تفسيرات مقنعة لها، أو من جهة تقاعسها عن متابعة عمل الشركات وجهودها في مجال تحديث أنظمتها، تمهيدا لمعاقبة من يثبت إهماله.
ورأى الجعيد أن الخروج من هذه الدائرة المغلقة يتطلب أن تعامل الهيئة جميع أنظمة التداول الخاصة بالشركات على نفس المستوى الذي تتعاطى به مع نظام التداول العام، حيث لا مجال إطلاقا للتوقف أو الخطأ، وإن حصل ذلك كما حدث قبل فترة فإنه يكون لمدة دقائق معدودة، ومرفقا بتوضيح شاف وواف.
إجراء احترازي
وترسيخا لفكرته السابقة، أوضح الجعيد أن المتداول لا يمكن أن ينتفع باستمرار نظام التداول العام إذا كان نظام التداول التابع للجهة المشترك فيها متعطلا، إلا إذا عمد مثل بعض الفئات إلى الاشتراك في أكثر من شركة.
وحول تأثير الأعطال الأخيرة على تداولات سهم "الإنماء"، قال الجعيد: إن المتداولين يقيسون ما سيحصل في إدراج بنك الإنماء على إدراجات أصغر وأقل شأنا، سبق وحدث فيها تباطؤ و"تعليق" في تنفيذ الأوامر، ومن هنا فهم لا يستبعدون أن يكونوا أمام "سيل" من الأعطال يوم الثلاثاء المقبل، لكن ذلك لا يعني حتما أنهم راضون بها.
وأكد الجعيد أن تقديم هيئة السوق توقيت تداول سهم الإنماء بمقدار 45 دقيقة عن موعد الافتتاح اليومي، هو في نظر معظم المتداولين نوع من الاحتياط لما يمكن أن يحدث من إرباك في التداول بسبب ضخامة عدد أسهم الشركة المدرجة، لا سيما أن الهيئة عدلت عن هذا الخيار خلال الفترة الأخيرة، حتى ظن البعض أنها لم تعد بحاجة إليه بعد تحديث نظام تداول السوق.
وكانت "تداول" ألحقت إعلانها عن تاريخ إدراج بنك الإنماء، بإعلان آخر بينت فيه أن التداول على السهم سيتم اعتبارا من الساعة 10.15 صباحا إلى الساعة 3.30 عصرا وذلك لليوم الأول فقط، علما بأن إدخال وصيانة الأوامر ستبدأ عند الساعة العاشرة صباحا، وذلك "تمشيا مع رغبة الهيئة في تمكين المستثمرين والوسطاء من إدخال وصيانة وتنفيذ أوامرهم بيسر وسهولة".