إلى كل من ساهم في فصل موظف أو مازال رأسه يابسا دون شفقة أو رحمة بمن فصلهم أقدم الموضوع التالي المنشور في جريدة الرياض - داعيا الله أن يرحم أولئك رحمة واسعة وأن يهون عليهم مصابهم ..ينام في البيوت المهجورة بالرياض والكوابيس تلاحقه
شاب فصل من عمله لكثرة غيابه ترك أهله في القصيم وتعرض للكثير من المشاكل
تحقيق - مناحي الشيباني - تصوير- نايف الحربي
لايعرف الوقت صباحاً أو مساءً ليس لأنه لايمتلك ساعة في يده أو جوالاً يرشده للوقت.. لكن لان الأمر أصبح لديه سواء ففي الصباح الباكر تجده يجوب الشوارع حافياً بثوبه الممزق حتى يشعر بالتعب فيرتمي في أقرب مكان يشعر فيه بالظل ليعود في مسيرته من جديد والذي لايعرف أين توصله لكنه يسير في نفس المواقع وفي نفس الأماكن وعندما يأتي المساء يهرب للأماكن الخربة (المهجورة) ليعس وحدة الأصدقاء والأقارب وهناك لايلبث الا أن يصحو على الكوابيس المزعجة والهلاوس التي أصبحت تلاحقه في كل مكان يهرب إليه ليجد نفسه مصدوماً بواقعه المرير فيبدأ في الاستغفار والبكاء كما قال لي لي عندما شدني منظرة البائس وسألته ما الذي أو صللك إلى هذا الوضع؟؟
فقال لي كنت أعمل موظفاً في إحدى المؤسسات وتعرضت لمرض غامض دفعني للعزلة عن الناس وعن الأقارب والتغيب عن العمل حتى تم فصلي كنت حاصلا على شهادة الابتدائية وشهادة من المعهد المهني في السباكة وبعد فصلي من العمل بسبب الغياب تركت أهلي في منطقة القصيم وهربت هنا للرياض وتعرفت على بعض الشلل التي سببت لي مزيدا من المشاكل ومن الشبهة وتم سجني وزادت معاناتي لقد مللت النوم في البوت الخربة وأصبحت الكوابيس تلاحقني في كل مكان بحثت عن من سيساعدني ولا أعرف كيف أعود للطريق الصحيح ولا أعرف من سيساعدني؟؟؟.
سألته: ولماذا لاتعود لأسرتك؟
قال: لا ادري.
وعندما قلت له هل ترغب في عمل قال لي نعم معي خبرة سباكة وأستطيع أن أعمل لكن من يوظفني ومن يساعدني في علاجي وإيوائي.. كفكف دموعه وقال الكوابيس المزعجة والأحلام والأصوات تلاحقني ولا أستطيع النوم ببساطة أقوم بالاتصال بأصدقاء سابقين لي لكن لا أحد يريد مساعدتي وأبقى على الرصيف أكثر وقتي لأني أشعر أن حياتي أصبحت بدون فائدة!!!.
نظر إلي عندما أخذت أكرر عليه أسئلتي وكأنه على قناعة أنني وغيري لن نستطيع تغيير حياته الرتيبة التي تبدأ من الرصيف وتنتهي على الرصيف ومضى يسير بثيابه الممزقة التي لم تجذب انتباه السائرين خلفه الذين اعتادوا مشاهدته صباح مساء على هذه الحالة البائسة.