وضعت مؤسسة البريد السعودي على عاتقها ومنذ أكثر من عامين تطوير وتحديث البنية التحتية للخدمة البريدية في المملكة. وظلت نشاطات وجهود مؤسسة البريد السعودي خلال الفترة الماضية حديث المجالس الاجتماعية والاقتصادية، ما بين مبارك ومؤيد للتطوير والتحديث وما بين رافض ومنتقد للخدمات التطويرية التي تقوم بها المؤسسة. لكن الكثير من المتعاملين يرون في هذه الخطوات نقلة كبيرة وسريعة في وقت ظلت مشاريع أقل من حجم مشاريع البريد تئن تحت وطأته البيروقراطية والتأخير في الإنجاز.
«الشرق الأوسط» التقت الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن، رئيس مؤسسة البريد السعودي، على هامش المؤتمر الدولي الأول للتقنيات المعلوماتية والبريدية، والذي تنظمه مؤسسة البريد السعودي واتحاد البريد العالمي، فكان هذا الحوار.
* ماذا يعني لكم تنظيم أول مؤتمر للتقنيات البريدية؟
ـ بداية نود التعبير عن شكرنا لولي العهد لرعايته لهذا الحدث الكبير، وكذلك شكر اتحاد البريد العالمي ولحضور المؤتمر على ثقتهم في البريد السعودي، واختيارهم السعودية لتنظيم أول مؤتمر للتقنيات البريدية، وهذا بحد ذاته يعطينا تحديا أكبر خلال الفترة المقبلة. واختيار اتحاد البريد العالمي للسعودية مقرا لهذا التجمع الدولي الرفيع الذي يضم قادة صناعة تكنولوجيا المعلومات والنقل البريدي في العالم له دلالة واضحة تعكس ما وصلت إليه مؤسسة البريد وما أحدثته من نقلة نوعية في الخدمات البريدية. وكما تعرفون فالمؤتمر هو الأول من نوعه المتخصص في التقنيات المعلوماتية والبريدية في منطقة الشرق الأوسط.
* ما الذي سيقدم في المؤتمر؟
ـ سيتم استعراض تجربة البريد السعودي في تحديث بنيته التحتية، وكما تعلم فإن البريد السعودي قبل ثلاثة أعوام تقريبا لم تكن لديه بنية تحتية قادرة على استيعاب التقنيات الحديثة، ولا تستطيع من خلال تلك البنية تقديم خدمات توازي رغبات عملاء البريد، أو تحقيق تطلعات الدولة الرامية إلى تفعيل الحكومة الإلكترونية أو التجارة الإلكترونية. وكما تعلم فإننا نسير وفق خطة استراتيجية عبر التوسع في اعتماد الحلول الالكترونية المتقدمة لتطوير وتحديث العمليات البريدية السعودية من خلال تأسيس أنظمة العنونة البريدية الحديثة، وإطلاق الخدمات الالكترونية لتسريع التحول الى خدمات الحكومة الالكترونية. والمؤتمر يهدف إلى تبادل الخبرات العالمية والإقليمية بين المؤسسات البريدية والشركات التقنية المعلوماتية لتوظيف التقنيات البريدية الحديثة بشكل أكبر في صناعة البريد المعاصر، وصولا إلى مرحلة التكامل وتنفيذ تطبيقات الحكومة الالكترونية بشكل أوسع وتنشيط برامج التجارة الإلكترونية. وسيتم الاطلاع على التجربة السعودية في مجال الإصلاح والتطوير البريدي، عبر مشاريع أتمتة العمليات البريدية التي تشمل مشاريع الفرز الآلي والقراءة الالكترونية للرسائل البريدية وخدمات واصل والبرامج الالكترونية البريدية التي تنفذها مؤسسة البريد السعودي.
