الاقتصادية" من الرياض - 23/08/1427ه
ثمن الأمير الدكتور عبد العزيز بن سطام بن عبد العزيز جهود القائمين على مؤسسة البريد السعودي في تطوير العمل البريدي وتأسيس بنية تحتية فاعلة للعمل البريدي، مشيرا إلى أن ذلك لا يغفل جهود من سبقوهم في تحمل المسؤولية. وقال الأمير عبد العزيز بن سطام إنه متفائل بالمرحلة المقبلة للعمل البريدي في المملكة.
وكان الأمير عبد العزيز بن سطام يتحدث بعد زيارة قام بها ضمن وفد يضم عددا من رجال الأعمال وبعض كبار المسؤولين وأعضاء هيئة التدريس في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن لمؤسسة البريد السعودي أمس الأول (الخميس)، للاطلاع على أبرز ما تم إنجازه في المؤسسة، والمشاريع المستقبلية وتوجهات المؤسسة في المرحلة المقبلة.
وقدم الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن رئيس المؤسسة لمحة موجزة عن مؤسسة البريد السعودي قبل أن يتولى إدارتها، وبعد مرور عامين على ذلك، موضحا للوفد الخطط الاستراتيجية والمستقبلية للمؤسسة، وشرحا وافيا عن مشروع العنوان البريدي، ومشروع (واصل)، والخدمات المتنوعة التي يمكن الاستفادة منها مستقبلا. كما استعرض بنتن الوضع الحالي لما تم إنجازه من مشاريع، وأهمية تعريف المجتمع بالدور الذي يمكن أن تلعبه المؤسسة في تقديم الخدمات المتنوعة وأهمها التجارة الإلكترونية، على اعتبار أن العنوان يعتبر مهما للعميل في حال رغب في التعامل مع التجارة الإلكترونية.
وتجول الوفد في مرافق المؤسسة، واطلع على سير العمل البريدي، ومكائن الفرز الآلي الحديثة، وآلات التخليص الجديدة التي تعتبر من أحدث ما توصلت إليها التقنيات العالمية. وقدم الدكتور أسامة ألطف نائب رئيس مؤسسة البريد السعودي للتقنية شرحا وافيا عن التطورات التي حدثت في المؤسسة خلال العامين الأخيرين، والأساليب التقنية التي ساعدت في تسريع العمليات البريدية وطرق المعالجة.
وأعرب الوفد عن سروره وإعجابه بالنقلة النوعية التي حدثت في المؤسسة، مؤكدا أن الصورة السيئة المرسومة عن البريد السعودي تغيرت بعد اطلاعهم عن قرب على حجم التطور الحالي والمستقبلي للمؤسسة.
وقال المهندس يوسف السديري مدير عام مجموعة يوسف السديري التجارية في الخبر، إنه كان فاقد الثقة في البريد سابقا، ولم يكن يتوقع أن يشاهد هذا التطور الكبير الذي رآه أثناء الجولة، مبينا أن مؤسسة البريد السعودي يمكن أن تدخل المنافسة مع الشركات الأخرى بعد أن يستكمل منظومة مشاريعه التي يقوم بها الآن، وأن البريد يمكن أن يقدم خدمات كبيرة للاقتصاد السعودي، مثل تصدير المنتجات المحلية التي لا تجد من يسوق لها كالتمور، ومن الممكن أن يساهم البريد في زيادة صادرات المملكة مستقبلا.
كما تطرق فيصل بن صالح الموسى مدير عام المشروع السعودي لتبادل المعلومات إلكترونيا في صندوق الاستثمارات العامة، إلى الجانب التقني الذي سوف يلعبه البريد مستقبلا، موضحا أنه كان متوقعا أن يرى مثل هذه المشاريع الكبيرة والمتطورة مع تولي الفريق الحالي زمام الأمور في المؤسسة. وقال الموسى إن التجارة الإلكترونية لا يمكنها أن تفعل ما لم تكن هناك عناوين واضحة وسهلة، وأن مؤسسة البريد السعودي قدمت خدمة كبيرة واستفادت مما هو مطبق في الدول المتقدمة وتفوقت عليها بتطبيقها للعنوان البريدي الجديد الذي يعتبر فخرا للمملكة، مشيرا إلى أن المؤسسة يمكنها مسح الصورة الذهنية السائدة لدى بعض فئات المجتمع عن طريق تقسيم المجتمع إلى عدة طبقات وتوجيه الرسائل وفق هذه الطبقات، بحيث يتم توضيح الخدمات المقدمة إلى كل فئة بحسب التقسيم الذي دخلت فيه.
من جهة أخرى، أوضح العقيد المهندس عبد العزيز التويجري من سلاح الإشارة في الحرس الوطني، أنه كان لديه تصور أن البريد (توفي) ولم يعد هناك أمل في إصلاحه، لكنه بعد الجولة التي قام بها في المؤسسة، عاد إليه الأمل في إحياء البريد وبصورة لم تخطر على البال، وأنه حتى هذه اللحظة غير مصدق أن أبناءه يمكن أن يروا ساعي البريد يأتيهم إلى البيت لتوصيل الرسائل، وأن ذلك يعد فخرا للمملكة، خاصة أنه يمكن الاستفادة من صندوق (واصل) في أي مكان في المملكة، بحيث يتم توصيل البريد إليه من أي مكان يحدده، بل إنه يستطيع حتى حفظ البريد حتى ثلاثة أشهر إذا رغب في ذلك، وأن مثل هذه الخدمات لم يكن يحلم بها في يوم من الأيام.
كما أضاف التويجري أن مؤسسة البريد السعودي وبحسب ما أوضحه الدكتور محمد بنتن، فإنها ستدخل في المجال الربحي بعد خمس أو ست سنوات، وأن، هذا شيء كبير أن تدخل مؤسسة حكومية كانت سيئة جدا في خدماتها، إلى المنافسة والربح في مدة وجيزة، مثمنا في الوقت نفسه جهود رئيس المؤسسة والفريق العامل معه.
وتسعى مؤسسة البريد السعودي إلى عمل زيارات لعدد من رجال الأعمال وأساتذة الجامعات وبعض المسؤولين بين فترة وأخرى، بهدف إطلاع المجتمع على الإنجازات الكبيرة التي حققتها المؤسسة في مجال التقنية وتأسيس بنية تحتية قادرة على الانطلاق نحو مشاريع متنوعة في المستقبل.