ملحمة الوحدة
من قصيدة الافتتاح لحفل الجنادرية للشاعر الدكتور ناصر بن مسفر الزهراني:
آه من فكر بدنيا الحب تاها
آه ممن ذاب قلبي في هواها
غادة مياسة فتانة
مزقت روح المعنّى مقلتاها
كم سهرت الليل أشكو هجرها
لم يعد للأنس من معنى سواها
تلهب الأحلام أشواقي فما
غفلت عيناي الا وأراها
تارة أحلم أني زرتها
أبرد الغلة من نار جواها
وكأني تارة في دفئها
وأراني مرة قبلت فاها
بسمة كالفجر والحرف انثنى
هيبة مما جنته وجنتاها
وغدا البدر اذا ما اسفرت
وجهها والغصن مياسا اخاها
ليت لي من حيلة في وصلها
يرتوي الوجدان من شهد لماها
اعذروني يا احبائي فما
جاءت المهجة تشكو ما براها
ثم في ليل بهيج فجأة
سطع البدر المرجى في سماها
واذا بالغار يروي قصة
هزت الدنيا وذابت في سناها
اقبل المختار فجرا ساطعا
وضياء وبهاء لا يضاهى
صاغ للعالم آيات الرضا
فوعاها الدهر فخرا وتلاها
منهل التقوى وازكى مهجة
في بني الانسان مولاها براها
من ترقّى للسماوات العلا
فغشى السدرة انسا ما غشاها
فاذا ماقام غر جاهل
لحروف حاقدات فانتضاها
فهو لن يهجو الا نفسه
وله اللعنة من بالكفر فاها
وحروف الزور تبدي كامنا
لنفوس موغلات في خناها
فانبرت تمضي على منهاجه
يعمر الاكوان عطر من شذاها
تعزف البشرى على لحن الهدى
والنهى تسمو بأنغام غناها
فاذا صف قوي صامد
يبهر الدنيا ويسترعي انتباها
قوة بالعدل فاضت انهرا
وتجلى يانعا عذبا نداها
اشرقوا في الكون شمسا وغدوا
في ظلام الارض مصباح دجاها
الف عام والثريا تزدهي
باناس نازعوها منتهاها
الف عام من علوم غرسها
ماتع والناس تجني من جناها
الف عام لم يقف في وجهها
قوة أو نال وغد من حماها
ثم لما غاب عنها نورها
اصبح الاخفاق يسري في رباها
مزقتها فرقة مشؤومة
والنزاعات التي استشرى لظاها
أفلس العالم في إفلاسها
فنعاها الدهر والمجد بكاها
آه يا للقهر مما نابها
فيلق الاجرام عن قوس رماها
جرعوها الظلم واقتاتوا على
ظهرها ثم استخفوا بأساها
وفلول البغي والطغيان كم
اعملت في قلبها الزاكي مداها
يوم ان كانت كيانا شامخا
حطمت كل القوى فوق صفاها
يابني الاسلام إنا أمة
للهدى والحق مولاها اصطفاها
فلنعد للمنهج الاسمى الذي
اسعد الامة ايام صباها
ولنبث الحب صفوا بيننا
ولنزح من اعين الود قذاها
الى قوله:
الإمام الفذ يبقى فضله
عابقا في الارض حتى منتهاها
فجزاه الله أوفى ما جزى
مصلحا عن أمة أحيا هداها