* ما هي أبرز الأسماء المشاركة في المؤتمر؟
ـ من المتوقع أن يشارك في هذا المؤتمر الذي يجمع بين هيئات البريد العالمية وكبريات الشركات المتخصصة في مجال التقنيات وتكنولوجيا المعلومات في العالم وفود رفيعة تضم نخبة من كبار الشخصيات العالمية في مجال المعلوماتية مثل المدير العام السابق لمنظمة التجارة العالمية ورئيس وزراء نيوزلندا (السابق) مايك مورو، نائب رئيس الوزراء الماليزي السابق، والرئيس السابق للجنة التنمية في البنك العالمي وصندوق النقد الدولي أنور إبراهيم، ورئيس اتحاد البريد العالمي إدوارد دايان، والمؤلف العالمي وعالم الفيزياء الدكتور ميكيو كاكيو، ومسؤول التقنيات ومرافق البنية التحتية الجديدة في المفوضية الأوروبية أولف داهلستن، وشخصيات أخرى من كبار المديرين التنفيذيين في هيئات البريد يمثلون مختلف قطاعات البريد.
* وقعتم شراكة مع مايكروسوفت لتوفير خمسة ملايين حساب بريد إلكتروني مجانا للمواطنين.. إلى ماذا تهدف هذه الشراكة؟
ـ تهدف إلى إطلاق علاقة استراتيجية طويلة الأجل، بهدف إحداث تكامل بين البريد التقليدي وخدمات الكترونية حديثة تقدم للعملاء والمنظمات. وهذه المبادرة غير المسبوقة في عالم الخدمات البريدية تنطوي على تقديم خدمة مميزة وفريدة من نوعها. وهي شراكة تهدف إلى توفير خدمة في مجالين، الأول يتضمن بناء نشاط تجاري الكتروني للعملاء يمكن المشاركين من ذوي التوجهات المختلفة أن يجروا صفقات متنوعة بسهولة وفعالية، ومن الجانب الآخر، فإن المبادرة تهدف إلى دعم مؤسسة البريد وتعزيز قدراتها في إدخال حلول وتطبيقات عملية وتقنية متطورة توفر لكل مشترك الحصول على خدمات متكاملة ومتنوعة من خلال حساب الكتروني خاص به مع تأمين سرية تامة ومصداقية في التعامل مع العديد من مزودي الخدمة مثل مشروع واصل، خدمة البريد الممتاز، خدمة الطرود والصناديق والرسائل والمبرقات والبطاقات..الخ. وهذا النظام يوفر إطارا من المرونة في تطوير وتوسيع رقعة الخدمة مستقبلا وتوفير المزيد من فرص النشاط التجاري لأي عميل مهما كان موقعه ومكان تواجده. ومن خلال هذا النظام تقدم المؤسسة فرصة نادرة للشركات والمؤسسات لطباعة ونشر الكتالوجات الخاصة بها كما توفر لها فرصة الإعلان والدعاية لخدماتها، وهذا النموذج من الحلول والتطبيقات، يؤمن أيضا السرعة والمصداقية والربط المباشر بين العملاء والبريد ومن ثم الحفاظ على سرية التعاملات الدقيقة الخاصة بالصفقات وعمليات السداد والشحن ومتابعة كل ما يتعلق بنشاط العملاء. ومن ضمن حزمة الخدمات المتنوعة توفير مرشد الشركات والمؤسسات الحكومية والوكالات الأخرى وتمكين أعضاء الجاليات من الإدلاء بأصواتهم في انتخابات اتحادات النقابات وغيرها، ولعل أوضح مثال على ذلك هو أن أكثر من خمسين مليون نسمة أدلوا بأصواتهم في انتخابات الكونغرس الأميركية الأخيرة من مجموع 350 مليون نسمة يحق لهم التصويت، وقد تم كل ذلك عن طريق البريد الاكتروني، هذا إلى جانب خدمات أخرى كالمسوحات الاقتصادية والجغرافية والجيولوجية وغيرها والبحوث والاستقصاءات ومتابعة شريط الأخبار والأحداث العالمية وخدمات المكتبات وغيرها مثل تزويد شركات البريد المباشر بالبيانات والمعلومات لتسهيل مهمة الاتصال بالشركات السياحية على سبيل المثال وغيرها من المنافع والمصالح الكثيرة والمتعددة.
