مصر تحتجز مسؤولا في «حماس» في رفح وفي حوزته مبالغ نقدية كبيرة ... عبّاس يتمسك بتولي إعادة الإعمار
أنهى وفد حركة «حماس» إلى القاهرة محادثاته مع المسؤولين المصريين من دون التوصل إلى اتفاق للتهدئة مع اسرائيل. وفيما اجرى رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان محادثات في القاهرة أمس مع المستشار في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس غلعاد، قال مصدر مصري إن وفد «حماس» طلب العودة إلى دمشق للتشاور مع باقي الفصائل الفلسطينية قبل اتخاذ موقف نهائي، وأنه سيعود الى القاهرة غداً لإبلاغ المسؤولين المصريين بالموقف النهائي. وكسفت مصادر مصرية إن السلطات ضبطت أموالاً في حوزة أعضاء وفد «حماس» أثناء مرورهم من معبر رفح في اتجاه قطاع غزة. وأفادت أن السلطات في المعبر فتحت تحقيقا مع أعضاء الوفد، وهم القياديون صلاح البردويل وجمال أبو هاشم وأيمن طه، سمحت بعدها بعبور البردويل وأبو هاشم، فيما أبقت على طه الذي عثر في حقائبه على مبلغ نقدي يصل الى حوالى 12 مليون دولار.
في غضون ذلك اجرى الرئيس محمود عباس محادثات في لندن مع رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون. وحرص الاخير، خلال مؤتمر صحافي مع عباس، على ابراز مساندته للرئيس الفلسطيني أكثر من مرة، مؤكدا ضرورة نزع سلاح «حماس» واستمرار وقف اطلاق النار، وكذلك إعادة بناء غزة واقتصادها المتدهور وتقديم كل المساعدات الانسانية المطلوبة بإلحاح في القطاع.
وكرر عباس التزامه عملية السلام لأنه ليست هناك بدائل لذلك مهما حدث، خصوصاً ما جرى في غزة الذي كان رهيباً جداً بعد الاعتداء الاسرائيلي والكوارث التي وقعت فيها من تدمير وقتل للأبرياء والأطفال. وتحدث عن المؤتمر الذي سيعقد الشهر المقبل في القاهرة لإعادة بناء غزة، مشيراً الى أن بريطانيا سيكون لها دور مهم في هذا المؤتمر. وشدد على أن عملية إعادة البناء ينبغي أن تتم من خلال السلطة الفلسطينية والمؤسسات الدولية التي تتولاها بشكل رسمي ومعتمد عربياً ودولياً.
في القاهرة، افادت مصادر مصرية، بعد محادثات سليمان وغلعاد، بان «مصر ستسعى من خلال الاتصال مع الإسرائيليين إلى حضهم على ضرورة إبداء مواقف مرنة تجاه القضايا المختلفة والتخلي عن التشدد والتصلب».
وفيما قالت المصادر ان وفد «حماس» عاد الى دمشق للتشاور مع بقسة الفصائل، عزا نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق مغادرة الوفد، من دون اعطاء الرد النهائي على مبادرة التهدئة، إلى «التعنت الإسرائيلي والشروط غير المقبولة». وقال لـ «الحياة»: «قدمنا ورقة للمصريين تتضمن أسئلة عدة، وفي وقت لاحق سيعود الوفد إلى القاهرة لتسلم الرد»، معرباً عن استيائه بسبب تعرض وفد الحركة إلى تفتيش دقيق من السلطات المصرية أمس في مطار القاهرة أثناء مغادرة الأراضي المصرية.
على صعيد آخر، علمت «الحياة» أن المجلس الثوري لحركة «فتح» سيعقد اجتماعه في 16 الشهر الجاري في مدينة رام الله، وسيكون على رأس أجندة المؤتمر السادس لحركة «فتح» سبل النهوض بفاعليات الحركة والحرب على غزة وإعادة الإعمار وضرورة وضع ترتيبات لحماية كوادر الحركة في قطاع غزة.