السلام عليكم
من خلال الموضوع الذي تطرقت له في السابق عن الأم والذي أشكر فعلا كل الردود التي دونت لكن اسمحو لي بأن أقول لكم أن شخصا مميزا -(شخص يتيم يتعاطى للمخدرات والكحول)- طلب مني قراءة هذا الموضوع ولم أتردد في طباعته وطباعة كل الردود فلا تتصوروا كيف كانت ردة فعله وهو يتمعن في هذا الموضوع وأكثر ماأثار انتباهه لدرجة البكاء هو موضوع الأخ القلب الكبير وأخذ يردد كلاما مأثرا عن الأم وفقدانه لأبويه، وهذا ما فتح شهيتي لكتابة موضوع عن اليتيم.
فترى من هو اليتيم؟اليتيم هو من يموت أبوه كما قرر ذلك أهل اللغة كما في لسان العرب وغيره، وهو يتيم حتى يبلغ الحلم، وهو بلوغ سن الخامسة عشرة، أو ظهور علامات البلوغ قبل ذلك
وهوالفرد من كل شيء . يقال : بيت يتيم ، وبلد يتيم،والسبب في التسمية بهذا الاسم منشأها، هوعدم الاعتناء الذي يلاقيه من فقد كفيله
يقول المفضل: أصل اليتم الغفلة، وبه سمي اليتيم يتيماً لانه يتغافل عن بره.
وفي فقد اليتيم أبويه يكون بذلك قد فقد منبع العطف الحقيقي والمحبة الصادقة لهذا يجب علينا تلبية حاجته هذه بأن نعامله بكل لطف،ونداعبه، واذ ان رسول الله (ص) كان عندما يرى الايتام يجلسهم الى جانبه او على فخذه، ويمسح على رؤسهم ويقول ان الله تعالى يؤجر الفرد بعدد ما يمسح من الشعر بيده.
لكن هل اليتيم فقط من مات أبويه لا اظن ذلك فهناك يتيم تخلت أمه عن تربيته، أو أب مشغول بجمع المال أو أشياء أخرى يعتبرها أهم.
وأحياناً تجد العم أرقى من الأب ، وأحياناً تجد الأم تقوم بدور الأب والأم معاً، فاليتيم الحقيقي هو الذي ليس له أبٌ يراعاه فالأب مشغول والأم لاتقوم في واجباتها على أكمل وجه اتجاه أولادها. وهذا هو المشكل الكبير.
فمن واجب كل مسلم أن يعوض هؤلاء الأيتام عن الحرمان الي يعانون منه سواء بمساعدتهم أو بالكفالة.
فكفالة اليتيم من أعمال البر التي ندبنا إليها الشرع ، ودل على أنها من أسباب دخول الجنة ، بل من أسباب نيل أعلى درجاتها ، ويكفي لحث المؤمن على الحرص عليها، قول النبي، صلى الله عليه وسلم: ( أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين ، وأشار بالسبابة والوسطى ، وفرق بينهما ) البخاري.
قال ابن بطال ، رحمه الله : ( حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ، ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ) نقله ابن حجر في فتح الباري.
وعن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وقال بإصبعيه السبابة والوسطى ) رواه البخاري

عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة وأشار مالك بالسبابة والوسطى ) رواه مسلم
ولكم شكري وتقديري
وفاء