* ما أبعاد هذه المشاريع؟ وهل لمستم أصداءها؟
ـ لا شك أن المشاريع التي تقوم بتنفيذها مؤسسة البريد السعودي تخدم في المقام الأول العميل في المملكة سواء كان مواطنا أو مقيما، وان كثيرا من الخدمات التي تقدمها المؤسسة حاليا بدأ يلمسها معظم المتعاملين مع البريد السعودي، وتصلنا رسائل كثيرة تعبر عن سرورها وشكرها لما وجدوه من فرق واضح في تعامل البريد بين الأمس واليوم. وهذا ليس طموحنا حاليا، بل نهدف إلى أن يكون البريد السعودي منظومة متكاملة من الخدمات يستفيد منها الجميع ويعتمدون عليها في كافة نشاطاتهم.
* في بداية عملكم في المؤسسة صرحتم بأن هناك استراتيجية لعمل البريد للمرحلة المقبلة. ما هي هذه الاستراتيجية؟
ـ قمنا بوضع خطة استراتيجية للعمل تتكون من ثلاث مراحل الأولى: هي تهيئة بنية تحتية بريدية، لأنه لم تكن هناك بنية تحتية للبريد، فلا يوجد أسطول نقل بريد بين المكاتب البريدية، ولا يملك البريد شبكة بريدية للتوزيع، لأن البريد يقدم خدمة شمولية بخلاف الشركات القائمة حاليا والتي لا تعمل إلا في المدن الرئيسية في الغالب، بينما في مؤسسة البريد السعودي لا بد أن نوصل البريد إلى جميع مناطق المملكة. المرحلة الثانية هي مرحلة التخصيص وتقديم الخدمات عبر القطاع الخاص بصورة تجارية.
المرحلة الثالثة: هي تخصيص كافة الخدمات التي يملكها القطاع العام لتكون مربحة ومنافسة، وتحرير سوق الخدمات البريدية مستقبلا. والمؤسسة وضعت خطة استراتيجية تركز على تهيئة بنية تحتية بريدية، وتقديم الخدمات عبر القطاع الخاص بصورة تجارية، إلى تخصيص كافة الخدمات التي يملكها القطاع العام لتكون مربحة ومنافسة، وتحرير سوق الخدمات البريدية مستقبلا. واستخدام التقنية في مجال العمل البريدي ساهم في إطلاق مشاريع: العنونة البريدية، والتوزيع في مقر الإقامة والعمل، ومعالجة البريد ومتابعته آلياً، ومتابعة مركبات التوزيع، وبرنامج جودة الخدمة، ومشروع معالجة البريد آلياً، وربط الشبكة البريدية، وميكنة نقاط البيع، ومركز معلومات البريد، ومشروع آلات الخدمة الذاتية، ومشروع توفير بريد الكتروني لكل مشترك في خدمات البريد، وغيرها من المشاريع والبرامج المتطورة، التي تساهم في تقديم الخدمة وفق معايير عالمية.
* بماذا ساهمت التقنية في العمل البريدي؟
ـ ساهمت المشاريع التقنية في المؤسسة بتسهيل العمل البريدي ورفع جودة الخدمة، فمثلا في قطاع التوزيع فإن موزع البريد يقوم بمهام التوزيع البريدي على أسس مهنية عصرية وباستخدام تقنيات حديثة كأجهزة برمجة وقراءة كروت ترددات الراديو (RFID) المثبتة في الصناديق الجديدة خدمة «واصل»، وذلك لتبادل المعلومات والبيانات البريدية وخدمات الاشتراك مع مركز الخدمة في مؤسسة البريد السعودي من خلال التقنيات الإلكترونية الحديثة التي جهزت بها مركبات توزيع البريد. كذلك هناك مشروع متابعة مركبات التوزيع وبرنامج جودة الخدمة، الذي يهدف إلى متابعة المركبات البريدية أثناء عملية التوزيع وإيصال واستلام الرسائل من وإلى العملاء في المواقع التجارية والسكنية، ويمكِّن هذا المشروع مؤسسة البريد من تحقيق مزايا عديدة أبرزها إدارة حركة المركبات عن بعد ومعرفة مسارات الرحلات البريدية والتأكد من مستوى جودة الخدمة البريدية المقدمة. وأيضا مشروع معالجة البريد آلياً والذي يحقق معالجة المواد البريدية الصادرة والواردة آلياً في مراكز المعالجة في المناطق الرئيسة في المملكة، بحيث يتم تجاوز أساليب الفرز اليدوي، كما يمكِّن هذا المشروع مؤسسة البريد السعودي من إلغاء الطوابع المستخدمة (كي لا يعاد استخدامها) إضافة إلى أنه يوفر خدمة قراءة العناوين إلكترونيا وفرز الرسائل آليا وتصنيفها وتقسيمها إلى مجموعات يسهل شحنها ونقلها (برا أو جوا) وتوزيعها على الصناديق القائمة في مكاتب البريد أو في مقر الإقامة والعمل. وسيسهم هذا المشروع بشكل كبير في سرعة إيصال الرسائل البريدية إلى المستفيدين.
