ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب

--------------------------------------------------------------------------------

( ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب ) :


جملة موجزة بليغة هي طرف من حديث نبوي عظيم تكاد وأنت تقرؤه تحس فيه أنفاس النبوة وتدرك أثر البلاغة النبوية بما فيها من إيجاز يجمع من المعاني الكثير .

إنها جملة تصور حالة نفسية للبعض ممن جعلوا من الكذب حرفة لهم وأسلوب حياة لا يفارقهم في جميع شؤونهم .

يتتبعون مواطن الكذب ويتحسسون مواقعه وينتقون من الكذب أبلغه في الكيد والخداع ليتم لهم ما يريدون ويحققون من ورائه الأهداف التي يسعون إليها .

لأن القاعدة المتبعة في حياتهم هي : الغاية تبرر الوسيلة .

ومادام أن الكذب وسيلة ناجحة – في نظرهم – فليجعلوا منه سلما يرتقون به لتحقيق أطماعهم ومآربهم .

ولو تتبعت وسيلتهم وطريقتهم لرأيت الواحد منهم لا يفتؤ يختلق كذبة حتى يتبعها بأختها .

وفي عصرنا الحاضر أصبح التحري للكذب يتخذ أساليب أكثر مكرا وخداعا ، بل أصبح يقدم للناس بألوان متعددة على أنه فن من فنون الحياة .