الأماكن الخاوية يرتفع فيها الصوت أكثر من غيرها والأشياء الجوفاء تردد الصوت الذي يمر من خلالها أكثر من مره كجزء من طبيعتها وتكوينها .. في وطننا الكبير عدد كبير جداا من تلك الأشياء لذلك نرى ارتفاع الصوت هو السمة التي تشترك فيها شعوبنا ..
في القرون الأولى من حياة الأمة وعندما كانت التجاويف لم تأخذ حقها بعد من الشعب المسلم ولم تتشكل فيه بالطريقة التي نراها اليوم تحقق للأمة مالم تستطع أن تعود إليه في القرون اللاحقة ...
الآن عندما كثر الثغاء والرغاء وأصبح هو السمة الظاهرة في المجتمعات الإسلامية أصبحت حياتها مسخا بلا معالم واضحة فأخذت من كل أمة أسوأ مافيها وتركت محاسنها لتكون ميزة لغيرها من الأمم حتى أصبح البارزون في الأمة هم أراذل الناس وأقلهم شأنا إلا في شيء واحد هو الخواء والتفاهة .
في قمة ثورة الاتصالات التي نعيشها حاليا والتي كان من المفترض أن تكون دافعا لنا إلى الأمام لننشر قيمنا العادلة ونفتخر أكثر بديننا ومبادئه التي تكفل الخير للجميع ، أقول في قمة هذه الثورة كان نصيبنا منها مزيدا من التخلف والانحلال ومزيدا من انفلات عرى الأخلاق والقيم ، وليس أدل على ذلك من الكم الهائل من القنوات الفضائية الإسلامية والتي تنشر السخف وتتسابق لتلقف كل ساقط ليكون بطل عصره وفارس زمانه والحقيقة أنه ليس أكثر من ساقط ...
لقد أصبحت القنوات الفضائية منبرا لنشر التخلف والانحطاط والغث وما يحسبه الناس سمينا فيما هو ورم لا أكثر ، وليت الأمر توقف عند هذا الحد بل تعداه بأن فتحت هذه القنوات الباب على مصراعيه أمام السخفاء المكبوتين ليتبادلوا سخافاتهم وينشروها على الملأ ، حتى وصل بهم الحال أن أصبحوا ينشرون شهواتهم البهيمية وكلماتهم النابية دونما حياء من أحد .
وبالإضافة إلى القنوات الفضائية فقد جائتنا ثالثة الأثافي وهي مواقع المحادثة على الانترنت والتي أصبحت مرتعا خصبا لكل حيوان ناطق يتوهم الناس إنسانيته وهو اقل شأنا من الحيوان في أغلب تصرفاته ..
غيبنا العقل في كثير من أحوالنا و أصبحنا نحتفي بالخرافة ونحاول إيهام الناس بمعجزاتنا والتي لاتعدو عن كونها عيوبا لو أمعنا النظر فيها وتعاملنا معها بعقولنا لابعواطفنا .
أقول لقد وصلنا إلى مرحلة يرثى لها من التخلف والرجعية فيما الأمم تتقدم ونحن في مكاننا القديم بين الدخول فحومل ، وقد أصبحنا بكل آسف نصفق بكل صفاقة لكل تافه يردد تفاهته أمام الناس وقد ننفق في سبيل تصفيقنا جزءا من دخولنا ... وقد وصلنا بحمد الله إلى أن تحتفي بإنجازاتنا العظيمة والتي كان اخرها النصر المؤزر (( للبطل العربي أبو الهش )) والذي قلنا عنه بكل فخر (( بأنه قد رفع رؤوسنا إلى الأعلى )) ... فهل سيرفعها أحد غيره أم أنها ستبقى على هذه الرفعه ؟؟؟ ذلك مالااتمناه .... وبالتوفيق ..