رئيس مؤسسة البريد السعودي يعبر عن غضبه بسبب الظاهرة
بنتن: تحطيم صناديق "واصل" نتاج ثقافة المجتمع الخاطئة

عبد الرحمن آل معافا - الرياض - 09/01/1427هـ صحيفه الاقتصاديه
عبَّر الدكتور محمد بن صالح بنتن رئيس مؤسسة البريد السعودي عن غضبه بسبب تحطيم عدد كبير من صناديق خدمة "واصل" البريدية في أحياء الرياض، بعد فترة قصيرة من تركيبها، مبدياً استياء المؤسسة من هذه الطريقة غير الحضارية، كما وصفها.
وقال في تصريح لـ "الاقتصادية" أمس "حُطمت كثير من صناديق خدمة واصل في كل أحياء الرياض، سواءً في أم الحمام أو السليمانية أو غيرهما من الأحياء"، معتبراً إياها نتاج ثقافة مجتمع خاطئة حسب تعبيره.
وتابع بنتن "إن خدمة واصل لم تكن الخدمة الوحيدة في المملكة التي قوبلت بالرفض من بعض الأشخاص ومن ثم تعرضها للإتلاف، إذ إن الهاتف السعودي – سابقاً- واجه مثل هذه الإساءة في كبائن الاتصالات المزروعة في الشوارع، مؤكداً أن هذه الأفعال هي نتاج الثقافة الاجتماعية لدى البعض".
وأضاف بنتن أن مثل هذه الأعمال ستزول مع مرور الوقت، مع عوامل التوعية التي يجب أن يكون للأسرة دور كبير فيها، موضحاً أن هذه الثقافة توجد في المجتمع السعودي، وأي خدمة تنتج له فإنها تقابل بالضد حسبما قال.
وعن لوم عدد من سكان الرياض مؤسسة البريد بأنها اختارت نوعية ضعيفة ورديئة للصناديق وقابلة للكسر، قال بنتن "صناديق البريد في جميع أنحاء العالم أخف وزناً من هذه الصناديق التي زرعت لخدمة المجتمع السعودي، وبمواصفات تختلف عما لدينا، ولكن المشكلة في المجتمع وتقبل ثقافته الجديد".
في حين، تعكف مؤسسة البريد السعودي على إعداد البنى التحتية لخدمة "واصل"، إذ تجري الاستعدادات على قدم وساق للبدء في الخدمة الفعلية خلال هذا العام.
ونفى رئيس مؤسسة البريد السعودي أن يكون هناك إقبال ضعيف على الاشتراك في الخدمة، مفيداً أنه لم يبدأ الاشتراك الرسمي للخدمة حتى هذا الوقت، ويعتبر أن الاشتراكات القليلة التي تم تفعيلها للتجربة والدراسة.
وأضاف بنتن أن الحملة الإعلامية والإعلانية التي أطلقتها مؤسسة البريد السعودي كانت تعريفا بخدمة "واصل"، مشيراً إلى أن المؤسسة لا تزال تعكف على استكمال البنية التحتية للخدمة، إذ لم تنته المؤسسة منها بعد.
وقال بنتن في حديث مع "الاقتصادية" أمس "نتوقع أن تطلق المؤسسة خدمة واصل نهاية آذار (مارس)، أو مطلع نيسان (أبريل) المقبل وذلك عن طريق حملة اشتراكات ضخمة للمواطنين".
وكان بعض طلاب المدارس قد فرغوا شحناتهم السلبية بعد الامتحانات الدراسية في تكسير صناديق البريد، التي بدأت المؤسسة في تركيبها على مداخل الوحدات السكنية العامة وعلى جدران المنازل في الأحياء.
ويظهر جلياً تحطيم الصبيان لصناديق الخدمة البريدية في حي أم الحمام، إذ طالت أيدي المخربين منهم تلك الصناديق دون معرفة منهم أنها خدمة يمكن لأسرهم الاستفادة منها حال اشتراكهم فيها، ولا يعلمون أنه عنوان بريدي يحرص كثير من الأشخاص في دول كثيرة على أن يكون له مثل هذه الصناديق للتواصل مع الآخرين.
الجهل وعدم التوعية من الأهل كانا السبب الأول كما يقول محمد إسماعيل، وهو أحد سكان بناية خصصت لها مؤسسة البريد أكثر من 30 صندوقاً بريدياً أتلفت جميعها، مضيفا أن أسر الشبان لا توعي أبناءها بالتعريف بتلك الخدمة.
وبيّن إسماعيل أن تحطيم أبواب وأدراج تلك الصناديق بدأ مطلع هذا الشهر، إذ انتشرت هواية تهشيم تلك الصناديق دون سبب بين الصبيان، مؤكداً أن ذلك يعد من الأمور السيئة، وأن المجتمع لا يعرف قيمة الخدمات التي تقدمها تلك المؤسسات.
من جانبه، أوضح خالد القحطاني من سكان حي أم الحمام أن تكسير وتحطيم صناديق البريد يعود للثقافة الضحلة التي تربى عليها الأبناء، مشيراً إلى أن أبناء الحي استغلوا فترات عدم وجود سكان الوحدات السكنية في شققهم ليهجموا بفوضوية على الصناديق، إضافة إلى أن غالبية هؤلاء الصبيان لا يعرفون لماذا بدأت مؤسسة البريد في تركيبها على مداخل البنايات السكنية.
وطالب القحطاني الجهات المعنية من مؤسسة البريد وسكان الأحياء وأقسام الشرط بوقف هذا العبث الذي طال ممتلكات تعتبر حكومية، موضحاً إنه يجب أن يلاحق ويعاقب كل من يعبث بتحطيم تلك الصناديق، كما يجب أن يتعاون سكان البنايات ومؤسسة البريد للحد من عدم الاستفادة من صناديق وضعت للخدمة العامة.
إلى ذلك، ألقى أحد المواطنين اللوم على المؤسسة العامة للبريد بعد تحطيم العديد من صناديق الخدمة البريدية، مبررا ذلك بأنها لم تخدم تلك الخدمة بحملة إعلامية وإعلانية ضخمة، لأن التعريف بالخدمة يجب أن يكون من مؤسسة البريد، لتتلافى أي خسائر قد تنتج عن ذلك.
وأضاف المواطن الذي رفض ذكر اسمه أن العمالة التي عملت على تركيب الصناديق لم تكن مؤهلة للعمل في هذا المجال، إذ إنهم لا يعرفون اللغة العربية ولديهم أخطاء في تركيب الصناديق، مبينا أن المواقع التي اختيرت لوضع الصناديق قريبة من الصبية الذين حطموها.
وقال "نحن نلقي اللوم على المؤسسة لأنها لم تختر العمالة المؤهلة للتركيب، كما أن الصناديق لم تصنع محلياً، إذ إنها صناعة سورية خفيفة وغير قابلة للصدمات، كما أن تلك العمالة لا تعرف الفرق بين المنازل والشقق، إذ إنهم ركبوا صندوقاً بريدياً على باب أحد المساجد".