* تنظرون لمشروع «واصل» على أنه من أهم مشاريع المؤسسة. كيف كان تأسيسه؟
ـ كان التحدي الأكبر في استراتيجية المؤسسة يتمحور حول فلسفة البريد السعودي، بحيث تكون التكنولوجيا هي الضمان الرئيسي لجودة وفعالية الخدمات البريدية في المملكة مع أهمية الاستثمار في العنصر البشري السعودي، فكان برنامج واصل أبرز المشاريع الاستراتيجية في سوق وصناعة البريد الحديث لمواجهة استشكال تأسيس نظم وخدمات بريدية حديثة من دون بنية تحتية واضحة من العناوين القابلة للاستخدام بريديا. ويعد مشروع واصل أول مشروع من نوعه في المنطقة يعتمد التقنيات البريدية المتقدمة في الاستدلال والإيصال والاستلام للمواد البريدية، وليس الاعتماد على أسماء الطرقات والشوارع فقط.. فقد أسس مشروع «العنوان البريدي» الذي يعد أبرز ابتكارات البريد السعودي، والذي سيبقى علامة بارزة للأجيال القادمة.
* ومم يتكون برنامج «واصل»؟
ـ يتكون من ثلاثة مشاريع هي: مشروع العنونة والترميز الجديد «العنوان البريدي». ويسجل للبريد السعودي السبق في إيجاد حلول جذرية لمشكلة واقع العناوين في المملكة من خلال تأسيس العنوان البريدي الجديد، فأصبح لكل موقع في أنحاء المملكة المختلفة عنوان بريدي محدد قابل للاستدلال إلكترونيا. والثاني يشمل تأسيس الخدمة البريدية، حيث يشمل تركيب العنوان وصناديق «واصل» التي تحتوي على شريحة إلكترونية. المشروع الثالث يتم من خلاله تقديم خدمة واصل لإيصال الرسائل البريدية إلى المنازل السكنية والمباني التجارية والحكومية، عبر مركبات آلية مرتبطة بنظام الجودة الذي يتابع مسار المركبات البريدية عبر شبكة إلكترونية للتحقق من مسار الرحلات البريدية ومواعيد تسليم الرسائل إلى المستفيدين عبر ختم إلكتروني مرتبط معلوماتيا بمراكز المعلومات والمتابعة البريدية.
* ما هو نظام العنوان البريدي الجديد؟
ـ نظام العنوان البريدي الجديد هو نظام متكامل يغطي كامل المملكة العربية السعودية بمدنها وقراها وسهولها وجبالها وصحاريها. ولا يقتصر هذا النظام على تلبية حاجة المناطق الحضرية فقط، بل روعي فيه إيصال الخدمة البريدية إلى كل جزء من تراب مملكتنا الحبيبة بأسلوب علمي سلس يواكب النهضة الشاملة التي تشهدها المملكة من خلال استخدام آخر ما وصل إليه العلم في تقنية المعلومات وأنظمة المعلومات الجغرافية والخرائط الرقمية والتي تساعد على سرعة الاستعلام والاستدلال والتحكم في إدارة هذه الخدمة الحيوية والمهمة. لقد تم تطوير هذا النظام ليسهل آلية إيصال الرسائل والطرود الى المستفيدين بحيث تصل الى المنزل أو المنشأة أو المؤسسة مباشرة في أسرع وقت ممكن من دون الحاجة إلى وضعها في صندوق البريد الموجود في فروع مؤسسة البريد السعودي.
