وحيث أن الصفر كما هو معروف عنه قد يكون له قيمة في بعض المواقع الا ان هذه القيمة تقل كلما اتجه الصفر الى الشمال حتى يصل الى اللحظة التي لايكون فيها أكثر من صفر لاقيمة له ..
لذلك كان طبيعيا من الاصفار أن تتحاشى الاتجاه الى الشمال قدر الامكان لأن ذلك سيكشف حتما القيمة الحقيقية لها ..
يتواجد الصفر في كل الجهات باستثناء الشمال الذي أصبح يعاني من ندرة الاصفار بسبب الحساسية المذكورة بينهما ..
لذا فقد يكون من الشجاعة المفرطة أن ترى صفرا يتجه شمالا ولاعجب أن كان يرى نفسه فوق الجميع ويتوهم أنه اكتسب قيمة أخرى في هذا المكان بالذات .
العمل البطولي الذي يقدم عليه صفر الشمال في لحظة انتحارية يستحق التقدير بلا شك ولكنه قطعا لايشفع لهذا الصفر بقيمة أكبر من قيمته الشمالية ...
في شمالاتنا العتيدة هناك القليل من الاصفار التي ارتكبت عمليات نزوح من جهات أخرى في رحلة تشبه الانتحار وبما انها الاصفار الوحيدة هناك فقد اكتسبت شهرة واسعة كونها متواجدة في المكان الاخطر على بني جنسها مما جعل الناس ينسون ازاء هذه الشهرة حقيقتها الأولى فيمجدونها وينشرون حولها هالة من الضياء ..فيما هي أصفار في الشمال ولاتضيف الى غيرها اي قيمة أخرى ..
واذا كان قدر الاصفار أن تعود الى حقيقتها في الشمال فأن قدر الشمال أن يكون الموطن الذي تتباهي الاصفار باحتلال أرضه وتتكلم باسمه فيما هو يتوق الى الى اليوم الذي يفلت فيه من ربقتها ويتحرر من اسرها ..
وبقدر عظمة الشمال التي يعرفها تماما كل من يعرف هذا الشمال حق المعرفة بقدر مايتقزم ويتضاءل أمام الجهات الأخرى والتي كانت أصفارها تضيف اليها قيما غير الصفر ، فيما هو لم تكن أصفاره القليلة سوى أصفار لاتسمن ولاتغنى من جوع ...
كم أتألم لحال الشمال ... وكم أحزن على أصفار الشمال .. ولكنني احترق الما عندما اكتشف أن الشمال يغص بالاصفار التي لاتضيف له أي قيمة ...