تعقيباً على الشيحي
هل تركيب الصناديق البريدية على جدران المنازل طريقة مجدية؟
تعقيباً على ما كتبه الأخ صالح الشيحي في "الوطن" يوم 26/9 عن البريد وشهادته لرئيسه البنتن وهو لا يعرفه كما يقول وأن لا ذنب للبنتن ولا البريد عندما يقوم المراهقون وأشباههم بتكسير صناديق البريد في بعض الأحياء وقال مؤيداً البريد في تركيبه الصناديق دون استئذان الأهالي أن الكهرباء والماء لم تستأذنا المواطنين لتركيب عداداتها بل وينفي رفض المواطنين هذه الخدمة ويرى أن خطوة البريد تلك قفزة نوعية ومشروع جبار إلى آخره.
الذي يبدو أن الأخ صالح لم يعرف شيئاً عن البريد ولا صناديقه إلا ما يكتبه البريد عن نفسه وهنا أسأل الأخ صالح هل يعتقد أن البريد بصناديقه سيؤدي الخدمة المناطة به في ظل وجود الهاتف بنوعيه والفاكس والإنترنت؟ وبمعنى آخر هل بإمكانه أو أحد أقربائه ومعارفه أن يرسل رسائله أياً كان نوعها عن طريق البريد الورقي ولديه جوال بلمسة خفيفة على أحرفه الهجائية وخلال ثوان معدودة يستطيع أن يبعث مئات الرسائل؟ ويكون قد وفر ظروفها وأوراقها ورسومها البريدية وفي المقابل وفر على المتلقي الوقت وأمن ضياع الرسالة ومثل ذلك الإنترنت ناهيك عن الفاكس. والسؤال الآخر: هل يعتقد الأخ صالح أن تركيب ملايين الصناديق على جدران المنازل دون طلب طريقة مجدية أو ذات إيجابيات نلمسها؟ وقد كلفت أو ستكلف أكثر من 10 مليارات ريال 90% منها سيكون مآله التخريب، وما حدث لصناديق العثيم مول بدايتها؟
وهل يتصور صالح أن كل رب منزل سيهتم بالحفاظ على الصندوق؟ ومن ثم هل تركيب الصناديق في أماكن لا تحقق الرقابة عليها يشجع على الاهتمام بها؟ كتركيب الصناديق خارج أسوار العثيم مول أكثر من 300 صندوق ولو كانت الصناديق تهم البريد لركبها داخل الأسوار بل قريباً من المداخل لتتحقق الرقابة عليها ولو من بعيد. وهل يعرف الأخ صالح أن البريد يركب صناديقه بلا حساب أو بزيادة عن الحاجة لكل شقة صندوقان اثنان إلا ما ندر لدرجة أن الصناديق ركبت على جدران غرف عمالة لا يعرفون عنها شيئاً بل وعلى منازل مهجورة. ولن أطيل ولكن هل ركب عداد الكهرباء أو الماء لمنزل الأخ صالح دون مطالبة منه وإلحاح ولم يتحقق له ذلك إلا بعد مضي أيام أو أسابيع وربما أشهر على مطالبته بهما وحتى الهاتف. ويا ترى هل ترى أن فعل البريد تقديم الخدمة قبل طلبها محمدة؟ حتى الآن لم أسمع أن خدمة تقدم قبل طلبها في أي بلد من العالم إلا صندوق البريد. وبالتالي كان المفروض أن تكون خطوة البريد تلك قفزة نوعية ومشروعا جبارا كما قلت لو حدثت في وقتها أي قبل وجود تلك الثورة المتمثلة بالتقنية الحديثة (هاتف ـ جوال ـ إنترنت ـ فاكس) والمستقبل واعد بأفضل من الحاضر.

صالح العبدالرحمن التويجري ـ الرياض


http://www.alwatan.com.sa/daily/2006-10-22/readers.htm