ويعتمد هذا النظام على التقسيم المتوالي لكامل مساحة المملكة إلى مناطق بريدية ثم تقسم كل منطقة إلى قطاعات، ثم يقسم كل قطاع إلى فروع، ثم يقسم كل فرع إلى أقسام، ثم يقسم كل قسم إلى مربعات بريدية، لتكون المتوالية ما سيعرف بالرمز البريدي المكون من خمس خانات تدل كل خانة على مايلي: رقم المربع ـ رقم القسم ـ رقم الفرع ـ رقم القطاع ـ رقم المنطقة.
ويعتبر الرمز البريدي أحد الأجزاء المكونة للعنوان البريدي الذي يتكون، بالإضافة إلى الرمز البريدي من رقم المبنى والرقم الإضافي واسم الشارع إن وجد. ويمثل المربع البريدي الخانة الخامسة من الرمز البريدي، ويعتبر هذا المربع جوهر الرمز البريدي وهو أساس ترقيم المباني، فإن عملية ترقيم المباني تتم بعمل شبكة وهمية من الإحداثيات على مستوى المربع بحيث يتم تصنيف جميع الشوارع إلى شرقية وشمالية بناءً على اتجاه الشـارع ويأخذ كل مبنى يقع داخل المربع رقمين (B،A) بناء على موقعه في المربع وتأخذ المباني الواقعة على الشوارع الشرقية قيمة الرقم (A) كرقم للوحدة البريدية، تبدأ هذه الأرقام من 2000 وحتى 5999 والمباني الواقعة على الشوارع الشمالية قيمة الرقم (A) كرقم للوحدة البريدية، تبدأ هذه الأرقام من 6000 إلى 9999.
* وما الهدف من هذه المشاريع؟
ـ وضعنا على عاتقنا توجهات الدولة بتفعيل الحكومة الإلكترونية والتجارة الالكترونية، وهذه لا يمكن أن تنجح من دون توفر بنية تحتية متطورة للخدمات البريدية. والحلول التكنولوجية المتقدمة هي الطريقة الوحيدة لضمان جودة وفعالية الخدمات البريدية في المملكة. كما أننا نسعى إلى رفع معدل الرسائل للفرد الواحد في المملكة إلى أكثر من 25 رسالة في السنة الواحدة بالرغم من أن المعايير العالمية تقول إنه يجب أن يكون عدد استخدام الرسائل في السنة بالمملكة للفرد الواحد لا يقل عن 75 رسالة. لأن آخر دراسة كشفت أن استخدام الرسائل للفرد لدينا لا تتجاوز عشر رسائل في السنة. ولا يمكن أن نرفع الرقم إلى المستوى المطلوب إلا بوجود مشاريع تقنية تكنولوجية متقدمة يخدمها عنوان بريدي واضح ودائم.
* كيف يصل العميل إلى هذه المعلومات عن مشاريعكم؟
ـ مع انطلاق هذه المشاريع العملاقة تم تدشين البوابة الإلكترونية، وهي إحدى المبادرات الإلكترونية للبريد السعودي وتعتبر نقلة نوعية في تطوير خدماته البريدية ومواكبة التحولات الإلكترونية التي تتطلع إليها حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد. والهدف من هذه البوابة يتمحور حول تقديم خدمات إلكترونية رفيعة لكافة العملاء من المواطنين والمقيمين وقطاع الأعمال والقطاع الحكومي، وبناء جسور التواصل والثقة معهم وتسهيل الإجراءات للوصول إلى بيئة عمل إلكترونية تعكس الهوية الجديدة للمؤسسة. ومن ضمن الخدمات التي تقدم عبر البوابة الالكترونية «خدماتي»: السوق الالكتروني، تواصل، عدد واسع من الخدمات الالكترونية المتطورة لتسهيل إجراءات الدفع ومن أجل توسيع مساحة الخدمات المقدمة تشمل: بريدي أون لاين، استعلام عن المكاتب البريدية، اشتراك في الخدمات البريدية، المحدد السعودي، خدمة التحقق من العناوين البريدية، جوال البريد، حساب أسعار الخدمات البريدية، خدمة تقفي الأثر، بطاقات تهنئة الكترونية، التعريف بالخدمات والمنتجات البريدية، روابط مهمة، خدمات أخرى.
