بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وربركاته



خدمات البريد توظف البطاقات اللاسلكية لتعريف الرسائل والرزم

نظم وطرق تسليم الطرود المتمايزة تنتشر في السعودية وكوريا الجنوبية والصين وألمانيا وأميركا


---------------------------------

من المتوقع أن تصبح الخدمات البريدية وتسليم الطرود بواسطة مراسلين عن طريق اليد، السوق الثانية على صعيد الحجم التي توظف فيها تقنيات التمييز والتعريف بالبطاقات اللاسلكيةRFID، بعد انتشارها في قطاع المخازن ومحلات البيع بالمفرق.
وقد شرعت شركات النقل في تطبيق هذه التقنية سلفا لتأمين الوصول الأمن للشحنات الى الشاحنات والسيارات ومناطق الفرز والشحن، «اذ يظهر اليوم اتجاه قوي نحو اعادة تجديد الانظمة البريدية لتسهيل ارسال واستقبال الطرود الصحيحة بشكل اسرع وبتحكم أفضل على صعيد الكلفة والأمن» كما يقول بيتر هاروب رئيس شركة الابحاث «آي دي تيك اكس».

واضاف هاروب ان «هذا هو السبب الذي يدعو المنطقة العربية لانتاج علب بريدية ذكية، في حين تبحث كوريا في أسلوب تغيير عمليات الشحن والاستلام للمشحونات الكاملة، مع القدرة على تعقبها في الزمن المقارب للزمن الحقيقي».

وتتجه كل من الصين وكوريا الجنوبية وتايوان والمملكة العربية السعودية والمانيا والولايات المتحدة الى تطبيق نظام التعرف على الهوية بالترددات الراديوية بهدف تعقب الرزم والمشحونات. ومن شأن هذا النظام تسهيل عمليات أعادة استدعاء المشحونات والتعرف عليها، كما ان شركات البريد شرعت أساليب لوضع بطاقات تعريف على الصناديق والحاويات بطلب من مخازن «وال ـ مارت» والمخازن الاخرى. وتقول مؤسسة «آي دي تيك اكس» انه في حلول عام 2010 ستساهم الولايات المتحدة بنسبة 25 في المائة من سوق الخدمات البريدية وتسليم الطرود الاجمالية التي ستقدر بنحو ثلاثة مليارات دولار، في حين ستساهم أوروبا بالنسبة ذاتها، والصين بنسبة 50 في المائة.

ونظرا الى اعتماد هذا الاسلوب بشكل متزايد فأن اسعار التعرف على الهويات لاسلكيا أخذت في التدني، فالطلبات من المحلات شرعت تصل سنويا الى مليارات من بطاقات التعريف التي توضع على الرزم والصناديق مخفضة كلفة الخدمات والمعدات على بطاقات التعريف والاجهزة القارئة لها وصولا الى الطابعات. وتقول مؤسسة «آي دي تيك اكس» إن معدل السعر الوسطي لبطاقة التعريف بالهوية لاسلكيا يبلغ نحو 15سنتا.

ومن العوامل الاخرى التي تساهم في اعتماد مثل هذه الخدمات، الاعتماد المتزايد لاستخدامات الترددات العالية في التعرف على الهويات، التي هي 13.56ميغاهيرتز، في المكتبات ومحلات غسيل الثياب ووكالات بيع التذاكر. وتقول مؤسسة «آي دي تيك اكس» إن البطاقات المفضلة للخدمات البريدية وتسليم الطرود باليد هي البطاقات العالية التردد والمنظومات التي تعمل بين مترين وعشرة امتار، والتي هي عادة أفضل اجتيازا لعقبات مثل المعادن والمياه من البطاقات العاملة بالتردد العالي جدا UHF. ومثل هذه التقنية تتوفر من شركات مثل «ماييك» و«داغ سيستمز» و«صبتروبيك» و«تاغسينس» و«يو بي ام رافسيك».

وتتوقع مؤسسة «آي دي تيك اكس» انه في حلول عام 2020 قيام الخدمات البريدية بوضع بطاقات تمييزية سنويا على تريلون من الطرود والرزم المختلفة مما يعني ثاني أكبر استخدام في العالم لنظام التعرف على الهويات لاسلكيا بعد سلسلة محلات التموين والامداد.

وكانت الدوائر البريدية السعودية والهولندية وشركة «دي اتش ال» المتفرعة عنها قد قامت بتجارب ناجحة لوضع بطاقات تعريف لاسلكية على السلع الافرادية لتحسين الخدمات وتخفيض الكلفة، كما أختبرت اسعار السوق لمقارنتها مع امكانية وضع بطاقات على جميع سلعها التي يصل عددها سنويا الى مليار سلعة. «في السعودية وشرق آسيا على سبيل المثال ترغب المؤسسات في تشحيم عجلات الصناعة واظهار تفوق التقنيات بدلا من الحصول على مردود قصير من ناحية واحدة ضيقة»، كما يقول هاروب، الذي تابع قائلا: «إن حديث «دي اتش ال» عن عشر سنوات من التأسيس لكي تضع بطاقات على مليار رزمة سنويا يظهر أن شركات تسليم الطرود الرئيسية مهتمة جدا بنظام التعريف والتمييز اللاسلكي». ويضيف هاروب أن شركة «يو بي اس» قد قامت بنحو 20 تجربة واستثمرت في اربع شركات لانتاج معدات نظام التعريف اللاسلكي لكي تضبط هذه الصناعة وتنظمها، وبالتالي تسيطر عليها. كما وأن عمليات شراء النظم الكومبيوترية الرئيسية والبنيات الاساسية لاعادة تصميم الخدمات البريدية التي تعتمد على نظم التعريف اللاسلكية من شأنها أن تظهر في شرق آسيا أولا، لأنه ليس من قبيل الصدف قيام مايكروسوفت في بادئ الامر بتقديم حلولها الى تايوان والهند.


عن الشرق الاوسط اليوم