* أطلقتم نظام تقفي الأثر.. ما هو هذا النظام؟
ـ قامت المؤسسة بإنجاز مشروع متابعة البريد آلياً أو ما يعرف بتقفي أثر الرسائل والطرود البريدية من خلال جعل العميل يتابع طريق سير رسالته إلى أن تصل إلى المرسل إليه، وذلك عن طريق الاتصال بالهاتف أو عن طريق موقع المؤسسة على شبكة الإنترنت أو الجوال. وتقفي أثر الرسائل لا يمس بخصوصية المرسل، بل يسهل للمرسل معرفة وتتبع سير رسالته إلى أن تصل للمرسل إليه. وعند إرسال رسالة بالبريد الممتاز يمكن استخدام رقم البعثية الذي يبدأ بحرفي (EE) المدون على قسيمة الإرسال لتتبع الرسالة عبر الهاتف المجاني (8001244242) أو عبر موقع البريد السعودي أو بإرسال رسالة قصيرة على الأرقام المعلنة بالموقع.
* برنامج «المحدد» ما هو؟ وكيف يمكن الاستفادة منه؟
ـ برنامج «المحدد» يعد نقلة نوعية تواكب جيل التقدم والسرعة من خلال تحديد المواقع، حيث إنه نظام للمعلومات الجغرافية وتحديد العناوين إلكترونياً. وما يقدمه البرنامج يواكب العصر ويدعم عمليات طلب سلعة من شبكة الإنترنت أو طلب شيء بواسطة الهاتف يتم إيصاله إلى عنوان المكتب أو المنزل. والبرنامج يخدم كافة القطاعات العامة والخاصة التي يحتاج الفرد للوصول إلى مواقعها كالمطاعم، المتاجر، سيارات الأجرة، المدارس، المستشفيات، الدفاع المدني، والجهات الأمنية والخدمية وغيرها. ومن خلال هذا البرنامج فلن تحتاج مطاعم الوجبات السريعة إلى أرشفة رسوم يدوية لعناوين عملائها بل يمكنها معرفة عناوينهم وإيصال الطلبات إليهم من خلال «المحدد» بمجرد معرفة العنوان البريدي المتمثل في ثلاثة أرقام فقط (رقم الموقع والرمز البريدي والرمز الإضافي) دون الحاجة إلى توفير أي أنظمة أخرى (خرائط، أرشفة، تخزين أرقام الهواتف أو غيره) كما يمكن لشركات النقل والتوصيل السريع تسليم ما لديها باستخدام البرنامج سواء باستخدام العنوان البريدي أو رقم الموقع واسم الحي فقط. وبرنامج «المحدد» متاح للجميع للاستفادة منه للاستدلال والتعرف على المعالم الرئيسية بالمدن كالمصالح العامة والمؤسسات والشركات والمستشفيات والمستوصفات والبنوك والأندية وغيرها، وتحديد العناوين البريدية الخاصة بالمواقع السكنية داخل مدن السعودية. وهذا البرنامج يوحد لغة التوصيل مع العالم وان عنوان المنزل أو العمل سيكون وسيلة التعامل الأولى في العالم حيث إن عنوان البريد (أو رقم المنزل واسم الحي فقط) هو ما تحتاجه. ولا يحتاج البرنامج سوى الدخول على موقع مؤسسة البريد السعودي، وأتوقع أن لغة الرسومات اليدوية الورقية والاحتفاظ بها بالملفات سوف تندثر وتنعدم أهميتها باستخدام «المحدد»، خاصة مع سهولة التعامل معه واستخدامه اللغتين العربية والإنجليزية، ويمكن تجربة استخدامه لمعرفة العناوين بهذه المدن عبر بوابة مؤسسة البريد السعودي على شبكة الإنترنت www.sp.com.sa.
* هل ساهمت التقنيات في سرعة تبادل المعلومات والمراسلات بين المؤسسة والدول الأخرى؟
ـ في إطار الانجازات التقنية للبريد السعودي تم الربط الكترونيا مع أكثر من 50 مؤسسة بريدية حول العالم لتبادل البيانات عبر رسائل EDIFACT من خلال شبكة POST.Net التي يشرف عليها اتحاد البريد العالمي. ومن خلال معطيات EMSEVT التي يقوم البريد السعودي بتبادلها مع البريد حول العالم بيانات حول الإجراءات التي تتم على بعائث البريد الممتاز الصادرة من المملكة أو الواردة إليها. وعبر هذه الإجراءات المتعارف عليها دوليا يمكن متابعة حركة البريد الممتاز في أي وقت ومعرفة كل إجراء يتم عليه منذ تسلمه من المرسل وحتى توصيله للمستلم. بالإضافة إلى معطيات بيانات الطرود البريدية والتي عبرها يتم تبادل معلومات حول الإجراءات التي تتم على الطرود البريدية الصادرة أو الواردة، مما يمكن العميل من معرفة حالة الطرد البريدي الذي أرسله أو ينتظر وصوله.
وتوفر معطيات PREDES/RESDES بيانات حول الإرساليات البريدية التي يتم تبادلها دولياً، ويمكن من خلالها الحصول على معلومات مسبقة عن الإرساليات الواردة وأوزانها وأرقام البعائث التي تحتويها بالإضافة إلى مكتبي المصدر والمورد. مما يفيد في تسريع إجراءات البريد الوارد وإيصاله إلى العميل في فترة اقصر.
وفيما يتعلق بالحوالات المالية فيوفر نظام IFS إمكانية تبادل الحوالات المالية البريدية مع شركائه من المؤسسات البريدية حول العالم مع الأخذ في الاعتبار معايير الأمن والحماية المعتمدة دوليا. ويتميز النظام بقدرته على إيصال الحوالات المالية خلال فترة لا تتجاوز خمس دقائق.
* ماذا عن السوق الإلكتروني والبوابة الإلكترونية؟
ـ السوق الالكتروني يهدف إلى تشجيع الشركات والتجار على تبني التجارة الإلكترونية وبناء أسواق إلكترونية ومواكبة توجهات الحكومة الإلكترونية للمملكة. وقام البريد السعودي بإنشاء بنية تحتية متكاملة لأول سوق إلكتروني في المملكة يضاهي أفضل الأسواق الالكترونية العالمية من حيث البنية التحتية والتصميم والدعم الفني. ويساهم السوق الإلكتروني في رفع دخل البريد وتوسيع رقعة الأعمال لوحدات الأعمال المختلفة سواء عبر التوصيل والنقل بين المدن «ناقل» والتسليم لمحل الإقامة «واصل» وعقود التوزيع. وكذلك عبر تنمية الطلب على خدمات البريد الدعائي وطباعة الكتالوجات «شاهر».
ومن مزايا السوق الالكتروني، توفير كافة متطلبات التجارة الالكترونية من بنية تحتية والدفع الالكتروني للتجار والموردين، وتوصيل المشتريات إلى أكثر من 6000 نقطة توزيع بالمملكة والى عملاء واصل، نظام متكامل للحملات الإعلانية والدعايات الترويجية وإمكانية توجيهها إلى شريحة مخصصة من المستخدمين، وإمكانية الحصول على تقارير خاصة بسلوك المستهلك، وإمكانية الربط بأنظمة الموردين للتحديث المباشر للمنتجات المتوفرة والمباعة، وإمكانية تتبع حركة نقل البضائع من قبل المشتري عبر الإنترنت، وإمكانية التسوق من موردين ليس لديهم فروع في مكان المشتري كمدن وقرى غير مغطاة من قبل المورد.
رد مع اقتباس
